منصف الساعيدي، قصبة تادلة
إذا بغينا نهضرو على تادلة، غادي نهضرو على الجود والكرم والأمن والنظافة… ولكن فاش غادي نوصلو للاقتصاد، ما غادي نلقاو مانقولو! هذا ما كان. كان عندنا واحد من أحسن المصانع ديال الصوف وتسد! من بعد جاو مستثمرين، حاولو يديرو شي حاجة ولكن كايلقاو عكوسات، ما كانعرفوهاش منين جاية. صافي كيتخلاو على المشاريع وكيمشيو لبلاصة أخرى.
باش نقولو الصراحة، كاين مجهود من ناحية البنيات التحتية، العمل الجمعوي ودور الشباب والمراكز السوسيو ثقافية محركة شوية، ولكن الخدمة والو. من غير الموظفين لي خدامين فالمؤسسات العمومية والجماعات، ما كاينش قطاعات أخرى لي يمكن ليها تخدم ولاد تادلة. كنشوف شحال ديال صحابي عندهم كفاءات كبيرة، مهندسين وأطباء وخرجوا من تادلة. كاين لي مشى لمدن أخرى وكاين لي خرج من المغرب.
السبيطار ديال مولاي اسماعيل، إلا دخلتي ليه تتلف باش تخرج، بقوة ما هو كبير ولكن من ناحية التجهيزات والأطر، ناقص بزاف. كايخسرو عليك حاجة وحدة : أومبيلانص وسنياتور باش تمشي لبني ملال. أي حاجة خاصها “سكانير” ولا لفتيح، خاص تمشي لبني ملال. كاندوي ليك على سبيطار لي شاد تادلة، زاوية الشيخ، القصيبة، تاكزيرت، الكمون، مجاط، أيت علي… ووخا هكاك، مخلينو فديك الحالة!
ها هو أم ربيع ما بعيدش ولكن مع الأسف، ما كاينش بنيات تحتية باش نحركو السياحة. كانوا وعود ومخططات فهاد الإتجاه ولكن ما تنزلش داكشي على أرض الواقع. بالعكس، أم ربيع لي هو المتنفس الوحيد كيعاني من الواد الحار لي كيصب فيه. ما كاين لا فين تجلس، لا فين تمارس الصيد لا حتى حاجة!
القصبة الإسماعيلية مدينة عريقة وعندها تاريخ كبير وكنتمنى تعطى ليها الأهمية لي تستحق. أنا الأصل ديالي من تادلة وغادي نكمل قرايتي ونبقى فتادلة. ولا بد كتكون غيرة على المدينة وكتقول علاش مدن أخرى كتحسن ومدينة بحال تادلة مزال!
شكل الحوار الناشئ بين 400 من ساكنة قصبة تادلة مع قافلة الأحرار في المرحلة الخامسة لحظة قوية، إذ تحدث المشاركون عن تحديات حياتهم اليومية المتسمة بالصعوبات الاجتماعية والاقتصادية وضعف البنية التحتية.
وأجمع الذين سبق لهم طلب خدمات طبية على الوضع المزري للقطاع الصحي في المدينة. ففي جل الأحيان، يوجه مستشفى مولاي إسماعيل المرضى نحو بني ملال لتلقي العلاج حتى في الحالات الخطيرة رغم قلة سيارات الإسعاف. ويقتصر العلاج في قصبة تادلة على الإسعافات الأولية بحكم قلة المعدات والأطر الطبية. إضافة إلى ذلك، استنكر المشاركون مظاهر سوء التدبير الإداري بشدة، وشَكَت الفئات الهشة من المحسوبية الصارخة، كما يشعر المواطنون بالعزلة ويستهجنون هذه السلوكيات التي تدفعهم إلى مغادرة المدينة.
ويلاحظ هذا الشعور بالإهمال على المستوى الاقتصادي أيضا، إذ أكد السكان غياب إجراءات لدعم مدينتهم. كما أن معدل البطالة مرتفع، وقلة المقاولات تحطم آمال الشباب إلا قليلا، فيقعون أحيانا بين براثن الانحراف.
بينما تزخر قصبة تادلة بمقدرات فلاحية معتبرة من حبوب ورمان وحوامض. وقد نادى المشاركون بإنشاء منطقة صناعية تهيء إطارا محفزا للمقاولات والمستثمرين. قياسا على ذلك، من شأن قطاع السياحة إتاحة العديد من الفرص بفضل قصبة الإسماعيلية ونهر أمر الربيع، الكفيلين باجتذاب الزوار. ولبلوغ هذه الغاية، لا بد من تحسين حالة الطرق التي تصير غير سالكة كلما هطلت الأمطار.
وشدد العديد من السكان على ضرورة التكوين في مجال الفلاحة لمساعدة الشباب وحثهم على البقاء في المدينة. وإجمالا، يظل قطاع التعليم في حاجة ماسة إلى التحسين، فعدد المؤسسات الابتدائية والإعدادية والثانوية قليل وتعاني من ضعف التجهيزات، ما يؤثر سلبا على جودة التعليم. وهنا أيضا، لا تتلقى الأسر المعوزة أي مساعدة، وغالبا ما يكون الهدر المدرسي في انتظار أبنائها.