قاربت المنظمة الجهوية للمرأة التجمعية بجهة الرباط سلا القنيطرة، موضوع “المرأة في العالم القروي: أية سياسة من أجل تنمية مستدامة؟”، وذلك في ندوة نظمتها يوم الجمعة الماضي، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق المرأة.
وشارك في تأطير هذه الندوة كل من أمينة بنخضراء، رئيسة الفدرالية الوطنية للمرأة التجمعية، وعضو المكتب السياسي، وأنيس بيرو، عضو المكتب السياسي للحزب، وأسماء العلوي شهيد، رئيسة مصلحة التخطيط والقيادة بوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ونادية الاسماعيلي أستاذة جامعية بكلية الطب والصيدلة بالرباط ونائبة رئيس الهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء، ورجاء اغزادي، عضو لجنة النموذج التنموي.
وبهذه المناسبة، أكدت أمينة بنخضراء، على أهمية ما تحقق على مستوى قضايا المرأة في بلادنا بفضل السياسة المستنيرة لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ومذكرة بمختلف الإصلاحات التي قام بها المغرب في العقدين الأخيرين، على المستوى التشريعي والحكومي، على سبيل المثال مدونة الأسرة وقانون الجنسية ودستور 2011 الذي كرس مساواة كاملة بين المرأة والرجل، ثم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و”إدماج” و”إكرام” وغيرها من البرامج، كما أبرزت ما تحقق أيضا على المستوى السياسي.
وفي هذا السياق، عدّدت بنخضراء بعضا مما حققته المرأة القروية، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق برأس مال بشري مهم ينبغي تطويره في خدمة التنمية، مبرزة في هذا الصدد، مؤشرات تخص المرأة القروية على مستوى التعليم والخدمات الصحية والمشاركة في الحياة الاقتصادية، مؤكدة في نفس الوقت على أن المرأة القروية تبقى أكثر عرضة للفقر والهشاشة، وهو ما يؤكد على ضرورة رفع مختلف التحديات التي تمس المرأة القروية.
وبعد أن أشارت إلى أن حزب التجمع الوطني للأحرار منذ تأسيسه، وضع قضايا المرأة في صلب اهتماماته وانشغالاته، مما مكن من بروز فعاليات نسائية محليا ووطنيا، ذكّرت في هذا الصدد، بما جاء في البرنامج الحكومي في ما يخص قضايا المرأة، حيث التزمت الحكومة بالرفع من نسبة نشاط النساء من 20 في المائة حاليا إلى 30 في المائة، تفعيل إجبارية المراقبة الطبية المجانية لجميع النساء الحوامل وتحرير النشاط الاقتصادي للمرأة، وغيرها من الإجراءات في إطار خطة حكومية محددة لدعم النشاط الاقتصادي للنساء ومحاربة الهشاشة.
ومن جهته، تحدث أنيس بيرو عن دور المدرسة في الرفع من مستوى الوعي لدى النساء القرويات مما يسمح لهن بمواكبة بناتهن والسماح لهن بالتمدرس رغم الظروف القاسية التي تعرفها عددا من القرى، مبرزا في هذا الصدد التزامات الحكومة، التي عبّرت عنها في البرنامج الحكومي.
وعلى مستوى حزب التجمع الوطني للأحرار، ذكّر بيرو بأهمية ما حققه الحزب خلال الفترة السابقة، في إطار دينامية جديدة، شهد من خلالها الحزب تأسيس منظمات وهيئات موازية، بما فيها الفدرالية الوطنية للمرأة التجمعية.
من جانبها، أكدت أسماء العلوي شهيد أن وزارة الفلاحة ومنذ الثمانينيات وهي تعمل لتنمية قدرات وروح المبادرة للنساء القرويات، مضيفة أنها بدأت بمشاريع مدرة للدخل ولكن مع العمل بمخطط المغرب الأخضر، الذي جاء بطموح كبير، والذي منح نفسا كبيرا للمرأة القروية من أجل الاندماج في النسيج الاقتصادي والنسيج الاجتماعي عن طريق التعاونيات والتنظيمات المهنية بصفة عامة.
وأشارت إلى أن عدد التعاونيات تضاعف ثلاث مرات في الفترة الأخيرة، إضافة إلى برامج عديدة خاصة في الفلاحة التضامنية، كما يُسجّل تحقيق النساء لأرقام معاملات كبيرة، واستطعن أن يلجن للأسواق الوطنية والدولية، مشددة في هذا الصدد على أهمية المقاولة الفلاحية الاجتماعية.
أما نادية الإسماعيلي، فقد ركّزت على الشق الصحي، وتطرقت إلى الوضعية الراهنة لصحة المرأة القروية، مؤكدة أنه على الرغم من كل المجهودات، لازالت تعاني من تحديات ومشاكل خاصة في ما يخص وفيات الأم والرضع، كما تطرقت إلى مشاكل العنف والأمراض المزمنة وعدم تتبع الحمل وغيرها من المشاكل والتحديات التي تعاني منها المرأة القروية.
كما تطرقت أيضا إلى الحلول والاستراتيجية الصحية والمقترحات التي من شأنها أن تواجه تلك المشاكل، مضيفة أن الأمر يتعلق بحلول تأتي في إطار البرنامج الطموح لحزب “الأحرار”، لتطوير المنظومة الصحية ببلادنا وأيضا ما جاء به “مسار الثقة”، قبل أن تعرج على موضوع التربية الصحية والتوعية والصحة المدرسية، معتبرة أنها ركائز مهمة جدا من أجل تطوير وتحسين الوضعية الصحية للمرأة القروية مشيرة إلى أهمية محاربة الأمية في الرفع من الوعي والتوعية للنساء من الحفاظ على صحتهم وصحة أطفالهن.
من جهتها، ركّزت رجاء اغزادي، عضو لجنة النموذج التنموي، على موضوع وقضايا المرأة في صلب النموذج التنموي.