وجه فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس المستشارين سؤالا شفويا آنيا حول خطة وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي لمواجهة فيروس كورونا، خصوصا التدابير المستعجلة التي تعتزم الوزارة مباشرتها لتخفيف العبء عن المقاولات المتضررة جراء هذا الوباء العالمي.
وسجل فريق “الأحرار” في سؤاله، الذي طرحه المستشار البرلماني لحسن أدعي، أن المغرب يشهد دينامية كبيرة لوزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي في الآونة الأخيرة، موازاة مع الحرب الكبيرة التي تخوضها بلادنا بكافة مكوناتها وقطاعاتها ضد جائحة “كوفيد 19” العالمية.
ونوّه فريق التجمع بالعمل الجبار الذي استطاعت الوزارة من خلاله، وفي ظرف قياسي وتاريخي تحويل خدمات الوحدات الصناعية للنسيج وغيرها، لإنتاج الكمامات ومواد التعقيم، حيث تم توفيرها، بكميات مهمة تصل إلى إنتاج 5.6 مليون كمامة يوميا، مشيرا إلى أنه إنجاز غير مسبوق في ظل استمرار الجائحة، علما أن وضعية السوق الدولي تعرف خصاصا كبيرا، حيث عجزت اليوم كبريات الدول الصناعية على توفير هذه الكمامات.
وأشاد المستشار البرلماني بالخطة الموفقة التي وضعتها الوزارة لمواجهة أزمة كورونا، عبر توفير مختلف المواد الاستهلاكية، حيث سعت إلى دعم الاستهلاك الداخلي، ما مكن من توفير كل المواد الضرورية وهو ما أدخل الطمأنينة والسكينة في نفوس المواطنين، إضافة إلى توفر مختلف المنتوجات الفلاحية، مشيدا في نفس الوقت بحرص الوزير إلى جانب وزير الفلاحة والصيد البحري على مواجهة الاحتكار والمضاربة والتحكم في الأسعار لكي تكون مناسبة وفي متناول الجميع..
ونوه أيضا بحجم التواصل المهم الذي تقوم به الوزارة لتوعية المواطنات والمواطنين، مشيدا أيضا بقرار لجنة التقييس التي أوقفت العمل بممرات التعقيم التي أقامتها بعض الإدارات والمؤسسات العمومية والوحدات الصناعية. كما نوّه كذلك بالإجماع المؤسساتي للدولة من أجل الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين.
وبعد أن أشاد بما تقوم به الوزارة من حماية المستهلك المغربي وضمان السير الطبيعي للأسواق وسد كل الخصاص، والمساعدة على تحصين الحجر الصحي، وتقنين الأسعار والتدخل بصرامة اتجاه المضاربين، دعا فريق “الأحرار” أصحاب المصانع والمتاجر بضرورة التعامل بنفس الحس الوطني الذي تتعامل به مختلف مؤسسات الدولة، وتفادي الاحتكار.
إن الإبداع المغربي، يضيف أدعي، لم يقتصر على الكمامات والمطهرات فحسب، بل تجاوزه إلى صنع أجهزة للتنفس الاصطناعي بكفاءة مغربية خالصة، وهو ما سيعزز هذا التميز المغربي، مضيفا “سنخرج من هذه الأزمة أكثر قوة إن شاء الله تعالى، وهي مناسبة نطلب منكم مساعدة أصدقاءنا الأفارقة على تجاوز هذه الأزمة، عبر تصدير الخبرة المغربية لهم لتعزيز المبادرة التي أطلقها جلالة الملك حفظه الله، بتنسيق مع رؤساء الدول الإفريقية لدعم حوار جنوب جنوب، وخلق جبهة مغربية إفريقية لمحاصرة هذه الجائحة”.
ودعا فريق “الأحرار” إلى الاهتمام بالمقاولة، والعمل على تشجيع الاستثمار الخاص الذي لازال يخضع للبيروقراطية الإدراية، لأنه سيبقى الحل الناجع لتحريك الدورة الاقتصادية.
أما على مستوى النهوض بالإدارة الرقمية، يضيف المستشار البرلماني، فهي فرصة الوزير، من أجل الإسراع بإحالة مشروع القانون المتعلق بالإدارة الرقمية على البرلمان، والذي سيعطي الحجية القانونية للقرارات الإدارية المتخذة”.
وفي نفس الإطار، يضيف أدعي: “نحيطكم علما بمعاناة المواطنات والمواطنين من ضعف صبيب الأنترنيت وكذا الانقطاعات المتوالية في جل جهات المملكة، لذلك وجب عليكم التدخل من أجل حل هذا الإشكال. ما عدا ذلك، فعملكم ومجهودكم في سبيل تطوير القطاع واضح ومشهود، نتمنى لكم المزيد من التوفيق والنجاح.