في إطار تفعيل استراتيجية “جيل أخضر 2020–2030″، التي تهدف إلى تعزيز صمود القطاع الفلاحي أمام التغيرات المناخية وتحقيق تنمية مستدامة في المناطق القروية، قام أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، يوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025، بزيارة ميدانية إلى إقليمي الجديدة وبنسليمان في جهة الدار البيضاء-سطات، رافقه خلالها عامل إقليم بنسليمان ووفد من مسؤولي الوزارة.
ووفق بلاغ للوزارة، فقد تركزت الزيارة على تقييم التقدم المحرز في ثلاثة برامج زراعية ذات أهمية استراتيجية، تُعتبر ركيزة أساسية لتحقيق أهداف استراتيجية “جيل أخضر”، وهي: البرنامج الوطني لزراعة الصبار المقاوم للحشرة القرمزية، والبرنامج الوطني للزراعة المباشرة، والبرنامج المتكامل لتطوير الري التكميلي للحبوب.
ويُعد قطاع الصبار من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الحيوية، خصوصًا في المناطق الجافة وشبه الجافة. ومنذ تفشي آفة الحشرة القرمزية، عام 2014 التي ألحقت أضرارًا جسيمة بمحاصيل الصبار، أطلقت وزارة الفلاحة برنامجًا وطنيًا لإعادة التشجير بزراعة الصبار المقاوم لهذه الحشرة، بهدف إعادة تأهيل 122,000 هكتار بحلول عام 2028، باستثمار يقدر بـ1.4 مليار درهم، إلى جانب دراسة توسيع هذه المساحة بأكثر من 100,000 هكتار إضافية.
وقد ساهمت الأبحاث المتقدمة التي أجراها المعهد الوطني للبحث الزراعي (INRA) في تطوير ثماني أصناف من الصبار المقاومة لهذه الحشرة، حيث تم إنتاج وتوزيع أكثر من 16.3 مليون شتلة مقاومة للفلاحين عبر مختلف مناطق المغرب. وعلى صعيد منطقة دكالة، تم برمجة زراعة 1,600 هكتار، وتم إنجاز 880 هكتار منها حتى الآن، في إطار جهود إعادة إحياء هذا القطاع الحيوي.
وفي سياق الانتقال إلى ممارسات زراعية أكثر استدامة وصديقة للبيئة، أطلقت الوزارة عام 2021 برنامجًا وطنيًا للزراعة المباشرة بهدف بلوغ مليون هكتار من الأراضي المزروعة بهذه الطريقة بحلول عام 2030. ومنذ انطلاقه، تم تطبيق الزراعة المباشرة على 169,000 هكتار، حيث سجلت هذه التقنية زيادة ملموسة في الإنتاج مقارنة بالزراعة التقليدية، مما يبرهن على جدواها الاقتصادية والتقنية.
ويشمل البرنامج حاليًا 866 آلة زراعة مباشرة تستفيد منها حوالي 400 تعاون فلاحية، بإجمالي استثمار يصل إلى 54 مليون درهم، منها 11 مليون درهم ممولة من صندوق التنمية الفلاحية.
وفي إقليم بنسليمان، تم تقديم برنامج تطوير الري التكميلي للحبوب، والذي يهدف إلى دعم استقرار الإنتاج الوطني من الحبوب على مساحة مليون هكتار. ويرتكز البرنامج على تأمين حاجيات المياه للمساحات المزروعة بالحبوب في المناطق المروية الحالية التي تغطي 500,000 هكتار، بالإضافة إلى استصلاح 500,000 هكتار إضافية في السهول الحبوبية الكبرى.
وفي جهة الدار البيضاء-سطات، يشمل البرنامج بناء بنى تحتية لتوصيل وتوزيع المياه اعتمادًا على مشروع ربط أحواض أبو رقراق وأم الربيع، من أجل تطوير الري التكميلي على حوالي 100,000 هكتار. وتُعد هذه المبادرة خطوة مهمة لتطوير مناطق لزراعة الحبوب عالية الإنتاجية تعتمد على تناوب الحبوب مع البقوليات، مما يسهم في تحقيق تنمية إقليمية متوازنة ومستدامة.









