أميمة، بني ملال
أنا طالبة وقربت نسالي وصراحة متخوفة شوية. كنشوف بأنه من غير تدير التجارة ديالك… ما كاينش بزاف ديال فرص الشغل في بني ملال. وإذا لقيتي، غادي تلقى بألف درهم أو ألف وخمس مئة درهم وتبقى خدام النهار كولو. ما كاينش احترام للحد الأدنى للأجور، بالأخص فالمنطقة الصناعية. كاين استغلال اليد العاملة وإذا نضتي تدوي، يخرجوك ويجيبو وحد آخر. راه من غير الأسواق التجارية المعروفة، ما كاينش بزاف لي كايخدمو الناس بالأوراق.وكاين مشاكل أخرى فالمدينة. عندنا مثلا الأشغال ما كايتسالاوش. ربع سنين هادي وهوما كايحفرو وما كاين تا شي تغيير.
دبا هاد المنطقة معروفة بالمجال السياحي والفلاحي ولكن ما مستغلينهاش. ماكرهناش يكون تدبير أحسن للمياه ويتزاد دعم الفلاحين ونستافدو أكثر من الطبيعة لي هنا باش يجيو الناس أكثر للمنطقة وتولي السياحة كتخدم الناس لي عاطلين.
حيت وخا هادشي كامل ما خاصش بنادم يقول لا بلادي ما عاطيانيش، ولا بني ملال ماعاطيانيش. خاص الواحد ينوض يقلب ويبدا… وشوية بشوية يمكن ليه يطلع.
تعد مدينة بني ملال، عاصمة الجهة، الواقعة عند سفوح جبال الأطلس، مصدر فخر لساكنتها. إذ عَدَّدَ 500 مشارك ومشاركة، جاؤوا لاستقبال قافلة الأحرار، خصائصها التي تجل عن الحصر، ومنها ثرواتها الفلاحية ونبع عين أسردون ومناظرها الطبيعية الخلابة. مع ذلك، تظل هذه القدرات غير مستغلة كما ينبغي، وتواجه المدينة صعوبات جمة.
تمتد المدينة على سهل تادلة حيث جل الأراضي واقعة ضمن النطاق المسقي بمياه سد بين الويدان. وينكشف من أفورار أن بني ملال ومحيطها يمتلكان موارد مائية كبيرة، تعود بالنفع العميم على الأراضي الشهيرة بزراعة الحوامض والحبوب والشمندر السكري والزيتون والرمان، وغيرها. صحيح أن هذا الإنتاج هام، لكنه قابل للتعزيز والتنويع من خلال إدخال محاصيل ذات قيمة مضافة مرتفعة. وإن تثمين المحاصيل يمر عبر إنشاء صناعات غذائية وتشغيل سوق جملةٍ مخصص للمنتجات الفلاحية، حيث يرتقب أن يوفر هذا الأخير، وقد طال انتظاره، مزيدا من المنافذ لتصريف المنتجات المحلية ومكافأة أجزلَ لجهود الفلاحين.
وإذا كانت معدلات البطالة ضعيفة في البوادي المحيطة، فإن مدينة بني ملال تعاني فتور نشاطها الاقتصادي. تلكم بلا شك المشكلة الجوهرية لسكان المدينة ومنهم حملة الشهادات على وجه الخصوص، إذ يمثلون في الآن نفسه الفئة الأكثر تضررا والتي تعبر عن إحباطها أكثر من غيرها. من هذا المنطلق كان لزاما خلق فرص عمل لائق، لا سيما للشباب، من خلال تدابير منها، على سبيل المثال، دعم التعاونيات الفلاحية وتشجيع المبادرات المرتبطة بالسياحة، لا سيما السياحة الخضراء. وقد أعرب المشاركون عن قناعتهم بوجود يد عاملة مؤهلة وعلى درجة عالية من الكفاءة تخول لها المساهمة بسرعة في دينامية جديدة.
لا بد من التحرك على وجه السرعة لأن شباب بني ملال باتوا يفقدون صبرهم وينددون بالاختلالات التي تعرقل تطور المدينة. وقد عبر كثير من المشاركين عن قلقهم إزاء استفحال تعاطي المخدرات وما يولده ذلك من شعور بعدم الأمان. والأدهى أن الظاهرة امتدت إلى المدارس، فبات الأساتذة يواجهون صعوبة في أداء مهمتهم على الوجه الأكمل. وصار الهدر المدرسي ظاهرة تقض المضاجع.
أما قطاع الصحة، فعنوان آخر من عناوين انشغال المشاركين. إذ نال المستشفى الإقليمي حصة الأسد من النقد بسبب نقص المعدات والأطر الطبية والممرضين المؤهلين، إلخ. أما التمييز والمحسوبية اللذان يحرمان الفئات الهشة من الرعاية الصحية، فلم يسلما من الاستنكار. وإجمالا، فالمدينة في حاجة إلى مستوصفات جيدة وكفاءات تحفظ لها مكانتها كعاصمة للجهة.