نظمت الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية ندوة تفاعلية جديدة بعنوان: “واقع ومستقبل الرياضة المغربية على ضوء دروس جائحة كورونا”، وذلك بمشاركة كل من نوال المتوكل نائبة رئيس اللجنة الأولمبية ونائبة برلمانية، والحبيب سيدينو رئيس فريق حسنية أكادير، واللاعب السابق عزيز بودربالة، عضو المكتب المديري للجامعة الملكية لكرة القدم، وعبد الواحد بولعيش رئيس فريق اتحاد طنجة لكرة السلة، ومحمد الداودي الكاتب العام للجامعة الملكية للتكواندو ومهتم بالشأن الرياضي.
وبهذه المناسبة، أشادت نوال المتوكل في بداية مداخلتها بما حققته الوزارة الوصية على القطاع في مراحل عرفت تدبير القطاع من طرف وزراء حزب التجمع الوطني للأحرار، منوّهة أيضا بالدينامية التي يعرفها الحزب منذ تولي عزيز أخنوش الرئاسة، الذي أعطى للرياضة مكانة مرموقة وخاصة.
وبعدها، تحدثت نوال المتوكل عن تداعيات جائحة كورونا على الألعاب الأولمبية والرياضة عموما في العالم، وأيضا مرحلة ما بعد كورونا، معتبرة أن تأجيل دورة طوكيو إلى شهر يوليوز من سنة 2021، الذي جاء لحماية الرياضيين والمتدخلين والمتتبعين، هو قرار مؤلم بالنسبة للحركة الأولمبية وأيضا بالنسبة لليابان التي استعدت لسنوات لهذا الحدث الكبير، مشيرة إلى صعوبة اتخاذ مثل هذا القرار، بالنظر إلى كونه مشروعا متكاملا ويضم متدخلين كثيرين جدا على جميع المستويات.
وبخصوص فترة ما بعد كورونا، أكدت المتحدثة نفسها أن اللجنة متخوفة من عدم نجاح العالم في التوصل إلى لقاح فيروس كورونا المستجد، ما سيفرض تأجيلا آخر لسنة إضافية أو ربما إلغاء الدورة، مضيفة أنها تتمنى أن يتم تنظيمها في سنة 2021.
من جانبه، تطرّق الحبيب سيدينو إلى تداعيات جائحة كورونا على الرياضة الوطنية، خصوصا كرة القدم، على مستوى الأندية المغربية، التي تأثرت بشكل كبير بهذه الأزمة، عقب توقيف البطولة الوطنية، وإغلاق ملاعب التباري والتداريب، في ظل الحجر الصحي وحالة الطوارئ الصحية التي يشهدها المغرب.
وبخصوص طريقة تعامل حسنية أكادير مع هذه الظروف، أوضح سيدينو، أن الوضع الجديد يفرض على اللاعبين التدرب في بيوتهم، وهو ما جعل الأسبوع الأول يشهد نوعا من الارتباك خصوصا في ظل غياب تجهيزات التداريب بمنازل اللاعبين، سرعان ما تم التعامل معه في الأسبوع الثاني بعدد من الإجراءات على غرار توزيع بعض التجهيزات على اللاعبين ومواكبة اللاعبين في تدربهم من خلال الاعتماد على تقنية الفيديو للتواصل عن بعد لاستعادة الحس الجماعي في التداريب.
وأكّد رئيس حسنية أكادير على صعوبة الوضع نظرا لأنه يتم تسجيل عياء وملل لدى اللاعبين بسبب هذا الوضع الجديد، إذ أن التدرب من البيت يختلف عن نظيره بالملعب وبشكل جماعي، مضيفا أنه لا شيء حسم بخصوص المستقبل، إذ يتم الحديث عن عدد من السيناريوهات لكن الأمور تبقى غير محسومة إلى حد الآن.
أما عبد الواحد بولعيش، فقد نوّه في بداية مداخلته بفترة تولي رشيد الطالبي العلمي حقيبة وزارة الشباب والرياضة، الذي قام بتشريح عميق لقطاع الرياضة، أسفر عن وضع استراتيجية متكاملة للنهوض ولتطوير الرياضة المغربية، على مستوى القوانين والجامعات الرياضية والاهتمام بالقطاع، مضيفا أن عدم استمرار الطالبي العلمي كان خسارة كبيرة للقطاع الرياضي، لأن الوضع تغير بعده مباشرة وعادت الأمور إلى نقطة الصفر، بعد العصف بالمجهودات السابقة.
وبالنسبة لكرة السلة، أكد بولعيش أن هذه الرياضة تعرف مشاكل قبل جائحة كورونا وجاءت هذه الأزمة لتعمق هذه المشاكل، مشيرا إلى أن الطالبي العلمي لما كان وزيرا للقطاع قدم تطمينات وعالج عددا من الأمور، وقدم منح للأندية واقتربت العصبة الاحترافية من الخروج للوجود، لكن بعد مجيء وزير آخر تغير كل شيء وعادة كرة السلة إلى الصفر لتواصل تخبطها في مشاكلها.
بدوره، أكّد محمد الداودي أن من بين المطالب الأساسية للحركة الرياضية بالمغرب هو أن يهتم الفاعل السياسي بشكل عام والفاعل الحكومي بشكل خاص بالرياضة، مشيرا إلى أن أزمة كورونا يمكن الاستفادة منها على مستوى الدروس والعبر من أجل العمل في المستقبل لتطوير الرياضة المغربية كمنتوج يساهم في الإشعاع السياحي والاقتصادي .
وفي هذا الإطار، نوّه المتحدث نفسه بمرحلة تدبير قطاع الرياضة من طرف الطالبي العلمي، الذي بدأ بترسيخ الحكامة في التدبير الرياضي خصوصا على المستوى المالي والإداري داخل الجامعات، وشروعه في استقبال الجامعات الرياضية، من بينها جامعة التكواندو، مشيدا في نفس الوقت بالنجاح الباهر الذي حققته دورة الألعاب الإفريقية التي نظمها المغرب آنذاك.
من جانبه، ركّز عزيز بودربالة على قضية الإعداد البدني للرياضيين بصفة عامة وخاصة لاعبي كرة القدم، مؤكدا أنه يصعب على اللاعبين تعويض التداريب الجماعية بالنادي، بتداريب منزلية وأجهزة رياضية بالبيت.
وفي هذا الصدد، أضاف اللاعب الدولي السابق أن العطلة الصيفية التي قد تستمر لأسبوعين فقط، وعلى الرغم من استمرار اللاعبين في التدرب بشكل فردي، فالعودة تفرض عليهم التدرب لمدة 4 أسابيع لاسترجاع القوة البدنية المطلوبة للدخول في غمار المنافسة من جديد.