سلطت وزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح، الثلاثاء بواشنطن، الضوء على الإصلاحات التنموية طويلة الأمد التي أطلقها المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مبرزة أهمية السياسات العمومية التي تركز على خلق الوظائف، لاسيما لفائدة الشباب.
وفي مداخلة خلال ندوة تناولت مسار النمو والصمود في المغرب، نظمها مركز التفكير الأمريكي “ستيمسون سانتر” على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، أبرزت فتاح التحول الاقتصادي الذي يشهده المغرب، مستعرضة، على الخصوص، الإصلاحات الجبائية، وتحديث البنى التحتية والانتقال الإيكولوجي، فضلا عن النهوض بالاستثمارات الخاصة من خلال تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
وشددت، في هذا الصدد، على أهمية الحفاظ على هذا الزخم ووتيرة الإصلاحات والمشاريع التنموية على المدى الطويل، مع التركيز على قطاعات الابتكار والميادين ذات القيمة المضافة العالية، من أجل تحقيق قفزة “نوعية” في ما يتعلق بالتنافسية الاقتصادية.
وموازاة مع ذلك، استعرضت الوزيرة أيضا أهمية السياسات العمومية التي تتمحور حول خلق الوظائف، لاسيما من خلال إصلاح منظومة التربية والتعليم وكذا تكوين المهنيين المؤهلين من أجل الاستجابة للحاجيات في مختلف القطاعات الصناعية.
من جانب آخر، تطرقت المسؤولة إلى استراتيجية المغرب في مجال الطاقات المتجددة، التي تروم زيادة حصة هذه الطاقات إلى 52 بالمائة في أفق 2030، مشيرة إلى أن هذا القطاع يستفيد من استثمارات دولية هامة.
واعتبرت أن الهدف يتمثل، في الآن ذاته، في ضمان السيادة الطاقية للبلاد مع تسريع الانتقال نحو طاقات نظيفة وأكثر ولوجا.
ومن هذا المنطلق، تضيف الوزيرة، يواصل المغرب تسريع تنفيذ مشاريعه المهيكلة، لخدمة التنمية المستدامة والتضامنية.
وفي ما يتعلق بالسياحة، أفادت فتاح بأن هذا القطاع الذي يتسم بالدينامية، شهد نموا قويا خلال السنوات الأخيرة، وذلك على الرغم من الظرفية العصيبة المرتبطة بجائحة كوفيد-19. وفي هذا الصدد، أبرزت الوزيرة أن الازدهار الذي يشهده هذا القطاع الرئيسي مكن من خلق العديد من فرص الشغل، لاسيما لفائدة الشباب.
كما تطرقت الوزيرة إلى أهمية المبادرة الملكية الأطلسية ومشروع خط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي الذي سيمكن من تحسين الولوج إلى الطاقة عبر إفريقيا وتعزيز الربط بالأسواق الأوروبية.
وفي معرض حديثها عن الازدهار الذي تشهده الأقاليم الجنوبية للمملكة، سجلت فتاح أن منطقة الصحراء المغربية تعيش اليوم على وتيرة تحولات اقتصادية كبرى، مبرزة أن المستثمرين الأجانب يتدفقون على المنطقة من أجل الاستفادة من الفرص الهامة المتاحة، لاسيما في قطاعات الطاقات المتجددة.
وترأس فتاح الوفد المغربي المشارك في أشغال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، التي تنعقد بواشنطن إلى غاية 18 أكتوبر الجاري.