أكد عبد الودود خربوش، عضو المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار وعضو اللجنة المكلفة بقضية الصحراء المغربية داخل الحزب، أن القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي القاضي بتجديد التأكيد على مغربية الصحراء يشكل منعطفا جديدا في مسار الوحدة الترابية، ونتيجة لمسار طويل من البناء والتضحيات والعمل الميداني الذي أرسى قواعده جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وقال خربوش خلال مداخلته في الندوة الوطنية التي نظمها حزب التجمع الوطني للأحرار بالرباط تحت عنوان “القرار التاريخي لمجلس الأمن: تأكيد لمغربية الصحراء وتأييد دولي لمشروع الحكم الذاتي في إطار السيادة الوطنية”، إن المغرب اليوم في حاجة إلى مثل هذه اللقاءات التي تنمي الوعي الجماعي وتسهم في بناء سردية وطنية موحدة تقوم على المشروعية التاريخية والقانونية لقضية الصحراء، مشيدا بمبادرة رئيس الحزب، عزيز أخنوش، الذي شكل سنة 2018 لجنة خاصة بالقضايا الوطنية لمتابعة تطورات الملف والمساهمة في تأطير النقاش العمومي حوله.
وأوضح أن الحزب واصل هذا النهج من خلال تنظيم سلسلة من الندوات تخليدا للمسيرة الخضراء، انطلقت من الداخلة لتصل اليوم إلى الرباط، مؤكدا أن هذه اللقاءات تمثل فضاءات لتشكيل سردية وطنية تُمكّن المغاربة من الوقوف صفا واحدا في مواجهة خصوم الوحدة الترابية.
واستحضر خربوش جانبا شخصيا من تجربته، قائلا إنه عاش طفولة صعبة في ظل الحرب التي فرضتها جبهة البوليساريو وفقد خلالها والده، قبل أن ينتقل من الزاك إلى الرباط لمتابعة دراسته الجامعية، مؤكدا أن ما يسمى بـ”البوليساريو” ليست حركة تحرير كما تدعي بل تنظيم إرهابي ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في حق المدنيين والعسكريين، وأنه لا وجود لما يسمى “الشعب الصحراوي”، فكل سكان الصحراء مغاربة، مشيرا إلى أن أبناء الأقاليم الجنوبية هم من أكثر الفئات مشاركة في الانتخابات وتجسيدا لقيم المواطنة.
وشدد على أن المغرب بلد تكافؤ الفرص والمساواة في الحقوق، شمالا وجنوبا، حيث يبقى الاجتهاد والعمل هما معيار النجاح، مضيفا أن المسيرة الخضراء التي انطلقت قبل خمسين سنة لم تتوقف عند تحرير الأرض، بل تواصلت كمسيرة بناء وتنمية وتشييد في الأقاليم الجنوبية.
وأشار خربوش إلى أن القرار الأممي الأخير لم يأت صدفة، بل هو ثمرة مجهود تنموي شامل أطلقه المغرب منذ عقود، أنتج نموذجا مغربيا ناجحا ومعترفا به دوليا، في ظل قيادة ملوك البلاد وبصيرة شعبها، معتبرا أن قضية الصحراء ليست قضية حدود، بل قضية وجود وهوية ووطن.
وأوضح أن الحدود الوهمية التي رسمها الاستعمار الفرنسي والإسباني زرعت الانقسام عمدا بين أبناء الشعب الواحد، لكن المغرب استطاع عبر التنمية في مناطقه الجنوبية أن يقدم نموذجا فريدا في الاستقرار والازدهار، حيث لا توجد في منطقة الساحل والصحراء رقعة جغرافية شهدت مثل هذا المستوى من التنمية الممتدة من كلميم إلى الداخلة.
وأضاف خربوش أن القرار الأممي الأخير يمثل ثمرة لمسيرة وعي وطني، إذ لم تكن المسيرة الخضراء مجرد خطوات، بل كانت مسيرة إيمان ووحدة قادها المغاربة بتطوعهم وإرادتهم الراسخة في الدفاع عن الوطن ووحدته الترابية.
ودعا في ختام كلمته إلى تفعيل مشروع الحكم الذاتي باعتباره الحل الواقعي والنهائي لهذا النزاع المفتعل، مؤكدا أن سكان الأقاليم الجنوبية وسكان المخيمات على السواء يتطلعون إلى تنزيل هذا المشروع لوضع حد لمعاناتهم الممتدة، وموضحا أن أغلب سكان المخيمات غادروها بحثا عن الأمن والكرامة في دول أخرى، بالإضافة إلى من عادوا إلى أرض الوطن.
واعتبر خربوش أن القرار الأممي هو بمثابة مسيرة ثانية بعد المسيرة الخضراء، تؤسس لمرحلة جديدة من التنمية والوحدة، وتفتح الطريق نحو طي نهائي لملف الصحراء، مؤكدا أن المغرب سيواصل مسيرة البناء تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.




