قال عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، اليوم السبت 6 فبراير 2021، في كلمته الافتتاحية للدورة العادية للمجلس الوطني، إن سنة 2021 ستكون بإذن الله سنة الانتصارات.
وفي البداية، ذكّر عزيز أخنوش بالسياق العام الذي تأتي فيه الدورة العادية، المرتبط أساسا بالالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تنهجها بلادنا لمواجهة الجائحة ما فرض انعقاد هذه الدورة عن بعد بتقنية المحادثة المصورة، كما يخول ذلك النظام الداخلي للحزب، مردفا “فلاشك أننا ندرك جميعا أهمية هذه السنة، وحساسية هذه الظرفية، التي يمر بها العالم وتمر بها بلادنا”.
وأكّد الرئيس أن سنة 2021 ستكون بإذن الله سنة الانتصارات، مضيفا أن الأمر يتعلق بالانتصار، إن شاء الله، على وباء كورونا، بفضل الرؤية الاستباقية والقرارات الصائبة التي ما فتئ جلالة الملك يتخذها، حرصا على سلامة المواطنين.
وفي هذا السياق، قال أخنوش: “والحمد لله أننا اليوم نستبشر خيرا، بعد إطلاق جلالة الملك للحملة الوطنية المجانية للتلقيح ضد فيروس كورونا. فالجهود الحثيثة والإشراف المباشر لجلالة الملك، على هذا الورش الإنساني والمصيري، جعلت المغرب في صدارة الدول الافريقية، التي تمكنت من تأمين اللقاح للمواطنين على قدم المساواة وكذا للأجانب المقيمين بالمغرب”.
وتابع: “ونحن في لحظة إجماع وطني، نثمن داخل التجمع الوطني للأحرار، المقاربة الإنسانية لجلالة الملك في اختيار المستفيدين الأوائل، بإعطاء الأولوية لكبار السن وفئات الصفوف الأمامية”، منوّها في نفس الوقت بأطر قطاع الصحة والأمن والسلطات العمومية؛ وَكُلَّ الذين ظلوا في الصفوف الأمامية منذ ظهور الجائحة، ولا زالوا يبذلون جهودا كبيرة من أجل إنقاذ أرواح المغاربة.
وأكّد رئيس حزب “الأحرار” أن المغاربة سينخرطون جميعا، في هذه العملية الواسعة، بوعي ومسؤولية، مع مواصلة الالتزام بالتدابير الاحترازية، حتى نتمكن من احتواء تفشي الوباء، في أفق العودة تدريجيا إلى حياتنا الطبيعية.
وأضاف أن سنة 2021 ستكون أيضا سنة الانتصار على الأزمات التي خلفتها الجائحة، والتي لامست مختلف مناحي الحياة، اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا، مؤكدا على ثقته التامة في أن مخطط الإقلاع الاقتصادي سيساهم في إنعاش الاقتصاد الوطني، استنادا إلى التوجيهات المولوية السامية، من خلال دعم المقاولات، والحفاظ على مناصب الشغل، واستثمار فرص مغرب ما بعد كورونا، مشيرا أيضا إلى أن ورش الحماية الاجتماعية، الذي أعلن عنه جلالة الملك، ستكون له نتائج جد إيجابية، نظرا لما يكتسيه هذا الورش من أهمية لدى المغاربة، الذين يتطلعون لحماية اجتماعية تصون كرامتهم، وتضمن لهم خدمات صحية وتعويضات عائلية، سيكون لها وقع إيجابي على معيشهم اليومي.
كما أن سنة 2021 ستكون سنة الانتصارات المتوالية لقضيتنا الوطنية، يضيف أخنوش، بفضل حكمة وتبصر جلالة الملك، ودبلوماسيته الخارجية الرزينة التي مكنتنا من تحقيق مكتسبات غير مسبوقة لصالح وحدتنا الترابية، مؤكدا أن افتتاح قنصلية للولايات المتحدة الأمريكية في مدينة الداخلة، يعتبر حدثا تاريخيا، في إطار مسلسل الدعم الدبلوماسي للعديد من الدول الصديقة والشقيقة، واعترافا بالمجهود التنموي الذي قادته بلادنا في الأقاليم الجنوبية.
وشدّد على أن هذا الاعتراف التاريخي سيكون له أثر إيجابي على التنمية الاقتصادية، عبر استقطاب وتشجيع الاستثمار الدولي في الجهات الجنوبية الثلاث للمملكة، مردفا: “ولا تزيدنا هذه المكاسب الدبلوماسية إلا اعتزازا وافتخارا وتشبثا بقضيتنا الوطنية، ولا تزيد مواقفنا إلا قوةً وعزيمةً وتجنداً وراء قائد البلاد”.
كما أكّد على أن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع دولة إسرائيل، يجسد موقف بلادنا الثابت كراعٍ للاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكدولة لطالما لعبت أدوار الوساطة لتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف، مع حرصها الدائم على الحفاظ على التزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، الذي يتطلع للعيش في سلم وأمان، في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، في الوقت نفسه الذي تحرص فيه المملكة على الحفاظ على علاقات متينة ومتجذرة مع رعاياها من اليهود ذوي الأصول المغربية، مشيدا أيضا بموقف جلالة الملك الذي عبر عنه لرئيس السلطة الفلسطينية، المتمثل في التأكيد على دعم المغرب ملكا وشعبا لنضالات الشعب الفلسطيني ومشروعية القضية الفلسطينية، باعتبارها “في مرتبة قضية الصحراء المغربية”.
وبخصوص تطلعات حزب التجمع الوطني للأحرار، قال أخنوش: “نرجو من الله أن تكون هذه السنة كذلك سنة انتصار لمشروع الأحرار؛ مشروع مسار الثقة المبني على ضمان العيش الكريم؛ مشروع الكرامة؛ مشروع العمل اللائق؛ مشروع التعليم الضامن لتكافؤ الفرص والهادف للاندماج في سوق الشغل؛ مشروع الخدمات الصحية المتاحة لجميع المواطنين بجودة عالية وبأقل تكلفة”.
وأوضح الرئيس أن الانتصار، من منظور الأحرار، غير مرتبط بالمفهوم الضيق للربح أو الخسارة؛ وهو غير ملازم لهزيمة الآخر، بقدر ما هو انتصار للمشروع في حد ذاته، من خلال حسن تدبير التحالفات وتجميع القوى للنجاح في تنزيل الرؤية ميدانيا.