لا يمكننا أن نتحدث عن عدالة اجتماعية دون إثارة الصعوبات التي تواجه منظومتنا الوطنية للصحة. إن الوضعية اليوم في حالة مقلقة ولا تواكب طموحنا نحو التنمية، ولهذا فمن الضروري الاستجابة للمطالب المشروعة للمواطنين كي يستفيدوا من خدمات صحية ذات جودة، مهما كان مستواهم الاجتماعي أو انتمائهم الجغرافي.
وكأحرار، فإننا نجعل من هذا الإصلاح أولويتنا، آملين أن نتيح لكل المغاربة إمكانية الولوج إلى خدمات صحية جيدة وبأقل تكلفة. سنكافح من أجل هيكلة للإصلاح مبنية على مبادئ الجهوية المتقدمة وسيكون التحول الجذري والنهائي لهذا القطاع ثالث تحدياتنا.
طبيب لكل أسرة
بالمستشــفيات الاقليميــة أو الجهويــة، أو داخــل المركــز الاستشــفائي الجامعــي. وتنــاط بطبيب الأسرة، بمساعدة
ممـرض المركـز الصحـي، مهمـة التكفـل بالمـرضى المصابـين بأمـراض اعتياديـة، ومنحهـم العلاجات الأوليـة. كـما يوجـه طبيـب الاسرة المـرضى، كلـما دعـت الحاجـة إلى ذلـك، نحـو المستشـفيات الإقليميـة والجهويـة القـادرة عـلى
أن توفـر لهـم العلاجات غيـر المتوفـرة بالمراكـز الصحيـة للقـرب.
خدمة صحية في المستوى داخل مراكز القرب
لابـد مـن إعـادة تحديـد الخريطـة الصحيـة وفـق الحاجيـات الحقيقيـة لـكل جهـة، مـع الحـرص عـى تعميـم الخدمـة العلاجية في كل مناطق المغـرب.
من أجل كوطا لولوج كليات الطب الجهوية
مـن أجـل مكافحـة ظاهـرة المستشـفيات القاحلـة، وضمانـا للإنصـاف بـين جهـات المملكـة، فإننـا سـنطالب بتخصيـص حصـص امتيازيـة لولـوج كليـات الطـب تبعـا للحاجيـات داخـل كل إقليـم. وتخصـص هـذه الحصـص لحامـلي الباكالوريـا المتميزيـن داخـل تـراب الجهـة في مقابـل التزامهـم بالعمـل داخـل إقليمهـم بعـد التخـرج.
من أجل شبكات صحية جهوية ومستقلة
يجب الحرص على تدبير جيد ومتوازن للموارد والميزانية الحالية المخصصة للقطاع.
تزويد جميع المغاربة ببطاقة ذكية صحية
إن رقمنـة المنظومـة الصحيـة العموميـة تمثـل أداًة لايمكـن الاسـتغناء عنهـا بالنسـبة للطبيـب أو للمريـض عـلى حـٍد سـواء. لذلـك فإننـا سـندافع عـن مـشروع توفـر بطاقـة ذكيـة صحيـة لـكل مواطـن مـن أجـل متابعـة فعالـة في كل مراحـل العلاج.
صيدليات خاصة بالأدوية المدعمة
يقـترح الأحـرار إصلاحا جذريـا لنمـوذج توزيـع الأدويـة المدعومـة حيـث يقـوم مشروعنـا عـلى نمـوذج لتوزيـع الـدواء يقتـضي إشراك الصيدليـات وفـق نظـام «الطـرف الثالـث المـؤدي» الـذي يضمـن المجانيـة أو البيـع بأسـعار مخفضـة بالنسـبة لـذوي الحاجـة.
استهداف أجود لبرامج ناجحة
نطالـب بالتصـدي لـكل النقـط السـوداء (الأمـراض المزمنـة والأمـراض المعديـة وصحـة الأم والطفـل…) وسـيتم ذلـك عبـر تنفيـذ إجـراءات وطنيـة مـن قبيـل الحملات التوعيـة والوقائيـة وحملات التطعيـم والوحـدات الصحيـة المتنقلـة والبرامـج التعليميـة والإعلام…
الطبيب، تحفيز من أجل مزيد من العطاء
اقتناعـا منـا بـأن تحفيـز الهيئـة الطبيـة هـو حجـر الزاويـة لـكل إصلاح فإننـا ندعـو إلى إعـادة الاعتبـار للإطـار المؤسسـي للطبيـب انسـجاما مـع كفاءتـه وتضحياتـه وإعـادة تعريـف الإطـار القانـوني الـذي يحكـم الوظيفـة في القطـاع الصحـي. وسنحرص على أن تتمتع الهيئة الطبية بالتغطية الاجتماعية سواء في القطاع العام أو الخاص.
مرونة أكبر لفعالية أكثر
تقنين بعض الممارسات الهامشية
نريـد أن نطـور عرضـا يتكامـل فيـه القطاعـان العـام والخـاص وتلعـب فيـه الدولـة دورهـا التنظيمـي. لـذا نقـترح اليـوم عرضـا في صيغـة إطـار قانـو ٍني يلتـزم مـن خلالـه الطبيـب بالحضـور لمـدة معينـة أو بإنجـاز هـدف مهنـي داخـل المستشـفى، مقابـل الترخيـص لـه بعـدد محـدد مـن سـاعات التفـرغ التـي يمكنـه خلالهـا أن يمـارس في القطـاع الخـاص.
الإنصاف في العمل داخل قطاع الصحة العمومية
إننا نرفض وجود ممرضن وأطباء عاطلين، في حين تعاني منظومتنا الصحية من عجز مزمن في مواردها البشرية. لـذا نقـترح إطـارا قانونيـا لفتـح مباريـات في وجـه حملـة الشـواهد مـن الجامعـات ومـدارس الصحـة المعـترف بهـا مـن قبـل الدولـة عـن طريـق التعاقـد كبديـل للوظيفـة العمومية.
من أجل تغطية صحية لـ 90 في المائة من المغاربة
سـنترافع مـن أجـل تعميـم التغطيـة الصحيـة لتشـمل 90 في المائـة مـن السـكان (عـوض 52 حاليـا، 26 في المائـة منخرطـون في قطـاع التأمـن الصحـي الإجبـاري و26 في المائـة مسـتفيدون مـن نظـام الراميـد RAMED) وذلـك مـن خلال تدابيـر تحفـز المشـغلين عـى التصريـح بمسـتخدميهم مـع توسـيع نظـام التغطيـة الصحيـة الإجباريـة ليشـمل أصحـاب الأعـمال الحـرة والمقاولـين الذاتيـن، الذيـن هـم غيـر مؤمنـين إلى اليـوم.
ضريبة على الدخل محفزة لأطباء القطاع الخاص
نقــترح وضــع نظــام جبــائي خــاص محفــز للأطبــاء والعيــادات الخاصــة لاستدراك الضيــاع المزدوج، ســواء مــن حيــث الاســتردادات الخاصــة بالتأمينــات للمــرضى أو مــن حيــث المداخيــل الجبائيــة.
تعزيز موارد المستشفيات
نعتقـد أنـه عـلى الذيـن يسـتطيعون الأداء أو يتوفـرون عـلى نظـام تغطيـة صحيـة، الدفـع مقابـل الحصـول عـى خدمـة صحيـة عموميـة.
الراميد: مبادرة حسنة تشكو أزمة الاستدامة
نعتبـر إعـادة النظـر في شروط أهليـة المسـتفيدين مـن الراميـد مـن الأولويـات. لذلـك ينبغـي تحسـين معايـير اسـتهداف الفئـات التـي هـي بحاجـة لهـذا النظـام. سـنطالب بتدبـير الراميـد وفـق منظـور تغطيـة لائحـة كاملـة مـن العلاجات الطبيـة التـي ستشـكل أسـاس السـداد عـوض الإعانـات الممنوحـة للمستشـفيات بطريقـة عشـوائية.
10 في المائة من ميزانية الدولة في أفق 2025
سـنتجند مـن أجـل العمـل عـى رفـع الميزانيـة التـي تخصصهـا الدولـة لقطـاع الصحـة اسـتجابة لتوصيـات منظمـة الصحـة العالمية.
الوقاية خير من العلاج
سـنعمل كذلـك عـى حصـر تكلفـة النظـام الصحـي بالتركيـز عـلى الوقايـة، مـن خلال برامـج وطنيـة وقطاعيـة للتحسـيس وإشراك الجميـع منـذ الصغر.