سكينة ص.، سيدي سليمان
سيدي سليمان كاينقصوها بزاف ديال الحوايج. حنا شباب إلا بغينا نتكلمو، أول حاجة غادي نتكلمو عليها هنا هي الخدمة ما كايناش! كاملين غادي نقولوها حيت مكاينش شي معامل ولا شي شركات لي يمكن ليها توظف الناس. والنساء كايعانيو كاع أكثر، ما كايلقاو والو من غير الخدمة الموسمية فالضيعات الفلاحية. وثاني حاجة بالنسبة لينا، حنا الشباب، هي ملاعب القرب لي غائبة! كاين قاعة مغطاة وحدة ولكن كايساتفدو منها غير الجمعيات، يعني شي شباب بغاو يدخلو يلعبوا ويستافدوا منها، مايمكنش ليهم. كذلك ما كايناش بلايص ديال الترفيه ولا التسلية لا للأطفال ولا للشباب ولا للعائلات. أنا مواطنة كانعاني بزاف من هاد المسألة، حيت كانحس بأن ما كاينش عندي كاع فين نخرج.
البنية التحتية ديال المدينة كذلك متهالكة وبالأخص شبكة الماء الشروب. عندنا مشكل حاليا. كاينقطع الماء بصفة متكررة ويوميا! وكاين مشكل بيئي ديال الواد لي دايز وسط المدينة، ونازل فيه الصرف الصحي وكيعطي ريحة خايبة فعدد ديال الأحياء !
بحكم أنا أستاذة، بغيت ندوي كذلك على التعليم. عندنا مشاكل مع التلاميذ لي ساكنين بعيد وما موفرش ليهم النقل المدرسي! وكاين الخزانات المدرسية لي غير مفعلة! يعني كاتلقى خزانة ولكن يا إما ماموفرش فيها الكتب ولا كتكون الإدارة أو النيابة ماموفراش داك الشخص لي خصو يكون جالس ومقابلها! التلاميذ ما كايلقاوش فين يمشيو فأوقات الفراغ وكايضطرو يبقاو برا! فين برا؟ فالزنقة بكاع داكشي لي فيها! مشاكل المخالطة الخايبة… يعني كايبقاو مهددين! الخزانة كايمكن ليها تحميهم وتساعدهم على المطالعة والمراجعة. حنا، تعودنا على الجلاس فالخزانة فاش كنا صغار كانقراو، وكانت كاتعاونا!
آه، ونسيت أهم مشكل لي هو المستشفى الإقليمي ديال سيدي سليمان لي لايشرف بالمدينة وما كاتوفر فيه حتى شي حاجة. أنا شخصيا، مشيت فحالة مستعجلة فالليل وقالو لي الراديو خاسر ومالقاو ما يديرو لي! وعاد من الفوق، طريقة المعاملة مع المواطن كاتضر فالخاطر.
في شهر فبراير 2020، حلت قافلة الأحرار بمدينة سيدي سليمان، الواقعة في منطقة الغرب على مقربة من العديد من الأراضي الفلاحية. وكان في استقبال القافلة 400 من الساكنة، جاؤوا لمناقشة كبريات قضايا مدينتهم. عبّر الجميع عن فخرهم بتراثهم الثقافي وما يزخر به من فروسية وتقاليد عديدة. ولاحظوا، مع الأسف، أن الفولكلور المحلي ما فتئ يتلاشى في السنوات الأخيرة وأن المدينة آخذة في التقهقر.
وإذ كانت المدينة تستفيد من المؤهلات الفلاحية الكبيرة لسهل الغرب، الشهير بحوامضه وحبوبه وشمندره، فإن نموها وتقدمها بات يحتاج لموارد أخرى. فمعدل البطالة اليوم يفوق 25 في المائة، وصار غياب المصانع يقض مضاجع السكان خشية تهميشهم. وفي الآونة الأخيرة، ارتفع منسوب الفقر وساءت حالة البنيات التحتية، لا سيما المتعلقة بالماء الصالح للشرب ووسائل النقل العمومي، ما أفضى إلى تراجع سيدي سليمان.
ويزداد الوضع سوءا عند النظر إلى حالة المستشفى الذي يفتقر إلى التجهيزات والأطر الطبية، ما يجعل قطاع الصحة نقطة الضعف الرئيسية في المدينة. فضلا عن ذلك، استنكر المشاركون تسيل حالات من الزبونية والمحسوبية، وباتوا يشُكون في جودة العلاج محليا. وينزعج كثير من المرضى بسبب غياب العديد من التخصصات الطبية وصعوبة الوصول إلى سيارات إسعاف، وفي هذا السياق ذُكرت حالات عدة توثق لسوء المعاملة.
وفي الختام، يأسف المشاركون لنقص الموارد في قطاع التعليم. فالمدارس أقل من أن تستقبل كافة التلاميذ، وضعف تجهيزها يؤثر سلبا على جودة التعلم. كما يأسف شباب المدينة لغياب فضاءات الترفيه والمنتزهات التي من شأنها إضفاء مسحة من المتعة على الحياة.