نظمت شبكة الأساتذة التجمعيين الجامعيين، الخميس 17 أبريل 2025 بالدار البيضاء، مؤتمرا علميا لمناقشة إشكالية الإجهاد المائي في ظل التغيرات المناخية، وتسليط الضوء على الحلول المعتمدة على المستويين الوطني والمحلي، وذلك استنادًا إلى الخُطب التوجيهية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، التي شكّلت مرجعًا وطنيًا بالغ الأهمية في التعاطي مع قضايا الماء.
وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت سلمى بن عزيز، النائبة البرلمانية ومنسقة شبكة الأساتذة الجامعيين بجهة الدار البيضاء سطات، أن هذا الموضوع يمثل مسؤولية سياسية جماعية، وأن معالجته تتطلب مقاربة أفقية تشمل الجوانب التقنية، الإدارية والسياسية.
كما شددت على ضرورة إبراز ما تم تحقيقه من منجزات من طرف الحكومة، وعلى أهمية إشراك الكفاءات الوطنية في رسم السياسات المستقبلية.
من جانبه، قدّم محمد الصديقي، رئيس شبكة الأساتذة الجامعيين لحزب التجمع الوطني للأحرار، عرضًا علميًا، أكد فيه أن السنوات السبع الأخيرة تُعد استثناءً غير مسبوق من حيث الجفاف، مما يعكس الانتقال نحو حالة من الإجهاد المائي البنيوي.
وأوضح أن دور شبكة الأساتذة الجامعيين يتمثل في خلق فضاء علمي للنقاش وتبادل الرؤى حول هذه الإشكالية، لبخث سبل مواجهة هذا التحدي وضمان تنمية سوسيو-اقتصادية مستدامة بالتوازي مع تحقيق الأمن الغذائي؟
من جانب، تحدث محمد أبو الرحيم، نائب رئيس مجلس الجهة، عن الدور المحوري الذي تلعبه الجهة في مواجهة أزمة الماء، مشيرًا إلى تعزيز الجهود المبذولة لضمان تزويد جميع مناطق الجهة بالماء الصالح للشرب.
وفي السياق ذاته، أكدت نبيلة الرميلي، عمدة مدينة الدار البيضاء، أن المدينة لم تعد تقوم برمي المياه العادمة مباشرة في المحيط، بل تُعالج وتُستعمل في سقي المساحات الخضراء، مما يُسهم بشكل كبير في ترشيد استعمال الموارد المائية، ويعكس نجاعة السياسات الحكومية المتبعة في مجال تدبير أزمة الماء.
ومن جانبه، أبرز خالد ناديفي، الخبير الدولي في مجال الماء، في مداخلته أهمية استعمال التقنيات الحديثة في تدبير الموارد المائية، من خلال عرض مفصل حول المبادرات والمشاريع التكنولوجية التي تم تنفيذها في هذا المجال.
وفي ختام اللقاء، شدد محمد كريم بن هاشم، أستاذ التعليم العالي، على أهمية التكامل بين البرامج الحكومية والبحث العلمي، مؤكدًا أن هذا التلاقي يُعد شرطًا أساسيًا لابتكار حلول فعّالة ومستدامة لمواجهة التحديات البيئية، وعلى رأسها الأمن المائي.
وفي هذا السياق، أعلنت بنعزيز عن إطلاق مختبر ، أفكار ” RNI Lab” كمبادرة تهدف إلى إغناء النقاش العمومي وتعبئة الذكاء الجماعي حول مختلف القضايا المجتمعية، مع التزام شبكة الأساتذة التجمعيين بمواصلة دعم البحث العلمي وتعزيز المقاربات المبتكرة في التنمية المستدامة.