دعا فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس المستشارين أمس الثلاثاء، في سؤال موجه لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، إلى ضرورة تحسين الوضعية المادية للمؤذنين إسوة بالأئمة والخطباء.
وقال محمد البكوري، رئيس فريق “الأحرار”، إن شريحة عريضة من المؤذنين بمختلف جهات وأقاليم المملكة، تعاني من تردي أوضاعهم المادية والمهنية والاجتماعية، نتيجة هزالة أجورهم الشهرية، التي لا تتناسب مع مقامهم في المجتمع ورسالتهم في المساجد.
وأضاف البكوري في تعقيبه على جواب الوزير: “الأكيد أنكم تقومون بمجهودات جبارة لتحسين وضعية القييمين الدينيين بصفة عامة والمؤذنين، وعملتم على توفير حماية اجتماعية لهم، تعد من أهم البرامج التي قمتم بها وبتعليمات ملكية سامية، لذلك فإن أسباب نزول هذا السؤال هو تعزيز هذا العمل عبر تحسين الأوضاع المادية للمؤذنين إسوة بالأئمة والخطباء”.
وتابع: “فهم يقدمون بدورهم مجهودات مقدرة لتطوير أداء المساجد والنهوض بها، وقد كان للفريق لقاء معهم، حيث استمعنا لمختلف الإشكاليات المرتبطة بعملهم، وكانت فرصة للوقوف على حجم حبهم لبيوت الله وتشبثهم بوطنهم وملكهم”.
وبعد أن أشار إلى أن الشأن الديني مجال مؤطر بإمارة المؤمنين، وأن رسالة المؤذنين رسالة سامية ونبيلة، على اعتبار أن الدعوة إلى الصلاة تبقى أحد الدعامات الأساسية للإسلام، شدّد البكوري على أن أي اهتمام بهذه الشريحة هو اهتمام بالأمن الروحي للمغاربة، وسيشجع طلبة المدارس القرآنية على الانخراط الإيجابي لأداء هذه الرسالة السامية والنبيلة، مردفا “لذلك نتوجه من هذا المنبر إلى الجناب السامي الشريف، أمير المؤمنين جلالة الملك حفظه الله لكي يتدخل من أجل إنصاف هذه الشريحة”.
وأكد البكوري على أن فريق التجمع الوطني للأحرار وبحكم اهتمامه بالعنصر البشري داخل مختلف شرائح المجتمع، يشدّد على ضرورة النهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لها، حيث جعل ذلك ضمن أولوياته في البرنامج السياسي، لذلك نطلب منكم ومن جديد الاعتناء بهاته الشريحة على غرار باقي مكونات القيمين الدينيين من أئمة وخطباء.
وفي الختام، قال البكوري: “كما لا يخفى عليكم، إن دور المؤذن لا يقتصر فقط على رفع الآذان، فهو إلى جانب الإمام والخطيب يشكلون عصب المسجد الذي يعتبر بيتا لكل المسلمين، ضامنا لأمنهم الروحي، ومُحتضنا لهم جميعا بمختلف مكوناتهم”.