افتتح السبت بتاوريرت، المعرض الجهوي للصناعة التحويلية الفلاحية في دورته الثانية تحت شعار “الصناعة التحويلية تثمين للموارد المائية ونجاعة للاستثمار”.
وتهدف هذه التظاهرة الفلاحية، التي افتتحها وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، بحضور، على الخصوص، عامل إقليم تاوريرت، العربي التويجر، والمدير العام لوكالة تنمية الشرق، محمد امباركي، ورئيس الغرفة الفلاحية الجهوية، ومهنيين، ومنتخبين، ووفد من المسؤولين بالوزارة، إلى خلق دينامية اقتصادية بإقليم تاوريرت وجهة الشرق بصفة عامة.
ويتعلق الأمر أيضا بإعطاء الفرصة لجميع الفاعلين بالقطاع من أجل التعريف بالمميزات والمؤهلات الطبيعية والفلاحية والسوسيو – ثقافية للمنطقة.
ويعرف هذا المعرض، الذي يمتد على مساحة إجمالية تقدر بحوالي 4000 متر مربع، مشاركة 120 تعاونية فلاحية ومجموعة ذات النفع الاقتصادي تمثل كل جهات المملكة، بالإضافة إلى حوالي 40 عارض مهني.
وفي كلمة بالمناسبة، سلط صديقي الذي نوه بتنظيم هذا المعرض، الضوء على مختلف البرامج والسياسات العمومية المنفذة في المجال الفلاحي، وذلك لضمان “السيادة الغذائية” للمملكة.
وأشار إلى أن “المملكة استطاعت وقادرة على ضمان الأمن الغذائي لمواطنيها وتأمين الأسواق، على الرغم من تحديات داخلية مثل الإجهاد المائي وخارجية خاصة خلال أزمة كوفيد-19 وأيضا الحرب الروسية – الأوكرانية، التي تسببت في ارتفاع الأسعار ونقص الإمدادات”.
وأضاف أن الخلاصات المنبثقة عن تقييم مخطط المغرب الأخضر بتشاور مع جميع الفاعلين المعنيين، مكنت من وضع أسس استراتيجية جديدة “الجيل الأخضر”، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن جهة الشرق ستستفيد من تعبئة مبلغ يفوق 13 مليار درهم لعصرنة وتعزيز القطاع الفلاحي، خاصة تسويق وتثمين المنتجات الفلاحية.
وبمناسبة هذا المعرض، قام الوزير بالتوقيع على اتفاقيتين تتعلقان بإحداث مجزرة عصرية للحوم الحمراء بإقليم تاوريرت، وعصرنة أسواق أسبوعية.
وتروم الاتفاقية الأولى، الموقعة بين الوزارة الوصية، وعمالة إقليم تاوريرت، ومؤسسة التعاون بين الجماعات “التعاون للمستقبل”، دعم قطاع تربية المواشي وعصرنته والنهوض به وفق مقاربة مندمجة، وتحسين شروط النظافة والظروف الصحية للذبح بهدف الحفاظ على جودة المنتوج، وكذا تثمين منتوج اللحوم الحمراء وتسويقه إقليميا وجهويا وطنيا، ودوليا، بالإضافة إلى تحسين دخل المربيين، وخلق فرص شغل، واحترام المعايير البيئية.
وتتعلق اتفاقية إطار الشراكة الثانية، الموقعة بين الوزارة الوصية، ووزارتي الداخلية والصناعة والتجارة، وولاية جهة الشرق، ومجلس الجهة، والوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع لجهة الشرق، بإنجاز مشاريع تأهيل وعصرنة وإعادة بناء أسواق أسبوعية لإنعاش المنتجات المحلية بجماعات الجهة.
وسيساهم برنامج تهيئة وعصرنة الأسواق في تحسين ظروف العرض والاشتغال بالنسبة للتجار والحرفيين ورواد الأسواق، وتثمين المنتجات المحلية، ودعم الاقتصاد الاجتماعي، بالإضافة إلى تشجيع ودعم المشاريع المحدثة لمناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة.
وتأتي هذه التظاهرة الفلاحية، التي تستمر إلى غاية 19 يناير الجاري، انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية بجعل الماء والاستثمار أولوية الأولويات وبضرورة الوصول للنجاعتين المائية والاستثمارية من طرف كل القطاعات الاقتصادية في ظل ظروف طبيعية واقتصادية استثنائية.
ويشكل المعرض أيضا مناسبة لتسليط الضوء على الصناعة التحويلية باعتبارها أداة استراتيجية لتثمين وزيادة نجاعة الماء والاستثمار من أجل ملاءمة القطاع الفلاحي مع متغيرات المناخ، سواء الطبيعي أو الاقتصادي، بغرض التوجه نحو فلاحة مستدامة، عقلانية وعلمية.
وستتطرق هذه التظاهرة إلى مجموعة من المواضيع المتعلقة بالفلاحة خاصة عبر تنظيم مجموعة من الندوات والورشات العلمية من تنشيط خبراء وأساتذة متخصصين وبمشاركة كافة المتدخلين من قطاع عام وخاص ومهنيين وباحثين في المجال الفلاحي.
وبالموازاة مع هذه النسخة الثانية من المعرض، سيتم إعطاء انطلاقة بعض المشاريع التنموية، وتنظيم أنشطة أخرى.