




بمناسبة الذكرى 44 للمسيرة الخضراء، التي تحل يوم 6 أكتوبر من كل سنة، يتحدث محمد الأمين حرمة الله، المنسق الجهوي للتجمع الوطني للأحرار بالداخلة وادي الذهب، في هذا الحوار، عن المجهودات التي بذلتها المملكة طيلة العقود الأربعة الماضية لتنمية الأقاليم الجنوبية، ولإيجاد حل سياسي لهذا النزاع المفتعل، واقعي، ويحظى بقبول المنتظم الدولي. كما يؤكد حرمة الله، أن القرار الأممي الأخير رقم 2494، يعزز الموقف المغربي، واصفا إياه بالانتصار الذي يعزز المكاسب التي تم تحقيقها على مستوى الاتفاق الفلاحي واتفاق الصيد البحري مع الاتحاد الأوربي بعد المفاوضات المكثفة التي قادها وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز اخنوش.تحل اليوم الذكرى 44 للمسيرة الخضراء، فخلال هذه المدة بذلت الدولة جهودا كبيرة لتنمية أقاليمنا الجنوبية العزيزة على قلوب المغاربة. كواحد من أبناء المنطقة، هل يمكنك أن تقدم لنا مقارنة بين ما كانت عليه مدن الصحراء بالأمس وواقع الحال اليوم؟ – لاشك أن الأقاليم الجنوبية للمملكة شهدت منذ استرجاعها لحضن الوطن بعد المسيرة الخضراء المظفرة، تطورا ملحوظا وتنمية كبيرة شملت مختلف القطاعات والمجالات، وهذا بفضل العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك نصره الله لهذه الربوع والمتجسدة في الجهود الجبارة التي بذلتها الدولة، والميزانيات الضخمة التي تم تخصيصها لذلك. إذ عملت الدولة على توفير كل الإمكانيات من أجل وضع الأسس لتنمية حقيقية شاملة، وهو ما تحقق فعلا حيث أن الأقاليم الجنوبية شهدت ثورة تنموية في مختلف المجالات والقطاعات، وهو ما يعكس حرص الدولة على إشراك الساكنة في تدبير شؤونها المحلية، وعليه فنحن راضون جدا عن مستوى التطور والرخاء والاستقرار الذي تنعم به هذه الربوع. وبالعودة لسؤالكم فبالتأكيد هناك فرق كبير وشاسع بين وضع الأقاليم الجنوبية إبان خضوعها للاستعمار، وبين الوضعية التي عرفتها هذه الأقاليم منذ استرجاعها لحضن الوطن. فلا مجال للمقارنة على الإطلاق بين الوضعيتين، ذلك أن الأقاليم الجنوبية كانت تفتقر إبان خضوعها للاستعمار الإسباني لأبسط المرافق والتجهيزات والخدمات الأساسية، إلا أن هذا الواقع تغير بعد المسيرة الخضراء المظفرة، فالدولة ورغم انشغالها بجهود الدفاع عن حوزة الوطن ووحدته الترابية، وبفضل توجيهات الراحل الملك الحسن الثاني رحمه الله، اعتمدت استراتيجية تنموية شاملة هدفت من خلالها إلى النهوض بالأقاليم الجنوبية، وتمكينها من مختلف البنيات التحتية اللازمة في مختلف المجالات. هذا العمل الكبير ساهم في تحسين ظروف عيش السكان ووضع هذه الأقاليم على سكة الإقلاع التنموي، وهو النهج ذاته الذي سلكه صاحب الجلالة، الملك محمد السادس نصره الله منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين، حيث أصبحت اليوم مدينة الداخلة على سبيل المثال، تضاهي كبريات مدن شمال المملكة، بما تتوفر عليه من تجهيزات وبنيات أساسية متطورة في مختلف المجالات. وعليه، يمكن القول إنه بعد أربعة وأربعين سنة على استرجاع الأقاليم الجنوبية قد تغيرت معالم المدن الصحراوية بشكل كامل، ولا زالت الدولة إلى اليوم تبذل قصارى جهدها من أجل مواصلة مسيرة البناء والتشييد بهذه الربوع، بتوجيهات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي أطلق إبان زيارته الميمونة للعيون سنة 2015، النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، والذي شكل خارطة طريق ثورية وشاملة لتنمية مستدامة بهذه الأقاليم. ماهو رأيك بخصوص القرار الأممي الأخير رقم 2494 الذي عزّز الموقف المغربي، في هذا النزاع المفتعل؟ – بطبيعة الحال القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي رقم 2494 استقبلناه كمواطنين وكمنتخبين بارتياح كبير نظرا لكونه عزز الموقف المغربي، وأكد على وجاهة وصواب هذا الموقف، حيث جدد التأكيد على مجموعة من الأمور التي لطالما نادى بها المغرب، أهمها إشراك الجزائر باعتبارها طرفا أصيلا في هذا النزاع الإقليمي، في جهود البحث عن حل، والذي لن يكون إلا حلا سياسيا عمليا وواقعيا متوافقا عليه، يراعي سيادة ووحدة المملكة الترابية، ويسقط كل المقاربات العقيمة التي تجاوزها الزمن. وثانيا العودة إلى تمديد ولاية بعثة المينورسو لعام كامل، وهو ما يؤكد حرص مجلس الأمن على ضمان الاستقرار والهدوء من أجل إعطاء الوقت الكافي وانضاج الشروط التي تمكن من وضع مسار التسوية على سكته الصحيحة، بغية إيجاد حل سياسي وواقعي ودائم يأخذ بعين الاعتبار الديناميكية التي عرفها النزاع منذ تقديم المغرب لمبادرته القاضية بمنح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية، وعليه فنحن مرتاحون جدا لهذا القرار، فهو انتصار يعزز المكاسب التي تم تحقيقها على مستوى الاتفاق الفلاحي واتفاق الصيد البحري مع الاتحاد الأوربي وهو انتصار جاء بعد مفاوضات مكثفة قادها وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز اخنوش، حيث نجح في تكريس السيادة الوطنية على كامل التراب الوطني بإدماج الأقاليم الجنوبية وسواحلها بالاتفاقيتين. ماهي الرسالة التي تود أن توجهها لسكان مخيمات تندوف؟ – الرسالة التي أود توجيهها إلى إخواننا وأبناء عمومتنا في مخيمات تندوف بالحمادة، وهي أنه اليوم تمر أربعة وأربعون سنة على هذا النزاع المفتعل، أي أربعة وأربعون سنة من المعاناة والآلام والشتات، وهذا الهدر من الزمن التنموي والاندماج يستدعي بل ويحتم أن نقول وبصوت عالي كفى، وأنه آن الأوان لتحكيم صوت العقل والضمير، وطي صفحة الخلافات والصراعات، والالتحاق بالوطن الأم والقبول بالمبادرة المغربية بمنح الأقاليم الجنوبية الحكم الذاتي، والذي سيضمن مصالح الجميع ويحقق الاستقرار والتنمية والرخاء لكافة شعوب المنطقة، لأن البديل هو البقاء إلى ما لانهاية في صحراء الحمادة القاحلة، وهذا ما لا نريده لأهلنا وإخواننا هناك.