استهلت أمينة بنخضراء رئيسة الفيدرالية الوطنية للمرأة التجمعية كلمتها خلال اللقاء الجهوي السادس لمنظمة المرأة التجمعية بجهة بني ملال خنيفرة تحت عنوان: المرأة القروية والتنمية: واقع وأفاق، بالتنويه بالإنجاز التاريخي وغير المسبوق الذي حققه المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم قطر 2022، والذي بات أول منتخب عربي وأفريقي حقق المركز الرابع بتاريخ البطولة، في أول وأبهى تألق من نوعه لكرة القدم المغربية والعربية والأفريقية.
وأكدت أن هذا الانتصار المتميز تحقق بفضل الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الذي لطالما كان راعيا للرياضة والرياضيين وداعما للشباب من أجل التألق.
ونوهت بالعمل الجاد الذي تقوم به الحكومة برئاسة السيد عزيز أخنوش، حيث يعمل على تنزيل برنامج الحكومة ولا سيما إطلاق المشاريع الكبرى لإصلاح التعليم والصحة ومشروع التغطية الصحية. فقد تمكنت من تعميم التغطية الصحية، وفقا للأجندة الملكية، حيث صار بإمكان 4 ملايين أسرة مغربية الاستفادة من مزايا التأمين الإجباري الأساسي عن المرض، مع الاحتفاظ بمكتسبات راميد.
وقد أصبح بإمكان هذه الأسر، بعدما تكفلت الدولة بأداء اشتراكاتهم للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، الاستمرار في الولوج إلى الخدمات التي يقدمها لهم المستشفى العمومي بتكفل مباشر من الدولة، كما بات بإمكانهم الحصول على التعويض عن نفقات الأدوية والعلاجات في حالة لجوئهم للقطاع الخاص، وفق النسب والمساطر المعمول بها، شأنهم شأن العاملين في القطاعين العام والخاص.
وفي سياق آخر، أكدت بنخضراء أن حزب التجمع الوطني للأحرار منذ تأسيسه وضع قضايا المرأة في صلب اهتماماته وانشغالاته، مما مكن من بروز فعاليات نسائية على المستوى المحلي أو الوطني وكذلك استقطاب كفاءات نسائية أخرى.
وأضافت أن المغرب قد اكتسب منذ سنوات خبرة مهمة في تعزيز حقوق المرأة، بفضل السياسة المستنيرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي عمل منذ اعتلائه العرش، من أجل تعزيز مكانة المرأة المغربية في مختلف الميادين والقطاعات وفتح آفاق مشاركة المرأة في مراكز القرار وفي المؤسسات المنتخبة.
وفي خطابه السامي بمناسبة الذكرى 23 لعيد العرش المجيد، شدد جلالة الملك محمد السادس نصره الله، على النهوض بوضعية المرأة.
وبالإضافة إلى ذلك، ذكرت بالقرار الملكي الأخير، بالسماح للنساء بممارسة مهنة العدول، ودعوة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله إلى إعادة النظر في قانون الأسرة.
كما أكدت على أن الفيدرالية الوطنية للمرأة التجمعية اشتغلت إلى جانب فيدراليات أحزاب أخرى ومنظمات وجمعيات المجتمع الوطني خلال سنة 2020 و2021 من أجل المرافعة على تحقيق المناصفة للمرأة المغربية كافة والتنزيل الأمثل لفصول دستور المملكة منها 19 و30 و146 وبناء على تدعيم جلالة الملك نصره الله للدفع بالنساء إلى المؤسسات المنتخبة.
وبخصوص المرأة القروية، فقد أوضحت بنخضراء أنها في وضع مأساوي أكثر من وضع المرأة في المدن، لأنه في العالم القروي لا يوجد برنامج لإدماجها في أنشطة أخرى غير الزراعة. وبهذا تظل الأنشطة المهنية غير مجزية، لذلك يجب التفكير في مؤهلاتهن حتى يتمكن من إيجاد طرق للحصول على الدخل وتحقيق دخل كاف، على الرغم من قساوة المناخ.
وأوضحت أنه من الضروري اليوم رفع مختلف التحديات التي تمس بالمرأة القروية، كالولوج للتعليم عبر:
- تقليص الفجوة بن الجنسين في الولوج إلى التمدرس
- تقليص هشاشة البنيات التحتية، وتوسيع بنيات الاستقبال بالمؤسسات التربوية،
- وتوفر النقل المدرسي، خاصة بالمناطق الأكثر عزلة؛
- تمكين الفتيات من استكمال دراساتهن وتوفير فرص التحاقهن بالتعليم الجامعي؛
- تقليص الفجوة الرقمية، وتمكين الفتيات القرويات من الولوج العادل والمنصف لتكنولوجيا المعلومات والاتصال والتواصل.
فيما يخص الولوج للخدمات الصحية:
- تكثيف خدمات القرب الصحية بالمناطق القروية الأكثر عزلة
- وتوفير بنيات صحية قارة بالعالم القروي
فيما يخص الولوج لشغل لائق ومعترف بقيمته فيجب:
- تغيير الممارسات التمييزية تجاه النساء والفتيات؛
- تثمين المنتوج المحلي والاعتراف بالمجهود النسائي القروي؛
- تحصين الفتيات القرويات من استغلال المضاربين وأرباب العمل.
فيما يخص الولوج للعدالة
- تأهيل وتمكين العالم القروي من قضاء القرب، شرطة ومحاكم، وآليات وفضاءات لإيواء والتكفل بالنساء ضحايا العنف وفي وضعية صعبة مع ضمان تغطية مجالية للفضاءات المتعددة الوظائف؛
- تكثيف برامج التوعية والتأهيل للولوج إلى الحقوق والمعلومة القانونية والقضائية؛
- توفير خدمات المواكبة ورفع الأمية القانونية بالوسط القروي.
واختتمت بنخضراء كلمتها مؤكدة أن مسؤولية المرأة مهمة جداً في بناء أسرة سليمة تكون أساس متين لمجتمع مزدهر، وعلى هذا النحو، فإن وصول المرأة إلى المساواة الكاملة عامل لا مفر منه لتحقيق السلام والتقدم الاجتماعي والاقتصادي والبيئي.
واسترسلت “المرأة القروية يمكنها أن تساهم في توطيد العديد من المشاريع المجتمعية، والنساء يجب أن ترافقن الرجال في توطيد هذا المشروع وبناء الوطن والدولة الاجتماعية تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله”.