انطلقت أمس الخميس، بكلميم ، أولى الورشات الإقليمية التشاورية التي أطلقها مجلس جهة كلميم وادنون، بتنسيق مع مكتب دراسات، بهدف تشخيص وبحث رهانات التنمية بمختلف أقاليم الجهة، وذلك في إطار إعداد دراسة لصياغة برنامج التنمية الجهوية 2022-2027 ، وفق مقاربة تشاركية، تروم إشراك كافة الفاعلين في بلورة هذه الوثيقة المرجعية لبرمجة مشاريع وأنشطة ذات الأولوية.
ويأتي إطلاق هذه الورشات الإقليمية التي تشمل الأقاليم الأربعة للجهة (كلميم، سيدي إفني، آسا الزاك، طانطان)، بعد سلسة من الورشات القطاعية أطلقها مجلس الجهة من 26 حتى 30 شتنبر الماضي، خصصت لتعميق التشخيص حول مختلف القطاعات بالجهة بمشاركة جميع الفعاليات الجهوية من إدارات ومصالح خارجية ومجالس منتخبة وهيئات مهنية وجمعيات المجتمع المدني، من أجل الاستماع إلى مختلف الآراء والاقتراحات قصد إغناء هذا المخطط التنموي.
وفي هذا السياق، انطلقت، أولى هذه الورشات على مستوى إقليم كلميم، بهدف بحث رهانات التنمية بالإقليم وتشخيص احتياجاته وإمكانياته، وذلك بحضور عدد من أعضاء مجلس الجهة ، ورؤساء الجماعات الترابية بالإقليم، ورؤساء المصالح الخارجية ، ومنتخبين وممثلي هيئات المجتمع المدني.
وتهدف هذه الورشة إلى فتح نقاش حول الرهانات الاقتصادية والاجتماعية على مستوى إقليم كلميم، والمشاركة في تحديد التوجهات الاستراتيجية الأولى لتنفيذ الرؤية الجديدة ، وكذا تجميع الملاحظات حول مشاريع التصميم الجهوي لإعداد التراب .
وفي كلمة بالمناسبة، أكدت رئيسة مجلس جهة كلميم – وادنون، مباركة بوعيدة، أن هذه الورشة التشاورية هي فرصة لتسليط الضوء وفتح نقاش حول القضايا والإشكاليات الكبرى للتنمية بإقليم كلميم، والملاءمة بين مختلف الآراء والاقتراحات من أجل وضع تصور شامل ومتوافق عليه من طرف جميع الفاعلين الأساسيين من جماعات ترابية وقطاعات حكومية وفاعلين مدنيين، من أجل وضع تصورهم لتنمية الإقليم ضمن برنامج التنموية الجهوية 2022-2027 .
وأضافت أن هذا البرنامج يتم إعداده تنزيلا للقانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم 111.14، وعملا بمضامين المرسوم رقم 299 – 16 – 2 المتعلق بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية وتتبعه وتحيينه وتقييمه وآليات الحوار والتشاور لإعداده، وكل ذلك تضيف السيدة بوعيدة من أجل وضع استراتيجية ترابية وبرنامج عمل للولاية الحالية، مشيرة إلى أن هذه الوثيقة التخطيطية التي نحن بصدد بلورتها “هي امتداد لمثيلتها التي اشتغلنا عليها خلال الولاية السابقة واستطعنا تحقيق عدد من برامجها، كما استنبطنا منها جملة من البرامج والمشاريع التنموية ذات الأولوية وبلورنا انطلاقا منها عقد البرنامج بين الدولة والجهة للفترة 2021-2023 “.
وذكرت في هذا السياق، بمجموعة من البرامج والمشاريع والتدخلات على مستوى إقليم كلميم، ومنها مشروع تأهيل المدينة العتيقة، ومشاريع تأهيل وتهيئة المراكز الصاعدة، ومشروع تحلية ماء البحر بالشاطئ الأبيض، غير أن الرهان ، تضيف السيدة بوعيدة، سيبقى كبيرا على مستوى تشخيص الوضعية واقتراح الحلول ومواكبة مختلف الفاعلين على مستوى الجهة في وضع الاستراتيجية التنموية التي نطمح إليها من خلال برنامج التنمية الجهوية .
ودعت رئيسة مجلس الجهة كافة الفاعلين والمتدخلين إلى الأخد بعين الاعتبار الأهداف العامة لمجلس الجهة (تحسين جاذبية الجهة، تقوية التنافسية، دعم المقاولات، خلق مناطق اقتصادية..)، وأيضا الوقوف على اختصاصات المجلس الذاتية والمشتركة.
من جهته، أبرز الكاتب العام لولاية جهة كلميم وادنون، أحمد الفغلومي، أن تنظيم هذا اللقاء التشاوري على مستوى إقليم كلميم حول إعداد برنامج التنمية الجهوية هو فرصة للاطلاع على مكونات هذا البرنامج والتشاور وتبادل الأفكار والاقتراحات بين مختلف الفاعلين والمتدخلين والمهنيين وفعاليات المجتمع المدني، وذلك بهدف رسم معالم سياسة جهوية تنموية متكاملة.
وأضاف أن هذا اللقاء هو أيضا مناسبة للوقوف على أهم الإشكاليات المطروحة في هذا المجال والسبل الكفيلة لتجاوزها ، وتحقيق الالتقائية والتكامل بين جميع البرامج التنموية انطلاقا من آليات الديمقراطية التشاركية.
وتم خلال اللقاء، تقديم عرضين من طرف مكتب الدراسات، تطرق خلالهما إلى الرهانات المنتظرة على مستوى إقليم كلميم ، ومؤشرات والتحديات التنموية بالإقليم وما يزخر به من مؤهلات، وذلك في إطار إنجاز الدراسة المتعلقة بإعداد برنامج التنمية الجهوية 2022- 2027 لجهة كلميم وادنون.
كما تناول مختلف المشاريع التي يمكن أن تشكل دعامة أساسية لبرنامج التنمية الجهوية على مستوى إقليم كلميم ، والمحاور الاسترايجية لهذا البرنامج ، وكذا تحديد الرهانات التنموية والتحديات التي يتعين مواجهتها.
من جانبهم، أكد عدد من المتدخلين، بالخصوص، على ضرورة التقائية المشاريع مع البرامج التنموية القطاعية على مستوى الإقليم ، وتوحيد هذا التشخيص، ودعم المشاريع المدرة للدخل للشباب، مشددين بهذا الخصوص، على ضرورة إحداث منصة للشباب بكلميم من أجل تشجيع التشغيل.
كما دعوا إلى تظافر الجهود بين جمعيات المجتمع المدني والمصالح الخارجية للدفع بالمشاريع وتطويرها، وكذا العمل على تثمين والتعريف بمؤهلات الإقليم والجهة ككل.