وجه فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس المستشارين، سؤالا شفويا حول النهوض بوضعية المرأة القروية والجبلية ببلادنا، إلى وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية.
وقال محمد البكوري، رئيس الفريق في سؤاله للوزيرة خلال جلسة الأسئلة الشفوية أمس الثلاثاء بمجلس المستشارين، إن المرأة القروية والجبلية بمختلف جهات وأقاليم المملكة، تعيش عدة مشاكل ومعاناة حقيقية، جراء العزلة نتيجة التهميش والفقر والأمية، بالرغم من الدور الهام والمجهودات الجبارة التي تقوم بها في المجتمع وفي النهوض بوضعية التنمية.
وأضاف البكوري: “لا يسمح المجال لبسط الأدوار الكبيرة التي تضطلع بها المرأة القروية، وإسهامها الحاسم في تعزيز التنمية الزراعية وتحسين مستوى الأمن الغذائي والقضاء على الفقر في القرى والجبال، فهي تشتغل أكثر من الرجل في هاته المناطق، إلا أن هذا المجهود تقابله معاناة حقيقية تعيشها المرأة القروية، في مناطق قد يكون بعضها منعزلا لفترات طويلة”.
وأوضح رئيس الفريق أن معاناة نساء المغرب في البوادي والقرى وأقصى الجبال تتوزع بين ما هو اجتماعي واقتصادي، حيث تغيب فرص الشغل بالنسبة للنساء، باستثناء العمل داخل الحقول، مما يضطرها إلى اللجوء إلى نشاط الزراعات المعيشية، أو تضطر إلى العمل في ضيعات زراعية كبرى، مما يجعلها تتكبد عناء التنقل إلى المناطق التي توجد فيها تلك الضيعات.
وتابع “كما تعاني معظمهن من ظروف صعبة أثناء اشتغالهن في تلك الضيعات، ناهيك عن مشكل الأمية التي تعد من أبرز مشاكل المرأة القروية بالمغرب، إذ أن هناك مناطق قروية في المغرب تصل فيها نسبة الأمية إلى %100، مما يحرمها من فرص التنمية، رغم المجهودات المقدرة المبذولة في هذا الاطار”.
وعلى الرغم من أننا في سنة 2021، يضيف البكوري، “إلَّا أن مناطق مغربية لا تزال تشهد ظاهرة زواج الفاتحة، الذي يتسبب في مشاكل كبرى، في غياب إرادة سياسية حقيقية لمنع هذه الظاهرة، وما يترتب عنها من ضياع حقوق المرأة والأبناء”.
وأشار إلى أن الأمر يتعلق بمشاكل كثيرة ومعقدة إذا ما أضفنا إليها ما تتعرض إليه المرأة القروية من عنف جسدي واغتصاب، وما تعانيه من فقر وهشاشة وقلة ذات اليد، ما يجعلهن غير قادرات على دفع أتعاب محامٍ يتبنى قضاياهن في كثير من الأحوال، مردفا “بالإضافة إلى عوائق البنية التحتية من مسالك وطرق، وقلة المرافق وعدم استيعابها في العديد من مناطق المغرب العميق من مستوصفات ودور الطالبات، ما يعرض العديد منهن إلى الوفاة أثناء الوضع، وإلى الانقطاع عن متابعة الدراسة بالنسبة لأخريات”.
وأكد البكوري على أن فريق “الأحرار” يرى أن الاهتمام بالمرأة القروية والجبلية تفرض إلتقائية البرامج المشتتة إمكانياتها على العديد من القطاعات الحكومية، من أجل تركيز التدخلات الحكومية وتوجيهها نحو الأولويات، مؤكدا في هذا الإطار على أولوية مواجهة الفقر والهشاشة باعتبارها المدخل الحقيقي لبداية النهوض بأوضاع المرأة القروية والجبلية.