قام وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، أمس الثلاثاء، بزيارة ميدانية على مستوى إقليم فجيج، تم خلالها تدشين مشاريع للتنمية الفلاحية.
وفي هذا الصدد، دشن صديقي، الذي كان مرفوقا، على الخصوص، بعامل إقليم فجيج، محمد ضرهم، ورئيس المجلس الإقليمي لفجيج، الحسين السعداوي، ومهنيين، ومنتخبين، ووفد هام من المسؤولين بالوزارة، مشروع ربط سد الركيزة بشبكة جر المياه انطلاقا من سد السفيسيف، وكذا إطلاق عملية استغلال هذه الشبكة.
ويهدف هذا المشروع، الذي سيستفيد منه أكثر من 1360 فلاحا بواحات فجيج، إلى تعزيز جر المياه إلى الواحة وإمداداتها من أجل تلبية احتياجات مياه السقي.
وبتكلفة إجمالية قدرها 51 مليون درهم، مكن هذا المشروع من إنجاز قنوات الربط على مسافة 5,8 كلم، وبناء وتجهيز منشأة التصفية ومعدات الحماية والتحكم، وكذا من ربط سدي السفيسيف والركيزة بالواحة القديمة بواسطة صهاريج جماعية وبمناطق التوسع من خلال مآخذ مائية فردية، بالإضافة إلى الزيادة في مردودية إنتاج التمور، وتحسين دخل الفلاحين، وكذا إحداث فرص الشغل.
وفي هذا السياق، أبرز صديقي، في تصريح للصحافة بالمناسبة، أهمية هذا المشروع، مشيرا إلى أن هذا المشروع المهيكل الذي يهم مجال الري بواحة فجيج، سيمكن من سقي حوالي 2100 هكتار، وكذلك إحياء الفرشة المائية، مما يشكل عاملا مهما فيما يخص استدامة هذه الواحة.
وعلى مستوى الضيعة الفلاحية التابعة لتعاونية “الفايز” بفجيج، قام الوزير بإطلاق عملية استغلال شبكة جر المياه من المركب المائي لسدي الركيزة والسفيسيف إلى واحات فجيج.
وتمتد الضيعة على مساحة 100 هكتار مجهزة بنظام الري بالتنقيط وتتوفر على وحدة لتخزين التمور بسعة 10 طن.
ومن جهة أخرى، قام صديقي بتسليم درع تصنيف واحات فجيج ضمن نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية من طرف منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لرئيس المجلس البلدي لفجيج.
وبتكلفة إجمالية قدرها 5,58 مليون درهم، يهم مخطط تنمية نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية لموقع فجيج، الحفاظ على الموارد الوراثية، وتعزيز التنوع البيولوجي الزراعي المحلي، وتنمية المنتجات الفلاحية المحلية، والحماية والتدبير المستدام للتربة، والتدبير المستدام للموارد المائية والثقافة والتراث اللامادي، وكذا الترويج للسياحة البيئية والصناعة التقليدية.
وتمثل فجيج أهم واحة بجهة الشرق، وواحدة من أرقى الواحات على المستوى الوطني. ولم يتمكن هذا النظام من الحفاظ على توازنه إلا بفضل توفر الموارد المائية، والحفاظ على نظام ري مبتكر يتكيف بشكل جيد مع الموقع، وتواجد تنظيم جمعوي، قائم على التضامن والانضباط والوعي الجماعي.
ويتميز نظام التراث الزراعي ذو الأهمية العالمية فجيج، على الخصوص، بتنوعه البيولوجي الزراعي الغني وسلالات الأغنام المحلية وأصناف النخيل التي تمكن من توفير دخل للفلاحين والكسابة، وإدارة جماعية للموارد المائية القائمة على الحقوق العرفية وتجارة مزدهرة.