في إطار مواصلة أدوارها المدنية والفكرية الهادفة إلى تعزيز الوعي الجماعي بقضايا الشأن العام، نظّمت جمعية أمل الأحرار لقاءً تواصليًا وفكريًا، ترأسه رئيسها الوطني محمد أمين بوشيحة، خُصِّص لتدارس سبل تعزيز السياسات العمومية وترسيخ ثقافة المشاركة المواطنة. وتمحور اللقاء حول أهمية الانخراط المسؤول في عملية التسجيل باللوائح الانتخابية باعتبارها ركيزة أساسية في الممارسة الديمقراطية ولبنة أولى في مسار صناعة القرار العمومي.
وجاء هذا الحدث في سياق انفتاح الجمعية على مختلف شرائح المجتمع، بعيدًا عن أي إقصاء أو تمييز، تجسيدًا لقناعة راسخة بأن تدبير الشأن العام مسؤولية جماعية يشترك فيها الجميع، وأن الديمقراطية لا يمكن أن ترتقي إلا بمشاركة واسعة ومتوازنة تحمل صوت المجتمع بمختلف فئاته وتنوعه.
وقد شكّل هذا الموعد فضاءً تفاعليًا للحوار البنّاء وتبادل وجهات النظر حول أدوار المشاركة السياسية في تعزيز الثقة بالمؤسسات التمثيلية، إلى جانب مناقشة آليات تمكين الشباب والنساء من أدوات الوعي السياسي والمواطنة الفاعلة، بما يتيح لهم المساهمة في رسم السياسات المحلية والوطنية والانخراط داخل المؤسسات المنتخبة.
كما أكّد المتدخلون خلال اللقاء أن تجاوز مظاهر العزوف السياسي لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة وطنية تتطلب اعتماد مقاربات جديدة تقوم على التأطير والتكوين والتحسيس وربط الفعل السياسي بقضايا المواطن الفعلية وانتظاراته المشروعة، حتى يستعيد المواطن ثقته في جدوى المشاركة ودورها في تحسين واقعه ومستقبل محيطه.
وعرف اللقاء حضور عدد من الشباب والفاعلين المدنيين، وتخللته مداخلات قيّمة لكل من محمد أمين بوشيحة، ومهدي قرنيفة، وعبد اللطيف بن دادي، الذين أجمعوا على أن بناء مستقبل ديمقراطي متين يمرّ حتمًا عبر توسيع قاعدة المشاركة السياسية، وتشجيع النقاش العمومي الجاد، وترسيخ قيم المسؤولية داخل المجتمع، مؤكدين أن المواطن الواعي هو حجر الزاوية في أي مشروع تنموي شامل ومستدام.
وبهذا، نجحت جمعية أمل الأحرار في فتح نافذة نقاش جديدة، تجعل من المشاركة السياسية فعلًا يوميًا ومسؤولًا، وتضع التسجيل في اللوائح الانتخابية نقطة بداية لمسار ديمقراطي يروم خدمة الصالح العام وصناعة وطنٍ أقوى بمواطنيه.














