قال عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، اليوم السبت بالرباط، إن قيادة التجمع الوطني للأحرار للتجربة الحكومية الحالية تؤكد بالملموس، أنه ينتمي لمدرسة سياسية نموذجية، تنتصر لقيم الجدية والمسؤولية، ومتشبعة بالديمقراطية الاجتماعية فكرا وممارسة.
وأضاف أخنوش في كلمته أمام أشغال المجلس الوطني للحزب، المنعقد بالمقر المركزي بالرباط، أن هذه المدرسة النموذجية، تمارس السياسة بأخلاق، دون سب أو انتهازية، وتجعل قضايا الوطن فوق كل اعتبار، وتعي جيدا أدوارها الدستورية في التأطير والتكوين ومواكبة المواطنات والمواطنين وإشراكهم في صنع القرار.
وتابع “وهذا ما مكننا من تحقيق نتائج انتخابية جد متميزة خلال الاستحقاقات الجزئية التي خاضها الحزب، مما يؤكد بالملموس الثقة المتجددة التي يحظى بها حزبنا لدى المواطنين والمواطنات في مختلف الأقاليم والجهات”، مضيفا “فمنذ أن أخذنا على عاتقنا تدبير الحزب، أسسنا لتجربة تنظيمية نموذجية، قوامها خلق 19 منظمة موازية، وهو منهج تجمعي أصيل، أساسه الثقة المتبادلة بين القيادة الوطنية ومجموع المناضلين والقواعد”.
وثمن الرئيس عمل مختلف المنظمات، ومجهودات التواصل الدائم والمستمر مع المناضلات والمناضلين وعموم المواطنين، لاسيما حول المنجزات الحكومية، مردفا “وقد تتبعتم بلا شك الأنشطة الحزبية النوعية التي قامت بها مجموعة من المنظمات الموازية لحزبنا، على غرار: جامعة شباب الأحرار، والفيدرالية الوطنية للمرأة التجمعية، والهيئة الوطنية للمهندسين التجمعيين، وهيئة المتصرفين والأطر الإدارية”.
وأكد أخنوش أنه يواظب على تتبع جميع أنشطة المنظمات الموازية للحزب، مبرزا أن هذه المجهودات تؤكد قيم الأحرار والنضال الحقيقي والاقتناع بمبادئ الحزب وممارسة السياسة بالأخلاق والتمسك بالتكوين والتأطير والتواصل على طول السنة، وليس فقط خلال فترة الانتخابات، مشددا على حرصه المتواصل على دعمه الشخصي سياسة القرب التي يعتبرها الحزب منهاجا راسخا للتجاوب والتواصل مع المناضلين وعموم المواطنين.
وأشار إلى أن التجمع الوطني للأحرار يواصل منذ دخوله للحكومة وبنفس الروح التواصلية، ولأكثر من سنة، تنظيم لقاءات مع المنتخبين في كل جهات المملكة، مضيفا أنه تم على هامش هاد اللقاءات عقد اجتماعات مع جميع منسقي الأحرار بجميع الأقاليم، مشيرا إلى أنه في إطار هذه الدينامية، قام في الأسابيع الأخيرة تفعيلا لمقتضيات النظام الأساسي بتوقيع عقود النجاعة مع منسقي الحزب في جميع الجهات والأقاليم، بغية تطوير وتعزيز آليات الديمقراطية التمثيلية.
وأوضح الرئيس أن هذه العقود التي تؤطر علاقة الحزب بمنسقيه، وتحدد الأهداف والواجبات، “حرصنا من خلالها على ضمان تحديد دقيق لمهام الحزب وأولوياته، استحضارا لمختلف الوعود والالتزامات التي قطعناها مع المواطنات والمواطنين”.
وبنفس الدينامية التواصلية، أكد أخنوش أنه سيقوم في غضون الشهور المقبلة بإطلاق جولة تواصلية جديدة في مختلف الجهات، حتى يستمر الحزب في الوفاء لفلسفته المتمثلة في القرب من أعضائه وعموم المواطنات والمواطنين، مبرزا “أن هذا هو المسار الصحيح، الذي نراهن عليه لتعزيز الثقة في المجال السياسي، والحث على المساهمة الإيجابية من داخل المؤسسات في بلورة الأفكار والاقتراحات التي تعود بالنفع على مستقبل بلادنا”.
وشدد الرئيس على أنه “أنه لا خوف على مستقبل التجمع الوطني للأحرار، مادام يزخر بطاقات شبابية ونسائية وهيئات قوية تؤمن بالتعاقد السياسي وبالعمل المؤسساتي”، مضيفا أن الحزب يفتح الباب أمام الشابات والشباب، وعموم المواطنين للانخراط داخل الحزب بمختلف تنظيماته الموازية، مشيرا إلى أن الحزب يعيش اليوم دينامية كبيرة، مكنت من التحاق ما لا يقل عن 20.000 منخرط جديد بالحزب منذ شهر شتنبر إلى اليوم، وهو ما يؤكد أن الحزب يؤمن بالشباب وبالكفاءات ويفتح لهم المجال للمشاركة في العمل السياسي، ويجدد نفسه باستمرار
وأمام هذه الدينامية الوطنية التي نعيشها داخل الهيئات الموازية للحزب، أكد أخنوش على الإشادة والتنويه بالعمل الكبير الذي يقوم به وزراء الحزب ، وتفانيهم في أداء مهامهم على النحو الأمثل، منوّها كذلك بالصمود الدائم للفريقين البرلمانيين داخل قبة البرلمان، وبروح المسؤولية الوطنية التي تتحلون بها عند مناقشة كل القضايا الاستراتيجية للمملكة.
وبهذه المناسبة، جدد الرئيس التأكيد على الافتخار بتماسك مكونات الأغلبية الحكومية، الشيء الذي أكسب هذه الحكومة مناعة سياسية قوية ضد كل المحاولات المعاكسة للالتزامات المتوافق عليها، مضيفا “ولا شك أن الانسجام والتوافق الذي تشتغل في إطاره مكونات الأغلبية، تعكسه بوضوح وتيرة التدابير الحكومية المتخذة، وحجم الملفات الاستراتيجية التي نعتز بالمستوى المتقدم في تفعيلها”، مؤكدا في هذا الإطار، على مواصلة الحكومة للمجهودات والعمل الكبير الذي قامت به منذ تنصيبها، لتحقيق المزيد من المنجزات.
وشدد على أهمية المرحلة المقبلة، وهو ما يتطلب المزيد من التواصل والتواجد في الميدان، مضيفا أن الحزب سيتغير بعد هذا المجلس الوطني، الذي سيكون نقطة تحول كبيرة في أداء مختلف التنظيمات، المطالبة جميعا، بالرفع من وثيرة عملها، مشيرا إلى أن المحطة السياسية المقبلة تتطلب، قيادة وقواعد، مزيدا من الجدية والتماسك والتعاون والدينامية.
وخلص إلى القول “إنني، ومنذ أن حظيت بالثقة المولوية السامية لقيادة التجربة الحكومية، وضعت نفسي رهن إشارة المشروع الملكي الطموح للمساهمة في بناء مغرب المستقبل.. مغرب الحقوق والحريات.. مغرب الأسرة المتماسكة والمتضامنة.. مغرب المواعيد العالمية الكبرى”، مؤكدا على مساهمة التجمعيات والتجمعيين في تحقيق مختلف هذه الرهانات، وعلى الالتزام بالتعاقد السياسي مع المواطنين والمواطنات، مردفا “متفائلون بمستقبل زاهر لبلادنا.. مستقبل يرقى لطموحات أبناء وبنات المغاربة على قدم المساواة”.