كليوين ربيعة، آسفي
أنا خدامة فالعمل الجمعوي. كنعاونو الأطفال لي متشردين، وكانشتاغلو على المرافقة والتوجيه ديال المراهقين وكانساعدو المدمنين. أنا شحال دبا وأنا فهاد الميدان وكايبقى فيا الحال حيت ما كاينش مراكز كافية لمرافقة الشباب والدراري الصغار.
حنا جمعية، عندنا ناس باغين يخدموا ويعطيو ولكن ما عندناش مقر باش نديرو مركز للإنصات للشباب. دقينا على البيبان، درنا طلبات ولكن مزال. ماكرهناش الدولة تمنح الأراضي لي عندها باش نديرو مشاريع لي يعاونوا الشباب.
كاين كذلك مشكل ديال قلة الأطباء والاختصاصات. مراكز ديال السرطان ما كايناش. طبيب واحد فالمستعجلات، راه مايمكنش! يعني شحال من حاجة خاص نمشيو ليها حتال مراكش، ومن فوق هادشي السبيطار فيه الزبونية.
وشفتو الحالة ديال داك الكورنيش لي يا الله حلوها فلول ديال العام؟ شحال من مليار تصرف عليه، باش يديرو لينا داك الحجر الأحمر فالأرض. السكان ما حبسوش بالإحتجاجات، باش نقولوا أنه ماعاجبناش داكشي ويوضحوا لينا كيفاش تصرفوا الفلوس.
آسفي كتعاني حتى من الهجرة القروية والتلوث لي جاي من المصانع. وبغيت نقول كذلك أنه حنا ما مستافدينش من الحوت لي عندنا كيف بغينا…
هاد المشاكل يمكن ليها تتحل ولكن خاص الوعي أكثر. خاص الناس يعرفوا أنه فاش ما كايمشيوش يصوتوا، راه كايعطيوا الفرصة لوحدين آخرين يختاروا فبلاصتهوم.
بلقاء أزيد من 400 مواطن ومواطنة من ساكنة آسفي، استطاع الأحرار الوقوف على مدى تميز هذه المدينة الاستثنائية ومقدراتها العديدة. فقد ذكر المشاركون أن المدينة كانت قطبا تجاريا رفيعا على عهد الفينيقيين والقرطاجيين، وأن تاريخها جدير بمزيد من التقدير.
ومما يُؤسَف له أن تراث المدينة طاله الإهمال حتى أضحت أشهرُ مَعلمة – قلعة قصر البحر– آيلة للسقوط بسبب غياب الصيانة. ويزداد ضرر هذا التدهور في الوقت الذي بإمكان آسفي أن تطور مؤهلات سياحية حقيقية. وينسحب الأمر ذاته على صناعة الفخار، مبعث اعتزاز المسفيويين: فالصنعة التي أتقنها الأجداد أضحت في مهب الريح، وتلة الفخارين الشهيرة تشهد اندثارا منقطع النظير.
أثنى الحضور على جمال المدينة، لكنهم ذكروا معاناتها من اختلال التوازن بين شمالها وجنوبها، فالشطران لا يتطوران بالوتيرة نفسها، ما يضر تماسك المدينة واتساقها. ودعوا إلى أخذ هذا المعطى بعين الاعتبار لتعزيز تنمية المدينة لأن النشاط الاقتصادي فيها ما فتئ يتضاءل منذ سنوات.
وتتكلب مدينة آسفي دَفعة تنموية جديدة بعدما كانت فيما مضى أهم ميناء صيد في المملكة، أهم منتجاته السردين. وتشكل صناعة الفوسفاط والمقدرات الفلاحية الهائلة في المنطقة مؤهلات مهمة يرغب سكان المدينة في توظيفها على نحو أمثل، ما من شأنه خفض معدل البطالة عبر تشجيع التشغيل المحلي. ومن أجل ذلك، طالبوا بتشجيع إحداث مصانع جديدة ومنطقة صناعية حقيقية ما زالت المنطقة في حاجة ماسة إليها.
إضافة إلى ذلك، دعا المشاركون إلى بذل جهود حثيثة على صعيد قطاع الصحة الذي يشكل مصدر قلق واستنكار نتيجة نقص المعدات الطبية. وأشار الحضور على وجه الخصوص إلى المستشفى الذي يفتقر إلى قسم مستعجلات فعال، مما ينتقص من نجاعته. وتبين من خلال المناقشات أن ذوي الاحتياجات الخاصة وحملة بطاقة راميد لا يحصلون على علاج مجاني.
وأخيرا، أبدى المشاركون ملاحظات على قطاع التعليم بوصفه مثار قلق أيضا: فالمدارس في تدهور منذ سنوات، ومستوى التعليم لا ينال رضى الأسر.