أجمع المتدخلون والمتدخلات باللقاء الجهوي السادس لمنظمة المرأة التجمعية بجهة بني ملال خنيفرة، المنظم السبت ببني ملال، تحت شعار “المرأة القروية والتنمية: واقع وأفاق”، على أهمية النهوض بوضعية المرأة بالمجال القروي، من أجل إدماجها في مسار التنمية، وكذا إشراكها في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
في هذا السياق، قالت بشرى أكنوز، رئيسة المنظمة الجهوية للمرأة التجمعية بجهة بني ملال خنيفرة، أن هذا اللقاء عقد من أجل تدارس إشراك المرأة القروية في التنمية، وكيفية تحفيزها حتى تصبح فعالة ومؤثرة في المجال التنموي على المستوى الجهوي.
وأضافت أنه لا يمكن تحقيق التنمية دون الاستفادة من الموارد البشرية النسوية جهويا ووطنيا، مبرزة أن الحاجة تزداد يوما بعد يوم للمساهمة في إشراك المرأة في مسار التنمية، وإن كان ذلك غير يسير بسبب إكراهات تحول دون تمكنها من الإندماج الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، حسب تعبيرها.
وأفادت أكنوز أن القطاعات الحكومية تضطلع بمجموعة من الاستراتيجيات والبرامج لتقلص من تأثير العوامل التي تحد من نشاط المرأة، لتمكينها من الانخراط في مشاريع اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية مدرة للدخل.
وثمنت أكنوز مجهودات حزب التجمع الوطني للأحرار لتمكين المرأة من المشاركة السياسية، مبرزة أن انتخابات 2021 مكنت نساء عديدات من مناصب صناعة القرار، منهم برلمانيات ومستشارات جماعيات وقياديات بمختلف مراكز المسؤولية.
“لا بد لهؤلاء النساء أن يأخذن وضعية المرأة على محمل الجد ويترافعن من أجلها، كما أدعوهن ليحررن طاقاتهن حتى تستفيد البلاد من مواهبهن، ونبتعد بالتالي عن الصور النمطية المجتمعية”، على حد قولها.
من جهتها، عبرت السعدية أمحزون، النائبة البرلمانية عن التجمع الوطني للأحرار بإقليم خنيفرة، عن امتنانها لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي مكنها من الوقوف لإلقاء كلمتها في اللقاء، بصفتها نائبة برلمانية ومستشارة جماعية وإقليمية، وعضوة بغرفة الفلاحة.
وأبرزت أمحزون أن ذلك يدل على ثقة الحزب في نسائه، إدراكا منه للدور الرئيسي والفعال الذي تقوم به المرأة بصفة عامة، والمرأة القروية بصفة خاصة، وتماشيا مع الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي يدعو إلى تحسين وضعية المرأة، وجعل حقوق النساء شرطا أساسيا للتنمية.
وأفادت أن الملتقى الجهوي يفتح المجال لتسليط الضوء على وضعية المرأة القروية ومساهمتها في مسار التنمية، إضافة إلى التحديات والإكراهات التي تواجهها، مبرزة أن المرأة القروية والجبلية تعتبر قوة يعول عليها، “كما لا يمكن أن نغفل الدور الذي تقوم به المرأة القروية ومساهمتها في دعم التنمية الاقتصادية، حيث تشارك بشكل كبير في الانتاج الفلاحي والزراعي من خلال الأعمال التي تقوم بها طول السنة، من تربية المواشي والدواجن والزراعة وجني المحصول وغيرها”، وفق تعبيرها.
واعتبرت أمحزون أن المرأة القروية نموذج للكفاح بامتياز، من خلال ما تقوم به من أعمال يومية شاقة، كما أنها تعاني الفقر والهشاشة والتهميش، ولا تتمتع بحقوقها الكاملة من الصحة وتعليم وشغل، مع ذلك لا زالت تقاوم كل الصعاب من أجل تحقيق الاندماج التنموي.
وزادت: “إننا اليوم ملزمون كحزب وكحكومة وكفاعلات سياسيات، بأن نفكر بشكل منطقي للنهوض بالعالم القروي والمرأة القروية، عبر توفير جميع شروط العيش الكريم لها، وإدماجها من خلال التعاونيات والجمعيات والمشاريع التنموية، بالإضافة إلى إنشاء مسالك طرقية، وبناء مستوصفات، ودعم المبادرات النسوية، وإنزال برامج تعليمية تحد من الهدر المدرسي للفتيات القرويات، وتوفير شبكة الاتصالات، وهذا لن يتحقق إلا بتعميق النقاش، والتواصل الميداني المستمر، لأننا تجاوزنا مرحلة التشخيص، ونحن ملزمون بالفعل، لأن النساء في العالم القروي يستحقن الأفضل والأحسن، في كل الميادين”.