أجمع المتدخلون، خلال الملتقى الجهوي الثالث للمرأة التجمعية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، الذي قارب موضوع “تمكين المرأة بين التحديات والمكتسبات في ظل الحصيلة المرحلية للحكومة”، على أهمية التمكين الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للمرأة، مبرزين أن الحكومة تضع القضية النسائية في صلب الأولويات، وذلك في مختلف تدخلاتها وسياساتها العمومية.
في هذا الصدد، عبرت أمينة بنخضراء، رئيسة الفيدرالية الوطنية للمرأة التجمعية، في كلمتها بهذه المناسبة، عن امتنانها للعمل الذي قام به عزيز أخنوش، خلال النصف الأول من الولاية الانتدابية، مشيرة إلى أن الظروف الصعبة التي جاءت فيها الحكومة، ومنها الوباء والحرب الروسية الأوكرانية وظاهرة التصحر، لم تمنعها من إطلاق الأوراش الكبرى، لبناء مغرب المستقبل والكرامة.
“للمرأة مكانة خاصة، وبفضل السياسة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، خلال 25 سنة، عرفت المرأة المغربية تقدما ملموسا وجد مهم في المجتمع، وذلك بفضل السياسات والقوانين التي تم سنها ومدونة الأسرة ل2004، والبرامج الاجتماعية والتي حسنت تموقع المرأة على جميع الأصعدة”، حسب تعبير بنخضراء.
وأوردت أن قضية المرأة تعرف تحديات على مختلف المستويات، مشيرة إلى أن النساء التجمعيات يطالبن دائما بدعم آليات التربية والتكوين ومحاربة الأمية وتعزيز الحماية الاجتماعية والتمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة.
وزادت: “لا يمكن إلا أن نكون فخورين لأن الأوراش الكبرى التي قامت الحكومة بتنزيلها لدعم المرأة، كلها تصب في إطار مطالب النساء التجمعيات ومطالب المرأة عموما”.
بدوره، أفاد راشيد الطالبي العلمي، المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة طنجة تطوان الحسيمة، أن قيم الأسرة والمرأة المغربية لا تتعارض مع التقدم والتطور الذي تعرفه البلاد.
وأفاد أن أكبر المدن المغربية تترأس مجالسها الجماعية، نساء، وهي مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش، وأن 25 في المائة هي نسبة حضور المرأة في البرلمان، مستحضرا حرص لجنة المناصفة للرفع من نسبة تمثيلية المرأة في المجالس المنتخبة إلى 32 في المائة، مشيرا إلى أن حضور المرأة متميز في الانتخابات بصنفيها.
وفي سياق حديثه عن المناصفة، أضاف الطالبي العلمي قائلا: “لا وجود للفرق بين المرأة المغربية والرجل المغربي اليوم”.
أما مصطفى بايتاس، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، فقد خصص حيزا مهما من مداخلته، لاستعراض أبرز المنجزات التي اضطلعت بها الحكومة، على غرار ورش الحماية الاجتماعية، والتغطية الصحية، والتعويضات العائلية والدعم الاجتماعي المباشر، والزيادة في الحد الأدنى للأجور، وإصلاح التقاعد، والحوار الاجتماعي.
وأكد بايتاس على أهمية ما تحقق في إطار الحوار الاجتماعي بين الحكومة والمركزيات النقابية، بفضل الاعتمادات المهمة التي وضعتها الحكومة لتنزيل مخرجات هذا الحوار، مذكرا في نفس الوقت برفع ميزانية كل من قطاعات الصحة والتعليم والاستثمار العمومي، مشيرا إلى أن الحكومة حققت كل هذه المنجزات على الرغم من الظروف الاستثنائية الصعبة.
ودعا بايتاس النساء التجمعيات إلى ضرورة التعريف بهذه المنجزات، باعتبارهن سفيرات الحزب والتجربة الحكومية.
من جهتها، أبرزت زينب السيمو، رئيسة المنظمة الجهوية للمرأة التجمعية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، أن حركية المجتمع المغربي وتطلعه إلى التجديد لا يمكن أن يتم دون إعطاء المكانة اللائقة للمرأة، باعتبارها نصف المجتمع، ونواة الأسرة، مضيفة أن موضوع “تمكين المرأة” وجيه وراهني، في ظل المناخ العام الذي تعرفه البلاد، التواق إلى التقدم والازدهار والبذل والعطاء والتضحية، والذي حجره الأساسي هو المرأة.
وأبرزت أن عهد هذه الحكومة، برئاسة عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يقود التشكيلة الحكومية، عرف تحقيق عدد من المكاسب، بالموازاة مع مواجهة مجموعة من التحديات في سبيل دعم المجتمع، هو “مجهود يؤسس لمرحلة العبور التي نعيشها، ولا يمكن لهذا العبور أن يمر بسلاسة دون الحجر الأساس للمجتمع، ألا وهي المرأة”.
وأكدت أن تمكين المرأة يقتضي توسيع الفرص الاقتصادية لدى النساء، وتحسين الوضع القانوني لهن، والمشاركة في إدماج النساء في مسارات اتخاذ القرار الاقتصادي.