قال الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، اليوم الجمعة بالرباط، إن المغرب يعد “دولة أمة ذات قواسم وطنية مشتركة، تتأسس على الأسرة كنواة للمجتمع”.
وتابع بايتاس خلال الدرس الافتتاحي للموسم الجامعي 2023-2024 بكلية علوم التربية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، الذي تناول موضوع “أدوار المجتمع المدني في ظل الأزمات الاجتماعية”، أن هذه القواسم المشتركة هي التي تذكي الجوانب الإنسانية، مشيرا إلى الهبة التضامنية التي أبان عنها المغاربة خلال زلزال الحوز على وجه الخصوص، من أجل تقديم مختلف أنواع الدعم والمساندة للمتضررين.
وأبرز أن مفهوم “الدولة-الأمة في السياق المغربي تنصهر فيه كافة الحواجز وتذوب فيه الاختلافات، ويغلب دوما عناصر الانصهار والوحدة “، مضيفا أن تعزيز الإصلاحات الديمقراطية والدستورية مكن من مواجهة مختلف التحديات.
وأوضح أن انخراط المجتمع المدني عزز تموقع الفاعل العمومي، مشيرا إلى الترسانة القانونية الناظمة للمجتمع المدني والمشكلة أساسا من الوثيقة الدستورية، والقوانين التنظيمية على غرار القانون التنظيمي رقم 64.14 بتحديد شروط وكيفيات ممارسة الحق في تقديم الملتمسات في مجال التشريع، والفعلية الإجرائية لمواكبة البرلمان لهذا الحق، وصدور المرسوم الخاص بالتطوع التعاقدي.
ودعا الوزير إلى توطيد الشراكة بين الفاعلين المدني والعمومي، مذكرا في هذا الصدد بـ”استراتيجية نسيج” التي أقرتها الوزارة والمرتكزة أساسا على مبادئ الالتقائية والحكامة، والتأطير، والتكوين، والمواكبة المستمرة للفعل المدني.
و أكد أن استقلالية المجتمع المدني رهينة بتوطيد العلاقات مع كافة شرائح المجتمع ، مشيدا بأدوار الجامعة كصرح معرفي وأكاديمي يعمل على ضمان التطوير المستمر للفعل المدني عبر مختلف الدراسات والأبحاث.
وأبرز خلال هذا الدرس الافتتاحي الذي عرف حضور أساتذة باحثين متخصصين في التربية، وطلبة، أهمية الأسرة ودورها في تعزيز المجتمع المدني بعدة قيم منها التضامن، والتوادد، والتعاضد. أما عبد اللطيف كيداي عميد كلية علوم التربية بالرباط، فأكد في كلمة له أن الدرس الافتتاحي يعتبر مستهلا لدروس أخرى تكرس دور الجامعة المحوري في المحهودات التنموية.
وبحسب كيداي فإن هذا الدرس يسعى إلى تقريب الطلبة وعموم الباحثين من البرامج الحكومية ، معتبرا أن موضوع المجتمع المدني يحظى دوما بالراهنية، لاسيما في ما يتعلق بتدبير الأزمات ودعم المجهودات التنموية التي يبذلها الفاعل العمومي.