عرض عدد من الشباب تجربتهم في مختلف مناصب المسؤولية، ضمن أشغال الدورة الثالثة للجامعة الصيفية لشبيبة حزب التجمع الوطني للأحرار المنظمة بين 20 و21 شتنبر بمدينة أكادير.
وقدم الشباب لمحة عن تلك المساحة التي منحها الحزب لهم، للاحتكاك مع قيادات سياسية، شكلت لهم المثال والقدوة، وأيضا تلك الفرصة التي مكنتهم من الترشح باسمه في انتخابات جعلتهم يشغلون مناصب في مجالس الجماعات والمجالس الاقليمية ومجالس العمالات والجهات.
وقدم مؤطرو هذه الورشة تجاربهم السياسية والتي مكنتهم من الظفر إما بمقاعد بمجالس الجماعات والجهات ورئاسة عدد منها، ويتعلق الأمر بكل من أحمد زاهو، وعمر السلالي، ومحمد بوشكط، وأمينة بوهدود بودلال ووفاء أجرطي وياسر قنديل، وعادل الخريفي.
وفي المقابل، ركزت مداخلات الشباب الحاضر في الورشة على طرح عدد من الأسئلة حول مسار الترشح والانتخاب، ثم طريقة التدبير إلى جانب مكونات أخرى من الأحزاب المشكلة للمجالس، وحول صلاحيات المجالس وأين تبدأ وتنتهي، وطريقة التنسيق مع مختلف القطاعات الحكومية، وكيفية تدبير الميزانية وترشيد الموارد.
واعتبرت متدخلة شابة أن فئة الشباب متعطشة لشغل مناصب المسؤولية، وأكدت في الآن ذاته أن وسائل الاتصال والمعلوميات الحديثة قد تساعد المنتخبين بشكل جيد على التعريف ببرامجهم الانتخابية، مشددةً على ضرورة التدرج السلس داخل هياكل الحزب، واكتساب التجربة والنضج السياسي، حتى تتسم حصيلة عمل الشباب في مناصب المسؤولية بالإيجابية.
ودعا مروان طاووس، شاب مجاز في العلوم السياسية، إلى ضرورة تدريس السياسة في المناهج المدرسية للناشئة، معتبراً أن الصورة النمطية التي اتسمت لدى العموم حول السياسة مرتبطة بنظرة سطحية، لابد من محاربتها عبر تضمين آليات تدبير الشأن العام المحلي والوطني، والانتخابات، والمشاركة السياسة في الكتب المدرسية، والتي يمكنها إعداد جيل كامل.
من جهته قال عثمان مقداد رئيس التمثيلية الإقليمية للتجمع الوطني للأحرار بتاونات، وعضو المكتب الجهوي للحزب بجهة فاس مكناس، إن الشباب اليوم منحصر في مناصب مسؤولية صغيرة، وأن هذه الفئة ليست ممثلة في مجالس الجماعات والجهات والعمالات بالمدن الكبرى كالدار البيضاء والرباط، وطنجة وغيرها.
وأضاف مقداد أن الشباب يحقق ذاته في القرى والمدن الصغيرة، عكس المدن الكبرى، ودعا في هذا الصدد المسؤولين إلى تمكين الشباب وتوفير الآليات والوسائل لجعلهم في مناصب مسؤولية لتدبير المدن الكبرى، قائلا ” لابد أن تتحلى الطبقة السياسية بالمغرب بالجرأة الكافية لجعل الشباب في مناصب مسؤولية ذات الأهمية، وعدم التعامل مع هذه الفئة لتأثيث المشهد السياسي، أو كورقة رابحة في الاستحقاقات الانتخابية”.
وأجمع المتدخلون على أن الشباب لن يحظى بالفرصة لإظهار قدراتهم ومؤهلاتهم في التدبير إلا بوضعهم في دائرة المسؤولية، مؤكدين أن تحمل المسؤولية على أرض الواقع هو بمثابة اختبار مباشر لقدرات واهتمامات الشباب، مشددين على أن تحقيق ذلك يقتضي إدارة سياسية قوية لقيادة الأحزاب السياسية، أولا بجعل شباب ضمن تشكيلة وزرائهم ورؤساء لهياكل الحزب الوطنية، ووضعهم في مقدمة لوائحهم الانتخابية.
الأكثر قراءة
