كشف مصطفى بايتاس، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أمس الجمعة بمراكش، عن تفاصيل دقيقة حول صندوق تدبير زكاة المال، أحد الإجراءات التي جاءت في برنامج الأحرار.
وقال بايتاس، في كلمته خلال فعاليات لقاء مراكش ضمن الجولة الوطنية لتقديم برنامج الأحرار، إن جميع العائلات المغربية تعرف أن بلادنا حققت نجاحات كبيرة في عدد من القطاعات، مردفا “لكن هناك بصمة سلبية جدا تشعرنا بالعجز كسياسيين.. فمنذ الاستقلال إلى الآن لم نستطع بعد إنتاج سياسات عمومية صحية تجيب على سؤال الحكرة”.
وفي هذا الصدد، أكد المتحدث نفسه أن جولات الإنصات للمواطنين التي نظمها الحزب، وبرنامج 100 يوم 100 مدينة، أبرزت أن القطاع الصحي، يعتبر واحدا من النقط السوداء، مضيفا “ونحن كسياسيين وبرلمانيين نتساءل دائما ألا يمكن أن نجد حلا لهذا القطاع”.
وتابع: “أعتقد أن الرهان هو تقديم منظومة صحية تحترم المغاربة وذكاؤهم وكرامتهم وأن يتجردوا من الخوف من أن يسقط أحد أفراد عائلاتهم في وضعية المرض”.
وفي هذا الصدد، يضيف بايتاس، أن حزب التجمع الوطني للأحرار يقترح في برنامجه بطاقة “رعاية”، مردفا “سيقول البعض توجد التغطية الصحية والضمان الاجتماعي”، مستطردا “ولكن عندما يمرض المواطن فإنه يضرب ألف حساب، لأنه يحتاج أن يكون معه المال منذ البداية، لذا بطاقة رعاية تعفيه من التسبيق”.
وأضاف أن المريض قد يكون مسجلا في صندوق الضمان الاجتماعي لكنه لا يتوفر على المال، وبالتالي، يضيف بايتاس، المريض ليس عليه أن يفكر في المال إنما في المرض، مشيرا على أن بطاقة “رعاية” تجيب عن هذا السؤال، إذ أن المريض لا يحتاج لتسبيق أثناء التشخيص وأيضا عند أخذ الدواء من الصيدلية وهذا يضمن التكفل بالعلاج.
وبعد أن أشار إلى أهمية القطاع الصحي وأولوياته، ذكّر بايتاس أيضا ببعض المشاكل التي يتخبط فيها القطاع، مضيفا “يجب أن تكون هناك كرامة وخدمات صحية في المستوى، والرئيس عزيز أخنوش يقترح أن نرفع من الميزانية، والقيام بمجموعة من الإجراءات التي ستعيد الاعتبار للمواطن”.
فيما يخص التمويل، قال بايتاس إن الأمر يتعلق بأم المشكلات، مشيرا في نفس الوقت إلى أن صندوق الزكاة الذي يقترحه حزب التجمع الوطني للأحرار هو مشروع جديد، مضيفا أن “أول ما سيفكر به المغاربة عند السماع بهذا الصندوق هو الجانب الديني، فالزكاة ركن من الأركان الخمسة للإسلام، والمغاربة جميعا يعطون من إمكانياتهم وفي حدود ما يملكون، ولكن الزكاة الآن غير مقننة وليس لديها إطار قانوني، وطبعا قبل ذلك يجب أن تتوفر الشروط الشرعية والشروط القانونية لإنجاحه”.
وأوضح “هنا نتحدث عن زكاة المال ولا نتحدث عن زكاة الفطرة”، مؤكدا أن الأحرار يقترح أن تكون هذه المؤسسة مستقلة عن أي تأثير سياسي أو حزبي، ووظيفتها الأساسية هو أن تجمع بشكل إرادي وطوعي من المواطنين المغاربة.
وأشار إلى أن نصف هذه الأموال سيتم تخصيصها للأمراض المزمنة كالسكري والضغط والقصور الكلوي وغيرها، مشددا على ان هذه المؤسسة مطالبة بنهج حكامة وشفافية في مسارها، وفي جمع وصرف أموالها، وأن تتوفر على آلية تواصلية مهمة جدا بشأن جميع تفاصيلها.
وخلص إلى القول “التجمع الوطني للأحرار رفع رهاناته في 2021 وقدم أرقاما قابلة للتنفيذ والتقييم، سهلة جدا لكنها تحتاج إلى عبقرية كي تصوغها بهذا الشكل الذي قدمت به”، مضيفا “أتمنى أن تبنى التعاقدات السياسية بهذا المنطق، منطق البرامج المبنية على المنطق والعقل وتستهدف المشاكل وتقدم حلولا، إلى ذلك التاريخ فليتنافس المتنافسون”.