أكّد عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، اليوم السبت 6 فبراير 2021، بخصوص التوجهات الكبرى للبرنامج الانتخابي للحزب،
في كلمته الافتتاحية للدورة العادية للمجلس الوطني، أن أول أركان هذا البرنامج هو “التشاور، كمنهجية راسخة، نلتزم بالحفاظ عليها في المحطات المقبلة”.
وفي هذا الصدد، أكّد أخنوش الحزب في طور الاستعداد لصياغة وتقديم برنامج “الأحرار” للمغاربة، مضيفا أن البرنامج الناجح هو الذي يأتي بحلول فعالة وواقعية وعملية، التي تتجاوب مع تطلعات المواطنين، معتبرا أنه يمكن تسجيل الاختلاف في القناعات والمرجعيات، ولكن لا يمكن الاختلاف مع المواطنين في انتظاراتهم، بعد أربع سنوات من الإنصات والتشاور.
وهذا العمل الشاق والجِدّي الذي قام به الحزب، من خلال مختلف هياكله ومنظماته، وفي كل أرجاء البلاد، يضيف أخنوش، كان الهدف منه مساهمة المغاربة في هذا البرنامج، الذي سيجدون فيه كل ما عبروا عنه.
وأوضح الرئيس أن الحزب في مسار الثقة قدّم مقترحات عملية وواقعية لاستشراف مستقبل ثلاث قطاعات ذات أولوية وهي الصحة والتعليم والشغل، ليعطي موعدا لساكنة 100 مدينة، وخلال سنة بأكملها، التقى بالمواطنين، مردفا: “تقاسموا معانا المشاكل ديالهم، وتشاورنا معاهم بخصوص الحلول المحلية والتحديات الوطنية”.
ومنهجية التشاور، مكنت الحزب كذلك لإعطاء الكلمة للشباب والنساء، وللكبار والمتقاعدين، وللعاملين في القطاع غير المهيكل، وللأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وعدد من الفئات، الذين أخذ الحزب بعين الاعتبار أصواتهم في صياغة هذا البرنامج.
وبعد أن أكّد على أن هذه الجولات، كشفت أهمية سياسة القرب والإنصات، شدّد أخنوش على أن المغاربة لديهم تطلعات مشتركة، وكذلك إشكاليات محلية، التي لا يمكن الإغفال عنها في البرنامج السياسي الناجح.
وأضاف أن مرشحي “الأحرار” سيقدمون للمغاربة برنامجهم ديالهم برؤوس مرفوعة، بفضل هذه سياسة القرب والإنصات للمواطنين، بدل الانتظار إلى اخر شهرين قبل الانتخابات، مردفا “المغاربة عارفين باللي كاين فرق كبير بين حزب لي كيوجد البرنامج ديالو في آخر دقيقة من المركز… وبين حزب لي ما كايتوقفش على العمل، حزب اللي كايتصنت ليهم وكيتشاور معاهم، حزب اللي كيفهمهم، اللي قادر يمثلهم و قادر ينزل الالتزامات ديالو على أرض الواقع”.
فأسلوب الإنصات الذي نهجناه خلال السنوات الأربع الأخيرة، يضيف أخنوش، مكن الحزب من الفهم الواضح للإشكاليات الكبرى التي تعيق التنمية، مستطردا “وأدركنا السبل إلى إيجاد حلول ناجعة لتجاوز تلك الإشكاليات… حلول ومقترحات نابعة من الحوار والنقاش العمومي، وهذا هو سر نجاعتها”.
وتابع: “آمنا بأن الانصات والاستماع والقرب وتلقي ملاحظات ومقترحات المواطنين بصدر رَحْبٍ هو السبيل لتحقيق تنمية شاملة، مصدرها المواطن وغايتها المواطن… ولذلك سلكنا هذا المنهج في مبادراتنا وفي عملنا الحزبي، ومن هذا المنطلق نجحنا في برنامج 100 يوم 100 مدينة
ونجحنا في تقديم خلاصات دقيقة لمغرب ما بعد كورونا، كما نجحنا سالفا في هيكلة الحزب بفضل إشراك القواعد في صناعة القرار الحزبي”.
وخلص في هذا الصدد إلى أن هذه التجربة الغنية، هي التي تجعل الحزب اليوم مقتنعا بضرورة مأسسة المقاربة التشاركية كمنهجية إلزامية في إعداد جميع البرامج التنموية والمخططات القطاعية، مشيرا إلى “أن المقاربة التشاركية تؤدي إلى التملك الجماعي للمشاريع والأفكار، والتملك يؤدي لا محالة إلى السعي الجماعي للنجاح وتذليل العقبات… وانطلاقا من هاته القناعات، سنسعى إلى تحقيق هذا الطموح الذي يروم مأسسة الإشراك والإنصات. لأن هذا هو المدخل لإعادة ثقة المواطن في السياسة”.