حلت أسماء غلالو، عمدة مدينة الرباط، أمس الأربعاء، ضيفة على برنامج “منتخب في الجامعة”، وذلك بدعوة من جمعية خريجي جامعة محمد الخامس.
وبهذه المناسبة، تدارست غلالو مع، محمد الغاشي رئيس جامعة محمد الخامس، الذي كان في استقبالها، إمكانيات وسبل التعاون بين الجماعة والجامعة، كما قدم الغاشي درع جامعة محمد الخامس تكريما لعمدة المدينة
وانطلق البرنامج، بكلمة رئيس الجامعة الذي رحب بأسماء غلالو، وحياها على عملها الجاد، وعلى الدينامية التي أطلقتها بمدينة الرباط، مشددا على أن الجامعة ستشكل دعـما قويا للمجالس المنتخبـة، باعتبارهـا الجامعـة الأم، ونظـرا لامتدادهـا الجغـرافي على الصعيد الوطنـي، ولكونهـا تـضـم كـفـاءات وطنية ودوليـة، حيـث لهـا مـن التخصصات والطاقات والكفـاءات مـا يؤهلهـا للانفتـاح على محيطها ومجالها، للإسهام في تحقيق الطمـوح المتجـدد نحـو المساهمة في بناء نمـوذج تنمـوي يستجيب لتطلعات جهـات المملكة، وذلك بتنميـة رأس المـال البشري، باعتباره الركيزة الأساسية للتطور والنماء.
ومن جهته أكد الحبيب العزوزي، رئيس جمعية خريجي جامعة محمد الخامس، أن برنامج “منتخب في الجامعة” يهدف إلى مد جسور التواصـل بين المجالس المنتخبـة، وجامعـة محمـد الخامس بالرباط، تفعيلا لتوصيات تقرير النموذج التنموي الجديد، وتعزيزا للعمـل المشترك في النهوض بالتنميـة المحلية للجهة، ومقاربة مختلف القضايا المهمـة ذات الراهنية، حيث أن هـذا البرنامج سيكون فرصـة لمناقشـة استراتيجيات جهـة الرباط سلا القنيطرة للتنميـة المستدامة، ومقاربة الأدوار التي يمكن أن تقـوم بها الجامعـة مـن خـلال ما تزخر به من مـوروث علمـي ورصيـد معـرفي في مجالات متعـددة.
من جهتها، أعربت عمدة المدينة عن شكرها لكل من رئيس الجامعة ورئيس الجمعية على الدعوة الكريمة، وأيضا عن سرورها لحضورها إلى الجامعة التي تتشرف بكونها من خريجيها بشعبة الاقتصاد، حيث كانت لها الحظوة سابقا بالتعلم على يد خيرة أساتذتها.
كما أوضحت للطلبة الحاضرين بكونهم محظوظين اليوم، لأن الإمكانيات العلمية والبنيات الجامعية المتاحة لم تكن موجودة في السابق، مذكرة في هذا الصدد إلى أنه حين كانت طالبة بنفس الجامعة، كانت مدينة العرفان يصلها خط واحد للحافلات.
كما أكدت غلالو أن الجامعة المغربية هي جزء لا يتجزأ من المجتمع، وهي مكان للتعلم والعلم بامتياز، وهي كذلك مكان للثقافة والدراسة مفتوح للجميع، وجامعة محمد الخامس بالرباط تضطلع بدور هام وريادي في مشروع التنمية المحلية والوطنية، كونها حاضنة للمفكرين والباحثين وعلماء اليوم والغد، ورافدا رئيسيا للمجتمع بالكفاءات والرأسمال البشري الذي يعتبر مكونا أساسيا للرأسمال غير المادي.
وقالت إن لقاء اليوم هو مناسبة للتفكير في المعيقات والتحديات التي تقف في وجه تطور التعليم العالي والبحث العلمي ببلادنا، حيث يقع على عاتقنا جميعا، كمنتخبين وجامعيين، التفكير فيها والوقوف على تداعياتها بكل جدية، مضيفة أنه على رأس هاته التحديات، هناك إشكالية عدم وجود ترابط بين نظم التعليم العالي وخطط التنمية، وكذلك عدم ملاءمة العديد من التخصصات الجامعية والديبلومات لمتطلبات سوق الشغل الوطني، مما يؤدي إلى وجود فائض كبير في أعداد الخريجين الذين يعانون من البطالة في بعض مجالات اختصاصاتهم.
وخلصت غلالو في كلمتها إلى أنه لا يمكن اليوم الحديث عن انفتاح الجامعة على محيطها بدون إشراكها في الفضاء الاقتصادي المحلي الذي يسمح للطالب والأستاذ الباحث من إيجاد أرضية خصبة للبحوث الأكاديمية، وجعل فترة التداريب والأبحاث العلمية جسراً نحو سوق الشغل في فترة ما بعد التخرج الجامعي.
واختتم اللقاء بنقاش بناء ومثمر بين العمدة والأساتذة والطلبة، حيث تم تكريمهما من طرف جمعية الخريجين، كما عبرت غلالو عن متمنياتها لجامعة محمد الخامس بالمزيد من الإشعاع العلمي والثقافي سواء على المستوى المحلي وكذلك الوطني والدولي.