دعت هند الغزالي، المستشارة البرلمانية عن فريق التجمع الوطني للأحرار، اليوم الثلاثاء بمجلس المستشارين، إلى ضرورة النهوض بوضعية دور الشباب بالعالم القروي.
وقالت الغزالي في تعقيبها على جواب وزير الشباب والثقافة والتواصل، خلال جلسة الأسئلة الشفوية، إن هذه الدور هي فضاءات ثقافية وفنية ذات أولوية، لممارسة مختلف الأنشطة الفنية والثقافية والرياضية، التي تكوّن فيها أجيال من المغاربة تمكنوا من صقل مواهبهم وبناء شخصيتهم، جيل الستينات، السبعينات والثمانينات من القرن الماضي إلى جانب تقديمها لخدمات ساهمت في تحسين التحصيل المعرفي والمهني للشباب.
وأضافت دُور الشباب تشكل الفضاءات المفضلة للجمعيات المحلية والمنظمات التربوية من أجل عقد أنشطتها، علاوة على كونها فضاءات قرب بامتياز للشباب، الذين يلتئمون داخل أسوارها لتنمية قدراتهم وتطوير مهاراتهم، بالرغم من أن هذه المؤسسات العريقة عرفت خلال السنين، الأخيرة، تراجعا ملحوظا في بنيتها التحتية وتجهيزاتها، وهو ما أدى إلى تراجع في عدد الأنشطة التي تنظمها، بل وإغلاق عدد منها، مما يحرم آلاف الشباب من متنفس يمكنهم من الترفيه عن أنفسهم واستثمار وقت فراغهم فيما يفيدهم.
وتابعت “عندما نتحدث عن دار الشباب بالعالم القروي فإننا لا نتحدث عن البنايات التي تحدث بشراكة مع المجالس الترابية أو المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فقط، بل نتحدث عن كل مستلزمات هذه المنشآت من تجهيزات وأطر وكفاءات ذوي خبرة في مجال إدماج الشباب، لأن أسباب فشل دور الشباب في العالم ترجع بالأساس إلى افتقارها للمواد البشرية التي تؤطر عملها، ما يؤدي إلى إهمالها، وصعوبات الحياة لدى شباب العالم القروي وظروف الهشاشة التي يعيشها”.
وأشارت المستشارة البرلمانية إلى أن أن 44 في المائة من دور الشباب وعددها ربما حوالي 292 دور تتمركز في العالم القروي، لكن كل هذه البنايات تفتقد للتكوين في مجالات الحياة العامة، داعية إلى عقد شراكات مع مختلف القطاعات الحكومية المعنية لتكوين الشباب ومواكبة مشاريعهم في هذا الإطار.
ودعت الغزالي كذلك إلى توسيع شبكة دور الشباب بالعالم القروي بشراكة مع المجالس الترابية للمساهمة في التمويل ووضع آلية للتدبير المشترك لهذه المؤسسات، وأيضا إلى عقد اتفاقية شراكة مع مختلف الجماعات الترابية لإلحاق بعض موظفي الجماعات للاشتغال بهذه الدور التي تفتقد إلى الأطر الكافية مع ضمان تكوينهم كي يشتغلوا.