استقبلت مدينة سيدي بنور، أمس الأحد 28 يونيو 2020، بشكل افتراضي محطة جديدة من محطات القافلة التواصلية “100 يوم 100 مدينة”، عبر منصة خاصة تعتمد تقنية الفيديو، في احترام تام للتعليمات الصارمة للتباعد الاجتماعي رغم التخفيف التدريجي لحالة الطوارئ الصحية.
ورفع المشاركون في أشغال هذا اللقاء، الذين تجاوز عددهم 200 شخصا، توصياتهم ومشاكل مدينتهم للمكتب السياسي للحزب ليبني عليها تصوراته بخصوص النهوض بمدينة سيدي بنور، على غرار ما تم القيام به في مختلف المدن التي حطت بهم القافلة التواصلية للحزب سواء على الميدان أو بشكل افتراضي بعد تفشي فيروس “كورونا” المستجد.
وتركزت توصيات ومقترحات المشاركين في هذا اللقاء، بالأساس في المجال الفلاحي، باعتباره العصب الحيوي لاقتصاد الاقليم، كما رفعت كذلك توصيات أخرى في قطاعات متعددة على غرار تعزيز العرض الصحي بالمدينة والرفع من مستوى التعليم العمومي، والاهتمام بجمالية المدينة وبنياتها التحتية، والاهتمام بالمرأة والطفولة والشباب والرياضة.
وبهذه المناسبة، تحدّث محمد بوسعيد، عضو المكتب السياسي للحزب، بإسهاب عن سيدي بنور، مؤكدا أن الإقليم يزخر بمؤهلات كبيرة في الميدان الفلاحي، لكن يجب أن يتوفر على نشاطات اقتصادية أخرى متعددة بغرض خلق فرص شغل إضافية للشباب”، مردفا: “من دون التعاون والمشاركة بيننا لا يمكن أن نبني برنامجا ناجحا، كما لا يمكن أن نقوم كذلك بتنزيل أي برنامج على أرض الواقع”.
وتطرّق بوسعيد الفرصة في مداخلته إلى هذه القافلة التواصلية التي أطلقها الحزب منذ بداية شهر نونبر من السنة الماضية، والتي يسعى من خلالها لزيارة 100 مدينة صغيرة ومتوسطة، إذ أكد أن البرنامج لا يهدف فقط إلى سرد مشاكل المدن وإن تعددت، لكن يهدف إلى الاستماع للحلول الممكنة، التي سيتم الاعتماد عليها لصياغة برنامج متكامل عن كل مدينة، سيدافع عنه الحزب في كل المحافل.
وفي هذا الإطار، قال محمد بودريقة، عضو المكتب السياسي، أن هذا البرنامج أطلقه رئيس الحزب عزيز أخنوش من أجل معرفة مشاكل كل مدينة وإقليم، مردفا: “فمشاكل الدار البيضاء ليست هي مشاكل برشيد وليست بالضرورة نفس المشاكل التي يمكن أن نجدها على سبيل المثال في مدينة سيدي بنور”.
وعلى الرغم من ذلك، يضيف بودريقة، “فيمكننا أن نجد بعض المشاكل المشتركة، كتلك المتعلقة بالصحة والتشغيل والتعليم، والتي سبق لحزب التجمع الوطني للأحرار أن قدم بخصوصها مجموعة من الحلول والاقتراحات لتجاوزها، والتي ضمنها في كتاب مسار الثقة”.
من جانبها، أشادت جليلة مرسلي، عضو المكتب السياسي، ورئيسة المنظمة الجهوية للمرأة التجمعية بجهة الدار البيضاء سطات، بمستوى النقاش الذي عرفته أشغال ورشات اللقاء، الذي ضم 20 ورشة حضرها 200 مشاركة ومشارك من ساكنة المدينة.
وفي هذا الصدد، قالت مرسلي: “أثارتني ضمن أشغال الورشات جملة قالها أحد المشاركين بتأكيده أنه يشاهد لأول مرة كيف أن حزبا سياسيا يستشير المواطنين”، وعلقت على ذلك: “لم يكن المسؤولون والسياسيون في السابق يستمعون لانتظارات المواطنين ويستشيرونهم في أولوياتهم، وهذا الأمر يجب أن يتعزز في المستقبل”.
وتحدّثت مرسلي عن بعض مميزات إقليم سيدي بنور، إذ أوضحت أنه يمكن لإقليم سيدي بنور المعروف بثرواته الفلاحية أن يستغل كذلك إمكانياته السياحية، فهو يزخر بالعديد من المؤهلات في هذا المجال، خاصة وأن الإقليم أصبح اليوم تابعا لجهة الدار البيضاء-سطات، في الوقت الذي كان فيه سابقا تابعا لجهة دكالة-عبدة.
بدوره تطرّق أحمد العروي، المنسق الإقليمي للحزب بسيدي بنور، عن فلسفة برنامج “100 يوم 100 مدينة”، مضيفا أن هذا البرنامج يأتي للإنصات لهموم المواطنين، من أجل تحسين ظروفهم المعيشية في مختلف المجالات، مؤكدا أن “الحزب عن طريق هذا البرنامج يؤسس لتعاقد مع ساكنة المدينة، خاصة وأن الأحزاب السياسية لم تعتد التشاور مع المواطنين ما نتج عنه عزوف سياسي”، مشددا على أن “مثل هذه البرامج يمكنها أن تعيد الثقة بين السياسة والمواطنين”.
أما ياسين قنديل، نائب رئيس منظمة الشبيبة التجمعية لجهة الدار البيضاء-سطات، فقد أكد أن تنظيم لقاء تواصلي بين الحزب وساكنة سيدي بنور، على الرغم من الظروف الصحية التي تعيشها البلاد “كان فرصة حقيقية للتفكير الجماعي والمسؤول بدون حساسية، وهو ما يمكن أن يمكننا من الوقوف على وضعية المدينة في مجالات كالتعليم والصحة والتشغيل”.
وأشار إلى أن النقاش الذي عرفته أشغال الورشات، أفضى إلى إقرار مقترحات منبثقة من الواقع الإنساني”، مؤكدا أنه من أجل تنمية مدينة سيدي بنور شرع حزب “الأحرار” في الاستماع للمواطنين، خصوصا أن المواطن هو صلب اهتمامات سياسة الحزب.