نظمت التنسيقية الإقليمية لحزب التجمع الوطني للأحرار بالناظور، الجمعة، ندوة حول موضوع “إشكالية تدبير الماء في ظل تداعيات التغيرات المناخية وتوالي سنوات الجفاف” مع تفكيك أسباب الظاهرة وآليات التكيف معها، بمشاركة صالح العبوضي، المنسق الإقليمي للحزب.
وفي مستهل اللقاء، ذكر العبوضي بأبرز التدابير التي اتخذتها الحكومة للتخفيف من ٱثار الجفاف، طبقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، عبر الإسراع بدعم البنيات التحتية المائية، سواء ما يتعلق بمحطات تحلية مياه البحر، أو الطرق السيارة للربط بين الأحواض، إضافة إلى الحملات التحسيسية المكثفة للحد من تبذير المياه، سواء الصالحة للشرب أو الموجهة للفلاحة.
وفي مداخلته أبرز الأستاذ الباحث في التاريخ، منير كلخة الأهمية التي يحظى بها الماء عبر العصور خاصة لدى المغاربة، مبرزا الصيغ التي التجأ إليها الأسلاف في التعامل مع الماء وطرق المحافظة عليه.
من جهة أخرى، عالج الدكتور مصطفى قريشي الموضوع من جوانبه القانونية، موضحا مختلف القوانين التي تنظم وتؤطر الثروة المائية بالمغرب، ومستعرضا المؤسسات الدستورية والإدارية التي أنشأتها المملكة من أجل ضمان التدبير الأمثل للمياه.
كما تطرق الأستاذ عبد المنعم بلال للإشكالية من الناحية الاقتصادية، حيث أكد على أن الاحصائيات تؤكد خطورة وضعية المخزون المائي بالمغرب، وضعف التساقطات المطرية منذ أكثر من ست سنوات، مشيدا بالمجهودات التي تقوم بها الحكومة في وقت قياسي لتجاوز تراكمات العشر سنوات الماضية من الإهمال الذي عرفه القطاع.
وخلال مداخلته أكد الخبير الدولي في المجال الزراعي كمال ابركاني، بأن التداعيات والتغيرات المناخية تؤثر بشكل مباشر على المنتوجات الزراعية، حيث يمكنها أن تربك الأمن الغذائي بالمغرب، مشيرا إلى أن الضرورة تقتضي دعم البحث العلمي في هذا المجال، اقتداء بالتجارب الدولية، التي أصبحت تعتمد على رقمنة القطاع واللجوء إلى التكنولوجيات الحديثة وتنويع الزراعة، مبرزا بأن تدبير قطاع الماء مسؤولية عدة قطاعات حكومية، الشيء الذي يحتم دعم التقائية البرامج بينها.
كما نوه الحاضرون بالمجهودات المبذولة من طرف الحكومة من أجل تأمين الأمن الغذائي رغم توالي سنوات الجفاف وهذا راجع إلى برنامج المغرب الأخضر وحنكة وزراء حزب التجمع الوطني للأحرار.
واختتمت الندوة بالاتفاق على برمجة حملات تحسيسية من طرف المنظمات الموازية الإقليمية للحزب، لحث المواطنين على حماية الثروة المائية وتقنين استعمالها.