دعت فاطمة الحساني، المستشارة البرلمانية عن فريق التجمع الوطني، أول أمس الثلاثاء بمجلس المستشارين، إلى ضرورة ملاءمة التكوين الجامعي مع سوق الشغل.
وقالت المستشارة البرلمانية في تعقيبها على جواب وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، على سؤالها حول الموضوع، إن الجميع يتفق على أن مستقبل الدول رهين بالقدرة على تحقيق المعرفة والتعليم الجيد للأجيال الصاعدة بما يحفز لديها ملَكة الإبداع والابتكار وبالتالي توفير يد عاملة مؤهلة تقنيا لتستجيب لحاجيات سوق الشغل.
وظلت الجامعة المغربية، تضيف الحساني نبراسا للشباب ومنتجا للأطر الذي تزود سوق الشغل بالكفاءات والمهارات اللازمة، مضيفة ” لكن ما نعيشه اليوم هو ارتفاع كبير في بطالة الشباب حاملي الشهادات بحسب معطيات المندوبية السامية حيث ارتفع معدل لدى حاملي الشهادات بـ 1,1 نقطة منتقلا من 18,6 في المائة إلى 19.7 في المائة”.
وتابعت: “مما يسائلنا حول الجدوى من تفريخ أفواج خريجين لا يستجيبون لحاجيات المحيط الاقتصادي والاجتماعي ونعتقد أنه مهما أطالنا الحديث حول هذا الإشكال الشائك لا يمكن تجاوزه إلا بمقاربة مجالية تراعي خصوصيات محيط الجامعات وإقرار الوحدات الجامعية بمختلف الأقاليم بالشكل الذي يتيح تيسير ربط الجسور بين تكوينات والحاجيات الملحة للمقاولات وسوق الشغل..”
وأشارت إلى أن هذا الوضع سينتقل إلى ترسيخ تكوين في شق كبير منه ميداني تطبيقي ينزع عن الجامعة عزلتها عن المحيط، مردفة: “تكوّن وتفقه ولكن خصها تشغلنا”.
وعلى صعيد آخر، ذكّرت الحساني “بالتراجع غير المبرر وغير الموضوعي عن العديد من الوحدات الجامعية بالعديد من الأقاليم وزان وتنغير والحسيمة وتاونات وغيرها بدون أية بدائل لحد الآن في ظل ارتفاع منسوب الهدر الجامعي الذي بلغ مستويات قياسية”.
في هذا الصدد، تضيف الحساني، أن 47 في المائة من الطلبة يغادرون دون الحصول على الشواهد التي يعود جزء منها للعامل المادي والثقافي خاصة بالنسبة الفتاة، التي تتصدر صفوف الأقسام والمدارس والجامعات بأعلى نسب النجاح والتفوق.
في الختام، قالت الحساني: “لابد ان أعرج للاحتقان الذي تعرفه كلية الطب في وقت البلد في حاجة ماسة للأطر الطبية وشبه الطبية لإنجاح الورش الكبير للحماية الاجتماعية ونحن نمني النفس معكم لإيجاد تسوية عاجلة وآنية لهذا الوضع”.