قال ياسين عكاشة، رئيس المنظمة الجهوية للشبيبة التجمعية جهة الدار البيضاء-سطات، إنه خلال مرحلة ما بعد كورونا يجب التفكير في إفراز النخب داخل المجتمع والقوى الحية والمؤسسات، إذ أصبح ضرورة ملحّة وليس خيارا، ولكن هذه النخب وجب إفرازها في ظل القناعة الديمقراطية المترسخة عندنا في المغرب، التي جاء دستور 2011 ليؤكدها.
وفي هذا الإطار، أوضح عكاشة في مداخلته، الخميس، في ندوة تفاعلية عن بعد للمنظمة الجهوية للشبيبة التجمعية لجهة الدار البيضاء لجهة-سطات، حول موضوع: “صناعة النخب لمغرب الغد”، أن المغرب كان بجميع قواه السياسية والمدنية يشتغل على بلورة نموذج تنموي جديد، الذي أعلن عنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس قبل سنتين تحت قبة البرلمان.
وبالتالي، يضيف المتحدث نفسه، أن الحديث عن نموذج تنموي جديد، الذي سيبني مغرب المستقبل، يستوجب التفكير في نخب اليوم والغد، التي ستتحمل مسؤولية هذا المشروع وتقوم بتنزيله وتفعيله لإنجاحه، مضيفا أنه لا يمكن اليوم أن نعوّل على نخبة سياسية معينة استنفذت أدوارها لتحمل مسؤولية تنزيل وتنفيذ النموذج التنموي الجديد.
وتابع: “وأنا أتابع النقاش العمومي حول هذه الإشكالية، أتأسف أن في مغرب اليوم ما بعد دستور 2011، والنقاش العمومي حول النموذج التنموي الجديد، ومغرب ما بعد جائحة كورونا، لا يزال هناك أطراف يتحدثون عن النخب وعن المسؤولية من باب القطبية التي أصبحت متجاوزة، وانطلاقا من مفهوم التكنوقراط والسياسي”.
وبالنسبة لعكاشة، فإن هذا النقاش الذي يصنف بالقطبية من منطلق السياسي والتكنوقراط، أصبح متجاوزا ويعيدنا إلى الوراء، مضيفا أن “النقاش الحقيقي داخل القوى الحية والأحزاب السياسية والمجتمع المدني هو كيف نفرز النخب المبنية على معياري الكفاءة والتميز”.
واعتبر عكاشة أن التكنوقراط الذي يتوفر على مؤهلات تقنية وليس لديه حس وثقافة سياسية، وليس واع بانتظارات وضروريات وإشكالات المجتمع المغربي، لا يمكن أن نقلّده المسؤولية السياسية.
ومن ناحية أخرى، يضيف عكاشة، المغرب ليس في حاجة إلى الفاعل الانتخابي الذي يُحسن العملية الانتخابية، ويتوفر على الآليات والمؤهلات التي تمكنه من الفوز بمقعد انتخابي في كل المحطات الانتخابية، ويمضي فترة الولاية يقضي فيها مصالحه الشخصية ويستفيد من الامتيازات المختلفة، بدون أن تكون لديه كفاءة ولا رؤية لا على المستوى المحلي والجهوي والوطني.