أشاد رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، بمنصة “ما بعد كورونا” التي أطلقها حزب التجمع الوطني للأحرار، مشيرا إلى أنه يُسجل من خلال مساهمات المواطنات والمواطنين نوع من الإجماع على أهمية إعادة الاقتصاد الوطني والاهتمام بالإنسان.
وأضاف الطالبي العلمي في مداخلته في الندوة التفاعلية عبر تقنية التواصل عن بعد، التي نظمتها مساء اليوم الجمعة، الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية والشبيبة الاتحادية ومنظمة الشبيبة الحركية، حول موضوع: “ملامح مغرب ما بعد كورونا برؤية الفاعل السياسي”، أن منصة “ما بعد كورونا”، تلقت 1400 مساهمة من مواطنات ومواطنين شاركوا من خلالها بآرائهم واقتراحاتهم على مستوى عدد من المجالات في المرحلة المقبلة، مردفا أن الحزب أنجز خلاصة لهذا المساهمات وأرسلها إلى لجنة النموذج التنموي.
وأضاف أن ما يمكن تسجيله هو أن هناك إجماع على أن إعادة الاقتصاد الوطني في مرحلة ما بعد كورونا أمر مهم جدا، بالإضافة إلى الاهتمام بالإنسان، مشيرا إلى أهمية بعض الدروس التي يمكن استخلاصها على مستوى قطاعات التعليم والصحة والإعلام وغيرها، مضيفا أن لجنة النموذج التنموي فتحت بدورها نقاشات من خلال فترة الحجر الصحي لكي يدخلوا عناصر جديدة ومكونات جديدة لم تكون متوقعة من قبل، لأن المغرب يعيش مرحلة تحول.
وفي سياق الدروس المستخلصة من هذه الأزمة أيضا، نوّه المتحدث نفسه بالقرارات التي اتخذها المغرب بتعليمات من جلالة الملك، الذي اتخذ القرارات بحزم كبير، من قبيل إغلاق الحدود وغير ذلك، مضيفا أن هذه وضعية استثنائية ولا أحد كان يتوقعها، والدرس المستخلص هو قوة المؤسسات المغربية بمختلف أشكالها وتراتبيتها، ما يستوجب الفخر والاعتزاز لكل المغاربة.
ومن بين الدروس التي ألحّ الطالبي العلمي على الاستفادة منها، هي هذه اللحمة والإجماع الوطني، مؤكدا على أن أي نموذج مهما كان إذا لم تكن لديه الإمكانيات لتنفيذه سيسقط في فخ الأخطاء السابقة، مشيرا إلى ضرورة أن يتم أخذ هذه الدروس بعين الاعتبار.
ودائما في إطار دروس كورونا، أكد الطالبي العلمي على قوة واستقرار النظام السياسي في المغرب، خصوصا أنه قام بإصلاحات كبرى، مشددا على أن النقاش لا يجب أن ينطلق من خلال بعض الانزلاقات التي يجب أن تعالج، خصوصا على مستوى الحقوق والحريات، لأنها ليست المؤشر الرئيسي، مشيرا إلى أن على المغرب والمغاربة أن يمروا في مرحلة ما بعد كورونا إلى العمل مباشرة، خصوصا أن هناك إجماع وطني كذلك على مستوى التصور حول كيفية مواجهة الأزمة والخروج منها.
وفي ما يخص الفاعل السياسي، أوضح العلمي أن التنظيم الاجتماعي عرف تحولا كبيرا جدا في ظل هذه الأزمة، إذ لم تعد تنظم اللقاءات المباشرة التي يكون فيها الحضور الجسدي، بل عاش المغرب خلال فترة الحجر الصحي تنظيما اجتماعيا جديدا من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.
وشدد على ضرورة الاستماع بهدوء إلى ما يدور في هذه المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن التنظيم الاجتماعي يكون لديه تأثير كبير في صياغة الفاعل السياسي في مرحلة ما بعد كورونا، مؤكدا أن الأحزاب السياسية تقوم بأدوارها في ظل هذه الأزمة سواء من داخل المؤسسات التي تحضر بداخلها من خلال تسيير وتدبيرها أو من خلال المعارضة، وأيضا من داخل الحجر الصحي بالمساهمة في هذا النقاش الوطني والتأطير وغيرها..
وسجّل أيضا قوة المؤسسات المغربية، “ففي الوقت الذي عاشت بعض الدول صعوبة في اتخاذ القرارات في ظل هذه الأزمة المفاجئة، نسجل في المغرب لحمة وطنية وتعبئة جماعية وقوة المؤسسات، وعلى رأسها المؤسسة الملكية”، مشيرا إلى أن الرهان الآن هو إنقاذ الأرواح، أما التقييم والمحاسبة يجب أن تكون في ما بعد، والمواطن هو الذي يحاسب وسيقرر حكمه على المؤسسات.
أما على مستوى الأمن الغذائي، سجّل الطالبي العلمي توفر الغذاء بمختلف المواد الأساسية والمنتوجات الغذائية وبأسعار مقبولة، وهو ما ليس موجود في عدد من البلدان بما فيها الدول المتقدمة، مشيرا إلى أن دور مخطط المغرب الأخضر في هذا الصدد، الذي نجح في توفير الأمن الغذائي للمغرب، رغم أن انتقادات البعض، غير أن نتائجه الإيجابية ظهرت الآن للجميع.