عرف إقليم طانطان السبت 18 يوليوز 2020 تنظيم فعاليات برنامج 100 يوم 100 مدينة عبر تقنية التواصل عن بعد، والذي سطره حزب التجمع الوطني للأحرار للإنصات لساكنة المدن، وإشراكها في وضع الحلول، تفعيلا لسياسة القرب والتشاور وترسيخ مبادئ الديمقراطية الإجتماعية.
وقالت المنسقة الجهوية لحزب التجمع الوطني للأحرار وعضوة المكتب السياسي مباركة بوعيدة في كلمة لها، إن مدينة طانطان مفخرة جهة كلميم واد نون، تعاني مشاكل وإكراهات عديدة، جعلتها متأخرة في عجلة التنمية.
وأضافت بوعيدة أن المدينة عرفت تراجعاً تنموياً اقتصاديا، مشيرةً إلى أن ميناء طانطان عُرف سابقاً كأكبر ميناء بالمغرب، لكنها اليوم تعيش معيقات تنموية على رأسها فك العزلة وتأخر تشييد الطريق السيارة.
وكشفت بوعيدة أن مجلس الجهة يتوفر على مخطط جهوي للتنمية بغلاف مالي يصل إلى 9 ملايير درهم، إذ تم تنزيله بالشكل المطلوب سيمكن لا محالة من معالجة عدد من المشاكل.
ومن ضمن المشاريع المنتظرة، تضيف بوعيدة، المستشفى الجهوي، وتأهيل المستشفى الإقليمي بطانطان، ومشاريع فك العزلة والربط الجهوي، ومشاريع تحلية ماء البحر، واسترسلت قائلةً ” هناك إرادة قوية لإخراج التأهيل الحضري في ما يخص الإنارة والنظافة ومخطط التهيئة، هناك أفكار ومخططات وميزانيات مرصودة، لكن التحدي يكمن في التنزيل والتنسيق والنخب التي ستسير المدينة والتي تحتاج لروح المصلحة العامة والتشبع بأفكار التنمية لأنه دور الفاعل السياسي محوري في هذا الإطار”.
من جهته، قال محمد بوسعيد عضو المكتب السياسي إن مدينة طانطان لم تنل حظها من التنمية، الأمر الذي دفع التجمع الوطني للأحرار لابتكار هذا البرنامج قصد الإنصات عن قرب لمشاكل الساكنة، قائلا ” كل مخططات التنمية لن تكون ناجعة بالشكل الكافي إن لم تشرك المعنيين بالأمر”.
وأضاف بوسعيد أن التجمع الوطني للأحرار، يضع أمام جميع المواطنين فضاء للنقاش مع السياسيين لمناقشة الأفكار وتحديد الحاجيات في المدن الصغيرة والمتوسطة.
وأوضح أن التطور الطبيعي لبلادنا، يسير في اتجاه ارتفاع نسبة التمدن في أفق 2030، الأمر الذي سيخلق تحديات تنموية حقيقية، وجب استباقها.
ودعا بوسعيد المشاركين في هذا اللقاء إلى طرح أولوياتهم والحلول التي يعتبرون أنها شافية، مشيدةً في هذا الإطار بعمل رئيسة جهة كلميم واد نون في تسريع المشاريع التنموية وتدارك التأخر الحاصل.
في الاتجاه ذاته، أكد بوسعيد على ضرورة تطوع الشباب لتحمل المسؤولية السياسية، والمشاركة في التدبير والتسيير، مشدداً على ضرورة صناعة نخب تكون قادرة على تنزيل المخططات المستقبلية ومواكبة تفعيل النموذج التنموي الجديد المنتظر.
وقال الناهي أبوسيف المنسق المحلي للتجمع الوطني للأحرار بمدينة طانطان إن برنامج 100 يوم 100 مدينة طموح، كان الحزب سباقا لتنصيصه، وقطع مع سياسة إعداد البرامج البالية، التي كانت تصاغ في مركز المغرب وباجتهاد أشخاص لا علاقة لهم بالمناطق المعنية.
وأكد أبو سيف أن الحزب اعتمد مقاربة جديدة، تتمثل في استطلاع المجتمع والصعود بالأفكار إلى المؤسسات، مضيفا أن ساكنة مدينة طانطان في حاجة ليسمع صوتها.
وأشار إلى أن تدبير الجماعات الترابية في حاجة إلى حكامة تستجيب لانتظارات المواطنين، مؤكداً الحكامة الترابية تتأسس على المقاربة التشاركية، لبناء جسور الثقة، وذلك عبر إتاحة المعلومة.
هذا النشاط التواصلي عرف مشاركة أزيد من 150 مشارك و مشاركة موزعة على أكثر من 15 مائدة للنقاش، انخرطت على مستواها العديد من الكفاءات والأطر وشرائح اجتماعية متنوعة على صعيد إقليم طانطان .
ويبقى الهدف الأسمى من هذه المحطة التواصلية التي دشنها الحزب مركزيا بمدينة طانطان : هو إشراك المواطنين والمواطنات في صياغة البرامج والمشاريع القرارات العمومية المرتبطة بصياغة السياسات المحلية و البرامج المستقبلية للتنمية بالإقليم.
و قد عرفت كل الطاولات نقاشات هامة حول أوضاع الإقليم في كل المجالات الإجتماعية والإقتصادية والإدارية والتنموية وغيرها وعلى رأسها : قطاعات الصحة، والتعليم العمومي والخصوصي والتقني والتعليم العالي والتكوين المهني، والتشغيل ومحاربة البطالة، والصيد البحري وقطاع الفلاحة وإشكالاته إقليميا ومخاطر انتشار الحشرة القرمزية ببعض دواوير الإقليم، وقطاع السياحة، والشباب والرياضة وغيرها من المواضيع.