أكد مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، خلال ندوة صحفية أعقبت اجتماع المجلس الحكومي المنعقد اليوم الخميس، أن عملية “مرحبا” لهذه السنة تتم تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مشيرا إلى أن الحكومة تعمل، بتنسيق مع كافة المتدخلين، على تسخير كل الإمكانات المادية واللوجستيكية والتنظيمية لإنجاح هذه العملية الهامة.
وأوضح بايتاس أن مختلف القطاعات المعنية، سواء الحكومية أو المصالح العمومية أو الأمنية أو الترابية، تشتغل إلى جانب مؤسسة محمد الخامس للتضامن، في إطار تعبئة جماعية لضمان شروط الاستقبال الجيد، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية.
وأضاف أن عدد الوافدين إلى المملكة بلغ، إلى غاية 10 يوليوز الجاري، مليونا و520 ألفا و951 شخصا، مشددا على أن هذا الأسبوع يشكل أسبوع الذروة في عملية الدخول، والتي انطلقت فعليا منذ الأسبوع الماضي، حيث يتم تسجيل أزيد من 67 ألف وافد يوميا، وبلغ العدد ذروته يوم 14 يوليوز بدخول 68 ألفا و976 شخصا.
وأكد أن التوقعات تشير إلى استمرار ارتفاع وتيرة الوصول خلال هذا الأسبوع وحتى الأسبوع المقبل، مما يتطلب تعبئة قصوى على مختلف المستويات.
وفي ما يتعلق بالتدابير المتخذة، أوضح بايتاس أنه تم تعزيز مخطط الملاحة البحرية من خلال تعبئة 29 باخرة تابعة لسبع شركات للملاحة، تؤمن 12 خطا بحريا يربط الموانئ المغربية بنظيرتها في إسبانيا وفرنسا وإيطاليا، بطاقة استيعابية تصل إلى 7,3 ملايين مسافر و2 مليون عربة، أي بزيادة قدرها 3 في المائة مقارنة بالسنة الماضية.
كما تم، حسب المتحدث، تقوية العرض الخاص بالنقل الجوي، ليصل إلى حوالي 500 ألف مسافر و130 ألف سيارة أسبوعيا. وأبرز في هذا السياق أهمية تأمين مختلف محاور الطرق الوطنية، التي تغطي نحو 3598 كيلومترا، بالرعاية الطبية والصحية، ضماناً لسلامة المرتفقين.
وأضاف أن مؤسسة محمد الخامس للتضامن وضعت مخططا تواصليا بتنسيق مع باقي المتدخلين، مع تعبئة الموارد البشرية اللازمة لتأطير عملية العبور، بما في ذلك الأطقم الطبية، التي يناهز عدد المشاركين منها 1200 شخص.
وعلى مستوى الأمن الصحي، أكد بايتاس اتخاذ مختلف التدابير المرتبطة باليقظة الصحية، واستمرار تعبئة المصالح المختصة لمواكبة العملية على هذا المستوى الحساس.
أما على صعيد البنيات التحتية، فقد تم، حسبه، تخصيص حوالي 530 مليون درهم خلال السنوات الأخيرة لتقوية وتحديث البنية المينائية، خاصة بموانئ طنجة المتوسط والناظور والحسيمة، وكذا بمدينة طنجة، بهدف تحسين شروط استقبال الركاب وتعزيز القدرة الاستيعابية.
وفي الجانب المتعلق بالنقل الجوي، تم الترخيص لـ59 شركة طيران لتأمين نحو 2035 رحلة أسبوعية، تربط مطارات المملكة بـ141 مطارا دوليا، ما يتيح تغطية واسعة لمختلف مناطق الجالية المغربية بالخارج.
وأكد بايتاس أن الحكومة وضعت أيضا برنامجا لتطوير آليات الاستقبال، يشمل إحداث 26 مركز استقبال، وتعبئة موارد بشرية مهمة، تشمل أطباء وممرضين وأطر إدارية.
وعلى المستوى القنصلي، تم، حسبه، تعبئة المراكز القنصلية المغربية بالخارج، خاصة على مستوى المناطق الحدودية، وتنظيم مداومات يومية تشمل أيام العطل والأعياد، إلى جانب فتح وكالات قنصلية متنقلة بموانئ العبور خلال الفترة الممتدة من 10 يونيو إلى 5 شتنبر.
وأشار أيضا إلى أن الوزارة المعنية تقوم بفتح مكاتب قنصلية داخل موانئ الإركاب، لتوفير خدمات قنصلية وإدارية متكاملة، وتقديم الإرشادات الضرورية على مدار الساعة خلال فترة العبور.
وخلال إقامة المغاربة المقيمين بالخارج في المملكة، أكد بايتاس أن مختلف المصالح تشتغل في تعبئة استثنائية لضمان توفير أفضل الظروف، موضحا أن جميع هذه الإجراءات تندرج ضمن التعبئة الشاملة التي تقوم بها الدولة، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، الرامية إلى إنجاح عملية مرحبا، باعتبارها محطة استراتيجية في العلاقة بين المغرب ومواطنيه المقيمين بالخارج.