وجّه فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس المستشارين، اليوم الثلاثاء، سؤالا شفويا لوزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، حول حقيقة فشل برامج البنايات الآيلة للسقوط بالمغرب.
وقال محمد البكوري، رئيس “فريق الأحرار” في سؤاله إن سكان مختلف المدن العتيقة، يعانون من تنامي ظاهرة انهيار البنايات السكنية، لا سيما مع التساقطات المطرية الأخيرة، التي تنذر بفصل شتاء قد يأتي على الأخضر واليابس، نتيجة غياب استراتيجية ناجعة في تدبير ملف البنايات الآيلة للسقوط التي تخلف العديد من الخسائر المادية والبشرية.
وأضاف في تعقيبه على جواب الوزيرة: “نتأسف للوضعية التي وصلت إليها مدننا العتيقة المتواجدة بالمدن التاريخية؛ كالدار البيضاء، وفاس، وشفشاون، والرباط، نتأسف كذلك للوضع المأساوي الذي تعيشه ساكنة هذه المدن، نتأسف لوضعية اللاإستقرار التي تعيشها الساكنة، نتأسف لوضعية الهلع والخوف التي أصبحت تعيشه ساكنة هذه الدور القديمة، خصوصا أمام استمرار توالي ظاهرة تساقط هذه الدور الآيلة للسقوط بعد كل موسم مطير”.
وتابع: “حيث عاد شبح انهيار المباني السكنية في بلادنا ليهدد الآلاف من السكان الذين يقطنون المدن العتيقة والحديثة على حد السواء. وكان آخر هذه الحوادث انهيار عمارة في مدينة الدار البيضاء من أربعة طوابق، وقبلها بأقل من شهر انهيار منزل في مدينة مراكش خلف قتيلين، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى احترام الضوابط القانونية في البناء، ودور القطاع في إعادة تأهيل بعض المباني المهددة بالسقوط”.
وأمام تنامي ظاهرة المباني الآيلة للسقوط، وتزايد القتلى والمصابين والمتضررين، شدّد البكوري على ضرورة القيام بمراجعة جذرية وشاملة للمقاربة القانونية المعمول بها حاليا، مشيرا إلى أن هذه المقاربة انتهت بإصدار قانون خاص بالمباني الآيلة للسقوط يعالج عمليات التجديد الحضري، ويقر إحداث وكالة متخصصة لهذا الغرض.
وأشار البكوري إلى أن هناك عيبا ما فيما يتعلق بالمخططات والإجراءات التي اتخذتها الوزارة لإعادة تأهيل المساكن والمباني السكنية وترميمها وصيانتها في أفق تحقيق النتائج المتوخاة منها، على أمل ألا يبقى مسلسل الانهيارات مستمرا سواء على المستوى القريب أو البعيد، في ظل سيادة منطق الاستهتار واللامبالاة التي تكبل ضمائر المسؤولين على القطاع.
في الأخير، طالب البكوري باسم فريق التجمع الوطني للأحرار بضرورة الإسراع بصيانة الدور الآيلة للسقوط وتسريع وتيرة إنجاز البرنامج الوطني لصيانة هذه الدور، وإيجاد البدائل للساكنة المهددة بشكل مستعجل قبل فوات الأوان، وقبل مرحلة التشرد والمبيت في العراء.