أعطى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات محمد صديقي، ونظيره البنيني غاستون كوسي دوسوهوي، أمس الخميس بكوتونو، انطلاقة حملة الاستكشاف العلمي عبر سفينة الأبحاث المغربية “الحسن المراكشي” لتقييم مخزون المصايد السمكية واستكشاف النظام الإيكولوجي في المياه الأطلسية للمنطقة الاقتصادية الخالصة.
وتندرج هذه المهمة، التي يقودها المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري ومنظمة منتدى الصيد البحري المغرب-بنين حول “أولويات التعاون الثنائي لتطوير قطاع الصيد البحري”، في إطار تنزيل مضامين مذكرة التفاهم الموقعة بين الوزيرين في 30 يناير 2023، خلال المؤتمر رفيع المستوى لمبادرة الحزام الأزرق.
وفي كلمة بالمناسبة، قال صديقي إنه يتشرف، بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بإعطاء انطلاقة حملة الاستشكاف هذه، والتي اعتبر أنها تشكل محطة حاسمة في التعاون الثنائي، من خلال تجسيدها العلاقات الأخوية بين المملكة المغربية وجمهورية بنين.
وأضاف أن هذه المبادرة تدخل ضمن الإطار الشامل الذي رسمه جلالة الملك للتعاون جنوب-جنوب باعتباره ركيزة إستراتيجية للسياسة الخارجية للمملكة.
وتابع الوزير “إننا نلتزم بهذه الروح في تعاوننا في قطاع الصيد البحري من خلال تبادل المعارف والتجارب والموارد، بهدف تعزيز روابطنا والمضي قدما معا نحو مستقبل مزدهر”.
وسجل أن بنين والمغرب يتقاسمان الطموح والرؤية لاستغلال وتثمين مستدامين للمنتجات والخدمات التي تقدمها فضاءاتهما البحرية، عبر تطوير اقتصاد أزرق مستدام يعود بالرفاه على المواطن والمجتمعات المحلية.
وبعد أن أبرز التداعيات المقلقة لظاهرة الاحتباس الحراري على أنظمة إنتاج الغذاء، والتي أضحت واقعا بالنسبة للجميع، شدد صديقي على أن دور قطاع الصيد البحري وتنميته كقاطرة للاقتصاد الأزرق “يكتسب أهميته في استجابتنا للحاجة الملحة للتكيف والتخفيف من آثاره، وفي جهودنا المشتركة لإرساء الركائز المؤسسة للأمن والسيادة الغذائية”.
من جانبه، أكد الوزير البنيني أن من شأن هذه الحملة أن تمكن بلاده من اتخاذ كافة القرارات اللازمة بهدف استغلال أمثل للثروات والموارد التي تزخر بها، وكذا تحقيق التقدم في مجالات التكوين والمعرفة وتحليل المعطيات.
وعبر، في هذا الصدد، عن عميق امتنانه وشكره لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي ما فتئ يرسي أسس تعاون جنوب- جنوب مثمر، خاصة مع بنين، داعيا، من جهة أخرى، الفاعلين الاقتصاديين المغاربة للاستثمار في بنين لإنتاج وخلق الثروة.
وسيتم القيام بهذه الحملة الاستكشافية في المياه البحرية لبنين باستخدام سفينة الأبحاث الجديدة “الحسن المراكشي” التابعة للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، وعلى متنها 33 شخصا، من بينهم 19 فردا من طاقم السفينة، و7 علماء مغاربة و6 علماء من بنين.
وتتوفر هذه السفينة على مختبرات متعددة الوظائف في الصوتيات وعلم المحيطات والهيدروغرافيا والبيولوجيا البحرية، لدراسة جميع مكونات النظام البيئي البحري.
ويشمل ذلك تقييم وفرة الأرصدة البحرية السطحية الصغيرة والقاعية، فضلا عن الدراسات الأوقيانوغرافية والبيئية للمنظومة البيئية البحرية. وسيتم إجراء جميع هذه الدراسات لصالح بنين، بهدف الإدارة المستدامة لمواردها السمكية.
وكان صديقي مرفوقا، خلال حفل إطلاق هذه الحملة، بوفد مهم يضم عددا من المسؤولين بقطاع الصيد البحري، وممثلين مهنيين بالبنين.