قيادات الأحرار من طنجة: مسار الإنجازات يؤكد الالتزام ويجدد الثقة

الأحد, 21 ديسمبر, 2025 -11:12
من فعاليات لقاء "مسار الإنجازات" بمدينة طنجة

جسدت المحطة الختامية من برنامج “مسار الإنجازات”، التي احتضنتها مدينة طنجة، لحظة سياسية وتنظيمية بارزة في مسار حزب التجمع الوطني للأحرار، أكدت مرة أخرى أن الحزب اختار التواصل الميداني الصريح مع المواطنات والمواطنين، وجعل من تقييم السياسات العمومية والوفاء بالالتزامات مدخلاً أساسياً لتعزيز الثقة في العمل السياسي. هذا اللقاء، الذي عرف حضوراً وازناً لقيادات الحزب ومناضلاته ومناضليه، تميز بنقاش سياسي غني، وبعرض قوي لرئيس الحزب عزيز أخنوش، شكل الإطار العام الذي التقت عنده مختلف المداخلات، سواء على المستوى الوطني أو الجهوي أو القطاعي.
في هذا السياق، قدم راشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار والمنسق الجهوي للحزب، قراءة عميقة لمسار الحزب وخياراته التنظيمية والسياسية، مؤكداً أن التجمع يرسخ نموذجاً جديداً في التواصل السياسي، يقوم على القرب من المواطن والإنصات لانشغالاته، وربط الخطاب بالفعل.

وأبرز أن مبادرات من قبيل “مسار الإنجازات” و“100 يوم 100 مدينة” و“مسار الثقة” ليست لقاءات ظرفية أو شكلية، بل تعبير عن رؤية متكاملة تهدف إلى التعرف عن قرب على قضايا المواطنين، وتعزيز الثقة في العمل السياسي، والوقوف على الإمكانات الحقيقية للجهات ومؤهلاتها التنموية.
وأوضح الطالبي العلمي أن هذا الأسلوب الميداني في التواصل يعكس نضج الحزب وقدرته على التجديد، وهو ما يفسر، في نظره، ردود الفعل المتشنجة لبعض المنافسين السياسيين، الذين أربكهم نجاح هذا النموذج الحديث في الاشتغال الحزبي. واعتبر أن هذا النهج يؤكد قيام الحزب بأدواره الدستورية، خاصة في ما يتعلق بتأطير المواطنين وتعزيز انخراطهم في تدبير الشأن العام، بعيداً عن الشعبوية أو الخطاب المناسباتي. كما شدد على أن التنظيم الميداني المنتظم، والعمل في عمق الجهات وليس فقط في المراكز الكبرى، هو امتداد لتاريخ حزب يمتد لأزيد من 46 سنة، ظل خلالها مرتبطاً بثوابت الأمة وخياراتها الكبرى.


من جانبه، أكد مصطفى بايتاس، عضو المكتب السياسي والناطق الرسمي باسم الحكومة، أن ما أنجزه حزب التجمع الوطني للأحرار عبر مختلف مراحل الإصلاح التي عرفها المغرب لا يُنصف دائماً في النقاش السياسي العمومي. وأوضح أن الحزب، رغم تصنيفه غالباً كحزب ذي توجه اقتصادي، ظل منغرساً في التربة الاجتماعية، ومواكباً للتحولات الكبرى التي عرفتها البلاد في محطات مفصلية من تاريخها الحديث. وفي رده على التشكيك في النفس الديمقراطي للحزب، أبرز بايتاس أن الحكومة الحالية صادقت على مجموعة من القوانين التي شكلت انتقالات حقوقية مهمة، من بينها قانون العقوبات البديلة، والقانون المتعلق بالشيك، وإصلاح المسطرة الجنائية، إضافة إلى مراجعة نظام التعويضات عن حوادث الشغل.
وأكد بايتاس أن هذه الإصلاحات تندرج ضمن مسار إصلاحي ممتد لأكثر من 26 سنة، قاده جلالة الملك محمد السادس نصره الله، عبر انتقالات متدرجة ومؤطرة برؤية استراتيجية واضحة. واعتبر أن الدعوة الملكية الصريحة لانخراط الحكومة في بناء الدولة الاجتماعية شكلت محطة مفصلية، انخرط فيها حزب التجمع الوطني للأحرار مبكراً وبمسؤولية، سواء من خلال مشاركته في الحكومات المتعاقبة أو عبر تحمله، عن وعي واختيار، مسؤولية الإشراف على قطاعات اجتماعية حيوية، على رأسها الصحة والتعليم.


بدوره، شدد لحسن السعدي، عضو المكتب السياسي للحزب، على أن التجمع الوطني للأحرار بُني على أسس الانضباط والمسؤولية، وهو ما يمنحه قوة تنظيمية وقدرة على استشراف المستقبل. وأبرز أن هذا الانضباط يشكل رافعة أساسية تضمن انسجام المبادرات الحزبية مع متطلبات المرحلة، وتمنح العمل السياسي بعده الجاد والمسؤول. وأضاف أن الحزب نجح في إعادة الاعتبار للعمل السياسي من خلال فريق منسجم، قادر على النزول إلى الميدان، والتواصل المباشر مع المواطنين، وتقديم حصيلة واضحة تستند إلى الوعود والالتزامات التي تم الإعلان عنها خلال الاستحقاقات الانتخابية.


وفي بعد قطاعي يعكس الأثر المباشر للسياسات العمومية على حياة المواطنين، قدمت فاطمة الزهراء عمور معطيات دقيقة حول الأداء الاستثنائي للقطاع السياحي، مؤكدة أن المغرب استقبل 18 مليون سائح إلى حدود شهر نونبر، مع توقعات بارتفاع إضافي مع نهاية السنة. وأبرزت أن هذا الرقم يفوق ما تحقق سنة 2024، ويعكس زيادة مهمة مقارنة بسنة 2019 المرجعية، في سياق عالمي لا يتجاوز فيه متوسط النمو 3 في المائة. واعتبرت أن أهمية هذه الأرقام تكمن في انعكاساتها الاجتماعية والاقتصادية، إذ يساهم القطاع السياحي في تحريك قطاعات متعددة، من الفندقة والمطاعم إلى الفلاحة والنقل والصناعة التقليدية، ما يخلق آلاف مناصب الشغل ويعزز التنمية المحلية.


وعلى المستوى الجهوي، قدم عمر مورو، رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، حصيلة شاملة لعمل الجهة، مؤكداً أن الحزب، منذ توليه قيادة الحكومة سنة 2021 برئاسة عزيز أخنوش، التزم بتنزيل المشروع الملكي للدولة الاجتماعية ميدانياً. وأوضح أن برنامج الحزب لم يكن وثيقة نظرية، بل ثمرة عمل تشاركي وتعاقد سياسي واضح مع المواطن. وسلط الضوء على الاستثمارات الكبرى التي أنجزها مجلس الجهة في مجالات البنية التحتية، وفك العزلة، والصحة، والتعليم، والتكوين، والبيئة، ودعم الاستثمار عبر صندوق NORDEV، مؤكداً أن هذه الحصيلة تجسد مبدأ الوفاء بالالتزامات رغم صعوبة الظرفية.


ومن جانبها، أبرزت زينب السيمو، رئيسة المنظمة الجهوية للمرأة التجمعية، أن الإقبال الكبير على لقاءات الحزب يعكس دينامية سياسية وتنظيمية غير مسبوقة. وأكدت أن هذه اللقاءات تشكل فضاءً للحوار المسؤول حول قضايا التنمية، ومناسبة لتقييم المنجزات وتحديد ما تبقى من تحديات، خاصة في ما يتعلق بدعم الفئات الهشة، وتحسين مؤشرات التعليم، ولاسيما التعليم الأولي وبرامج إعادة إدماج الفتيات المنقطعات عن الدراسة.


وفي ختام هذه المداخلات، أكد عمر طابيش، رئيس المنظمة الجهوية للشبيبة التجمعية، أن الشبيبة تشكل رافعة أساسية في الدينامية التي يعرفها حزب التجمع الوطني للأحرار. وأبرز أن الحزب، بقيادة عزيز أخنوش، أعاد الاعتبار للعمل الحزبي الجاد، ووضع الشباب في قلب المشروع السياسي، إيماناً منه بأن مستقبل المغرب لا يمكن أن يُبنى إلا بسواعد الطاقات الشابة وكفاءاتها. وشدد على أن الشبيبة التجمعية ستظل فاعلاً أساسياً في مواكبة الأوراش التنموية، والانخراط المسؤول في خدمة الوطن والمواطن، في انسجام تام مع الرؤية الملكية السامية.

الأكثر قراءة

آخر أخبار حزب التجمع الوطني للأحرار

توصل بأهم المستجدات على بريدك الإلكتروني

آخر أخبار حزب التجمع الوطني للأحرار

مسار الثقة، فرصة للجميع !

إنخرط في حزب التجمع الوطني للأحرار و توصل ببطاقتك في أقل من أسبوعين

situs judi bola judi bola daftar slot gacor online slot online pragmatic play slot server jepang
slot gacor
ssh premium
slot gacor anti rungkad
UG2882
slot gacor
Slot