ندّد رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، نهاية الأسبوع في مدينة بوعرك بإقليم الناظور، بترويج الإشاعات المغرضة وخلق الأكاذيب التي استهدفت حزب “الأحرار” ورئيسه عزيز أخنوش وقياداته، مؤكدا أن البناء المؤسساتي للحزب صار أقوى من أي وقت مضى، ولا يمكن أن يتأثر بمثل هذه الإشاعات والأكاذيب، مضيفا أن الأمر لا يتعلق بأخنوش كشخصية وإنما مؤسسة الرئيس التي تواصل تنزيل البرنامج المسطر ونجحت فيه إلى أبعد مدى.
وشارك رشيد الطالبي العلمي في فعاليات المنتدى الجهوي لشباب التجمع الوطني للأحرار بجهة الشرق، نهاية الأسبوع، بمدينة بوعرك بإقليم الناظور، بعرض سياسي قيّم، ردّ فيه على المشوشين على الحزب، كما وجّه فيه رسائل سياسية مهمة، وقدّم فيه أيضا نصائح وتوجيهات لشباب “الأحرار”، خصوصا أن المنتدى ناقش موضوع “التمكين السياسي للشباب منطلق لإعادة الثقة وتحقيق التنمية”.
واستهل الطالبي العلمي كلمته بالإشادة بهذا المنتدى والحضور الكبير، منوّها بتنظيم هذا الفضاء المؤسساتي، من أجل الحوار والنقاش المباشر، مردفا: “وبالتالي هذا الفضاء المؤسساتي الذي اختارته الشبيبة التجمعية فضاء جديد نشكركم عليه لأن الحضور المباشر أحسن من غير المباشر”. وبعد ذلك، تطرّق الطالبي العلمي لموضوع ترويج إشاعة استقالة الرئيس عزيز أخنوش، موضحا أن عزيز أخنوش جاء إلى التجمع الوطني للأحرار بناء على عقد بينه وبين المناضلات والمناضلين كي يتزعم هذا الحزب، مضيفا “وهذا العقد يتضمن مشروعا ومجموعة من المكونات: المكون الأول والرئيسي هو إعادة هيكلة الحزب، المكون الثاني هو الاشتغال من أجل التأطير، المكون الثالث هو أنه لديه فترة امتدادية إلى حين الحصول على نتائج انتخابية”.
وفي هذا الإطار، تابع المتحدث نفسه: “حينما نتكلم عن عزيز أخنوش لا نتكلم عن شخصية إنما عن مؤسسة الرئيس التي يجب أن يتوفر فيها مجموعة من الشروط وعندها أهداف البرنامج المسطر، ماذا وقع في هذا البرنامج؟”، مضيفا وهو يجيب عن هذا السؤال: “يسير بشكل ممتاز.. إذن لماذا سيستقيل؟ أين أخل بالتزاماته تجاه العقد السياسي بين التجمع الوطني للأحرار والسيد عزيز أخنوش؟ ليس هناك أي إخلال.. إذا أين يكمن الإشكال؟”. واغتنم الطالبي العلمي، الفرصة لتقديم شروحات حول البناء المؤسساتي للحزب، مؤكدا أنه أصبح اليوم بناء معقدا يصعب هدمه بين عشية وضحاها، مردفا: “وصلنا لمرحلة كان فيها حزبنا يحضر الانتخابات ثم يغادر، ما خلّف نتائج لسنا راضين عنها جميعا، ولم نلم على ذلك أحدا، تحملنا مسؤوليتنا وقلنا نحن من لم يكن على أتم الاستعداد، إذن علينا تغيير طريقة العمل والبناء حتى نتمكن من التقدم”.
ولأجل ذلك، يضيف الطالبي العلمي، جاء عزيز أخنوش، الذي سهر على بناء الحزب من جديد، ليتحوّل إلى بناء معقد، لأنه يشمل تنظيمات موازية مختلفة، على غرار الشبيبة التجمعية، والمرأة التجمعية، والتاجر التجمعي، والمدرس التجمعي، والإطار التجمعي، وغيرها من التنظيمات الموازية، بالإضافة إلى التنظيم الحزبي. وفي سياق آخر، أشاد عضو المكتب السياسي بالإصلاحات التي عرفتها بلادنا منذ تقريبا عشر سنوات، من قبيل الدستور الجديد، وبناء مؤسسات جديدة، بحيث أن أصبح النفوذ موزعا على المؤسسات، ولم يعد بيد مؤسسة واحدة، وكل مؤسسة لها دورها وتقوم بمهامها، مضيفا أنه بعد البناء المؤسساتي الذي يعتبر ضروريا للتنمية، هناك أيضا مجهودات جبارة قامت بها الدولة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله. غير أن الطالبي العلمي أكّد في نفس الوقت وجود إشكالات اجتماعية مطروحة، معتبرا أن الأمر طبيعي، وهذه هي طبيعة التطور، مشيرا إلى أن قوى اجتماعية جديدة، وهي الشباب، برزت بشكل قوي، إذ أنها قوة متعلمة، تعرف ما تريده، لكن لم تتوفر لها الظروف والشروط والإمكانات. وأشار إلى أنه يتم وضع برامج لمعالجة إشكال من الإشكالات حسب الإفرازات التي تفرزها القوة الاجتماعية للشباب. وأكد الطالبي العلمي على أنه لا أحد سواء في إطار المسؤولية أو خارجها يملك “عصا موسى” لجميع الإجابات دفعة واحدة، إلا ستكون فقط حلولا جاهزة كالتي تموت في لحظتها، مضيفا أن هناك حاجة إلى التفاعل والاستماع، وإبداء الرأي، ونضج الفكرة، حتى تتطور ثم تتحول إلى مشروع. إثر ذلك، عاد الطالبي العلمي إلى موضوع الشباب، حيث أكد أن هذه الفئة حان دورها، والشباب اليوم أولوية المجتمع المغربي بغض النظر عن الانتماءات السياسية، مشيرا في هذا الصدد، إلى برنامج دعم وتمويل المقاولات الذي أطلقه صاحب الجلالة، والذي يهدف إلى مساعدة الشباب من الناحية المادية وتمويل المشاريع، لافتا إلى أن حزب “الأحرار” قرّر أن يقوم بتوفير الدعم والتكوين والتوجيه اللازم لفائدة الشباب حاملي أفكار المشاريع من خلال هياكله وتنظيماته الموازية، التي بدأت فعلا في تنظيم دورات تدريبية ولقاءات توجيهية في مختلف ربوع المملكة. وفي نفس السياق، أشاد الطالبي العلمي ببرنامج الشبيبة التجمعية الذي يساهم في تقديم الشروحات اللازمة حول برنامج دعم وتمويل المقاولات، مشيدا أيضا بالإرادة الشخصية للرئيس عزيز أخنوش، للاهتمام بهذا الموضوع. وفي الختام، قال عضو المكتب السياسي إن “معركتنا جميعا اليوم، هي كيف يجد هذا الشباب ذاته داخل المجتمع المغربي، قوي بكيانه، فخور بانتمائه لهذا الوطن، مساهما بعطاءاته بالبناء كي نتمكن جميعا من تحقيق التقدم..”