تحت إشراف منظمة الشبيبة التجمعية بجهة بني ملال خنيفرة، نظمت التمثيلية الإقليمية للشبيبة التجمعية، أول أمس الأحد بالفقيه بن صالح ، منتدى مسار التنمية حول موضوع “التدبير الحكومي من زمن الشعارات إلى مرحلة الإنجاز” بتأطير ثلة من المتدخلين.
وكان اللقاء التواصلي الذي تم تنظيمه بهذه المناسبة، فرصة للمتدخلين للرد على حملة المغالطات حول الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة، مشددين على أنها حصيلة تاريخية وغير مسبوقة خصوصا في القطاعات الاجتماعية، مستعرضين في هذا الصدد مجموعة من المنجزات التي قامت الحكومة بتنفيذها على أرض الواقع خلال نصف هذه الولاية.
في هذا الصدد، وصفت ياسمين لمغور، النائبة البرلمانية ونائبة رئيس الفيديرالية في كلمتها، إنجازات الحكومة الحالية بأنها “ثورة مجتمعية كبيرة” في مجموعة من المجالات، بدءًا بالورش الملكي للحماية الاجتماعية، مرورًا بالتعليم والصحة والتشغيل، حيث حققت الحكومة رقمًا قياسيًا بتوفير أكثر من 621 ألف فرصة عمل بنظام الضمان الاجتماعي.
ورفضت لمغور ما وصفته بـ “المغالطات” التي يتم ترويجها حول ارتفاع نسبة البطالة، مستندة إلى أرقام ناتجة عن موجة الجفاف التي أثرت على فرص العمل في القطاع الفلاحي فقط، مشيرة إلى أن الحكومة على وشك تحقيق هدفها المتمثل في توفير مليون منصب شغل، كما التزمت به في برنامجها الحكومي، بل وربما تتجاوز هذا الهدف في الولاية الثانية التي سيتم التركيز فيها على إنعاش التشغيل والاقتصاد.
ودعت لمغور شباب حزب الذين حضروا للقاء التواصلي المنظم تحت شعار ” التدبير الحكومي من زمن الشعارات إلى مرحلة الإنجازات” إلى مواصلة هذه الحملة الوطنية لترويج إنجازات الحكومة وطنيا ودوليا، متهمة طرفًا سياسيًا لم تسمه بـ “نشر المغالطات” حول حصيلة الحكومة بدلاً من الإشادة بها.
من جانبه، رد رئيس منظمة الشبيبة التجمعية منير الأمني في مداخلته على مجموعة من المغالطات والافتراءات التي صدرت من قبل أحد أحزاب المعارضة، الذي كان سببا في هدر عشر سنوات من التنمية حسب وصفه، حيث اعتبر في هذا السياق على أن من فشل تقديم دعم مالي للأسر المعوزة بعدما وعدهم بذلك في 2012، لايحق له اليوم استهداف تنزيل الحكومة لورش الدعم الاجتماعي المباشر باختلاق المغالطات حول إقصاء النساء الأرامل من الدعم، موضحا أن الوضعية المادية للأرامل حاليا أفضل من سابقتها التي كانت تتم عن طريق صندوق الدعم الاجتماعي، كما أن عدد المستفيدات في ازدياد خلال هذه السنة مقارنة مع سابقتها.
كما انتقد الأمني المغالطات التي تتعلق بإقصاء المستفيدين سابقا في برنامج “راميد” من برنامج ” أمو تضامن” حيث اعتبر أن الحكومة اعتمدت على منظومة فعالة للاستهداف، وهو ما ممكن من تحديد الفئات المستحقة بشكل دقيق وشفاف بعيدا عن المحسوبية والزبونية التي كانت تقع سابقا في تحديد المستهدفين.
كما نوه الأمني بنجاح الحكومة في تحقيق ثورة اجتماعية هادئة، من أجل النهوض بوضعية الفئات الهشة والمتوسطة ودعم قدرتها الشرائية وصون كرامتها الإنسانية، وفي هذا السياق نوه الأمني بنجاح في تنزيل ورش الحماية الاجتماعية بكل مظاهره، والمتمثلة في تعميم التغطية الصحية وإطلاق الدعم الاجتماعي المباشر ودعم السكن، وغيرها من المبادرات، في تجسيد صريح لطموح وفلسفة جلالة الملك نصره الله، في تكريس الدولة الاجتماعية وصون كرامة المواطن.
من جهته، أكد صالح حنين المنسق الإقليمي للحزب في معرض كلمته خلال اللقاء التواصلي الخاص بمناقشة الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة، أن الحكومة بصمت على حصيلة مشرّفة، وأبانت على جدية في معالجة الإشكاليات الحقيقية للمغاربة، مضيفا على أن مواجهة هذه التحديات التي واجهت الحكومة، والوفاء بالالتزامات الواردة في البرنامج الحكومي، لم يكن ليتمّ إلا بحكومة قوية، ومنسجمة، حكومة تتوفر على كفاءات عالية مسلحة بالشجاعة اللازمة، ولها من التجربة والخبرة ما يؤهلها لتحقيق كل ما التزمت به.
بدوره، أكد عبد الله الحسنى عضو المجلس الوطني والمنسق المحلي للحزب، على أن الحكومة أولت عناية خاصة للنهوض بالتعليم كمدخل أساسي لتدعيم ركائز الدولة الاجتماعية، ومن هذا المنطلق عملت على إعداد خارطة طريق 2022-2026 من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع، وذلك بهدف إرساء نموذج جديد لتدبير وإصلاح التعليم، ينطلق من الفصول الدراسية ويرمي إلى الارتقاء بتعلمات التلميذ، ووضعية الأستاذ وظروف الاستقبال بالمؤسسة التعليمية.
كما عملت الحكومة، يضيف الحسنى، على إطلاق “مؤسسات الريادة” كبرنامج مهيكل يستهدف تحسين عملية التعلم في السلك الابتدائي، من خلال اعتماد منهجية متعددة الأبعاد تشمل جميع شروط الجودة بالمؤسسة التعليمية.
كما نوهت فاطمة الزهراء حنين بالجهود الحكومية لتحقيق تحول عميق في الخدمات الاستشفائية ومواكبة ارتفاع الطلب على الخدمات الطبية، سواء من حيث المحتوى أو من حيث التوزيع الجغرافي،حيث بادرت الحكومة منذ تنصيبها إلى إعداد رؤية استراتيجية مندمجة جديدة للنهوض بقطاع الصحة، إذ قامت بتنزيل مشروع إحداث وتأهيل وتجهيز قرابة 1.400 مركز صحي من الجيل الجديد، تم الانتهاء من تأهيل 481 منها نهاية سنة 2023.
بدوره توقف الخبير طه زروق عند النجاحات التي حققتها الحكومة على المستوى الاقتصادي بفضل نجاعة التدابير المتخذة، تحت التوجيهات الملكية السامية، لإنعاش الاقتصاد الوطني وتعزيز صموده أمام التحولات الهيكلية الطارئة على المستوى الدولي، حيث أظهرت بلادنا تجاوبا استثنائيا جعلها محط إشادة دولية واسعة، حيث تعززت ثقة المؤسسات الدولية في قدرة اقتصادنا على الصمود أمام الأزمات من جهة، ومواصلة الإصلاحات الهيكلية من جهة أخرى.
