في إطار لقاءاتهم الحوارية ناقش أعضاء تنسيقية حزب التجمع الوطني للأحرار بألمانيا يومه الجمعة 19 فبراير الجاري موضوعا يهم مقاربة الكفاءة لدى الفاعل السياسي.
وجاء اختيار هذا الموضوع تماشيا مع توجهات الحزب التي تؤكد على ضرورة ربط الكفاءة بالقرار السياسي الصائب، وبالتدبير السليم للشأن العام وتسريع وثيرة التنمية بالبلاد.
كما يأتي اللقاء أيضا، تماشيا مع مبادرات الحزب في خلق – أكاديمية الأحرار – في شكل دورات تكوينية، التي ستعمم على جميع الجهات والهيئات الموازية للحزب، من خلال التعرف بشكل عملي على ما تتيحه هذه المنصة من مسارات تكوين غنية ومختلفة.
وتمحور النقاش حول مفهوم مصطلح الكفاءة من خلال طرح مقاربتين، الأولى تهم بُعد الفِعل الخدماتي والثانية تهم الفِعل السياسي ومجال تقاطع هذين البُعدين كضرورة ملحة لصنع القرار الصائب والتدبير السليم.
وأوضح المتدخلون أن الخبرة أو القدرة المكتسبة في المجال الخدماتي – كتخصصات الطب أو الهندسة أو الفلاحة أو خبرات ذات بعد اقتصادي مالي – و حدها غير كافية لأجل تدبير الشأن العام أو لأجل تهييئ جيل المستقبل وتهييئ العقول المدبرة لشؤون المجتمع ولمؤسساته، بل ذلك يستدعي التكوين الفكري انطلاقا من العلوم الإنسانية والإجتماعية والسياسية كقاعدة معرفية عند رجل السياسة من شأنها، أن تهتدي به إلى فهم الحراك الإجتماعي وسلوكيات الأفراد والعمران البشري والتكوين التربوي دون إهمال متطلبات فهم الإقتصاد الإجتماعي.
وأكد الحاضرون على ضرورة اكتساب رجل السياسة للمعرفة انطلاقا من تكوينه العلمي الاجتماعي السياسي الإنساني، وخلصوا إلى معطيات مكملة لبعضها البعض كمتطلبات أساسية لأجل تحصيل الإستحقاق و الكفاءة السياسية، حيث تمّ ربط صفة – كفاءته السياسية – بمدى إلمامه ومعرفته المعمقة بخصوصيات المجتمع و ما يجمع مصالحه، بمصالح مؤسسات الدولة التي تؤطره، وبمدى درايته بسير هذه المؤسسات وبمتغيرات المستقبل بغض النظر عن إذا ما كان التأثير داخليا أم خارجيا، مع القدرة على مسايرة هاته التغيرات برؤى مبنية على الاستشراف المستقبلي والتخطيط لذلك.
هذا وتأتي قوة التمييز ودقة الرؤى، حسب الحاضرين، كمعطى آخر من شأنه أن يمكّن الفاعل السياسي من استيعاب المشاكل والتحديات التي يواجهها الأفراد والمجتمع من جهة، والمؤسسات من جهة ثانية، كما يمكّنه كذلك من إيجاد أفكار قد تميزه عن غيره من حيث المضمون.
وفي الختام نوقشت مسألة الحضور المتميز للفاعل السياسي داخل المشهد السياسي ككل، باعتبار كلمة “الحضور” مفردة تعكس مدى قدرة رجل السياسة على تأثيره في محيطه ومدى قدرته على الإقناع انطلاقا من نوعية خطابته، ومنه أهليته على تعبئة مؤييديه من الأفراد، وكذا من منطلق قدرته على بناء جسور التواصل بينه وبين كافة شرائح المجتمع.