ناقشت الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية في ندوة لها عبر تقنية التواصل عن بعد، أول أمس الأربعاء 06 ماي 2020، تداعيات وباء كورونا على الاقتصاد المغربي، في علاقتها بمسار التفكير في إعداد نموذج تنموي جديد ببلادنا.
وساهم في تأطير هذه الندوة التفاعلية، كل من عادل الخيرفي السباعي، عضو الفيدرالية الوطنية ونائب رئيس المجلس الجماعي لجماعة سيدي المختار – إقليم شيشاوة؛ ومحمد المودن، عضو الفيدرالية الوطنية ورئيس المنظمة الجهوية للشبيبة التجمعية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، وهشام الدليمي، عضو الفيدرالية الوطنية رئيس المنظمة الجهوية للشبيبة التجمعية بجهة الداخلة وادي الذهب، ويوسف وقسو، عضو الفيدرالية الوطنية وعضو المكتب الجهوي للشبيبة التجمعية بجهة درعة تافيلالت.
وفي بداية الندوة، تطرّق المتدخلون إلى الصعوبات التي خلفتها الأزمة الوبائية على الاقتصاد العالمي الذي سجل أقوى هبوط اضطراري له حسب إعلانات المنظمات الدولية والإقليمية، ثم دخول العالم في حالة استنفار قصوى لحماية أرواح مواطنيه وتوفير الخدمات الطبية اللازمة، مع استحضار التجربة المغربية في التعاطي مع الأزمة، التي أبانت عن قدرتها الاستباقية في اتخاذ تدابير الهدف منها الحد من امتدادات السلبية للوباء.
وفي هذا الصدد، أكد المشاركون في هذه الندوة أن أبرز هذه التدابير هو إحداث العاهل المغربي لصندوق تدبير جائحة كورونا وإحداث لجنة لليقظة الاقتصادية لمواكبة التعثر المعلن على مستوى القطاعات الاجتماعية والنسيج المقاولاتي.
ونوّه المتدخلون بالحس الوطني المتميز الذي طبع فترة الوباء بالمغرب، وأيضا التعبئة الوطنية الشاملة المواكبة لمختلف فصول الأزمة، وفي مقدمتها القرارات الملكية السامية وتدخلات باقي القطاعات الحكومية والهيئات الحزبية والمدنية ومجموع المواطنات والمواطنين.
ورصدت المداخلات أهم التداعيات المسجلة على القطاعات الرئيسية ببلادنا، خاصة منها تلك المرتبطة بالمجال الفلاحي والقطاعات الاجتماعية والنسيج المقاولاتي المغربي (المقاولات الصغيرة والمتوسطة) ووضعية القطاع غير المهيكل، معتبرة أنها ميادين ذات الأولوية بالتدخلات العمومية، لا سيما بالنظر لارتباطها الوثيق بتوفير الأمن الغذائي والمعيشي وضمان كرامة المواطنين.
وسجّل المتدخلون حالة الارتياح الواسع الذي عرفته الوضعية الصحية خصوصا مع التحكم في نسب الإصابات والوفيات، وأيضا المجهودات المبذولة على مستوى القطاع الفلاحي الذي استطاع اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على قدرة السوق الداخلي في توفير الحاجيات الأساسية للمغاربة.
كما سجّلوا أيضا أن اجتياح وباء كورونا لبلادنا، أثر بشكل مباشر في ارتفاع وثيرة النقاش العمومي خصوصا على منصات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يفرض استثمار هذا الزخم من التفاعلات بين مختلف مكونات المجتمع المغربي أفرادا ومؤسسات، للظفر برهان المرحلة وضمان انطلاقة متجددة للمملكة مزودة بحلول قطاعية واعدة.
وفي الختام، نوّه المتدخلون بالمنصة الإلكترونية “MABA3D-CORONA.COM” التي أطلقها حزب “الأحرار”، لاستشراف مغرب ما بعد جائحة “كوفيد-19″، عبر استقبال أزيد من 1400 مساهمة في مختلف المجالات التي طالتها امتدادات الأزمة، وهي المبادرة التي لقيت ترحيبا واسعا من قبل المواطنات والمواطنين، عبروا من خلاها عن اقتراحات وتوصيات الهدف منها المساهمة المواطنة الفاعلة في مسلسل الإصلاح والتنمية ببلادنا.