يواصل حزب التجمع الوطني للأحرار، بقيادة عدد من أعضاء مكتبه السّياسي، تنزيل برنامجه التواصلي “100 يوم 100 مدينة”، الذي أعطى الرئيس عزيز أخنوش انطلاقته من مدينة دمنات مطلع نونبر من السنة الماضية، ويمتد البرنامج إلى غاية شهر يونيو من السنة الجارية، ويرمي إلى زيارة أزيد من 100 مدينة صغيرة ومتوسطة، بغرض الإنصات إلى ساكنتها، في إطار أشغال ورشات، لتحديد مشاكل التنمية بها، واقتراح الحلول لتجاوزها.
لقاء صفرو، المنعقد أمس الأحد، حضره أزيد من 500 مشاركة ومشارك ينتمون إلى مختلف الأعمار والشرائح المجتمعية، حيث كان لقاء ناجحا بكل المقاييس، وخرج بتوصيات هامة ركزت على الخصوص على قطاعات الصحة والتعليم والتشغيل، وتم رفع هذه التوصيات إلى المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، ليبني على أساسها تصوره للتنمية بمدينة صفرو، التي يتعدى عدد ساكنتها عتبة الـ 70 ألف نسمة.
واستغل أعضاء المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار الذين حضروا اللقاء، الفرصة للرد على مجموعة من الإشاعات التي يتم ترويجها خلال الأيام الأخيرة، خصوصا منها تلك المتعلقة باستقالة رئيس الحزب عزيز أخنوش من مهامه الحزبية.
وفي هذا الصدد أكد محمد شوكي، منسق الحزب بجهة فاس مكناس أن حزب التجمع الوطني للأحرار يتعرض لحملة بئيسة من التشويش، مؤكدا أن الإشاعات المرتبطة باستقالة أخنوش من الحزب ما هي إلا “أضغاث أحلام”، مضيفا أن أخنوش يمارس صلاحياته ومهامه في ظروف عادية و”أحلام البعض ستظل أحلاما فقط”.
ومن جانبه، أكد محمد بودريقة، عضو المكتب السياسي للحزب، أن حزب “الأحرار” يتلقى مجموعة من الضربات، قبل أن يستدرك قائلا: “الضربات التي نتعرض لها تبدو عادية بحكم أنه لا تقذف سوى الشجرة المثمرة”.
واسترسل بودريقة متحدثا عن فلسفة مبادرة “100 يوم 100 مدينة” التي تركز على الإنصات لهموم ومشاكل ساكنة المدن، قائلا: “الأحزاب السياسية تقدم تقريبا نفس البرامج لجميع المدن، وهي في الغالب برامج متشابهة، لكن بالنسبة لنا في الحزب نعلم أن لكل مدينة خصوصياتها، فمشاكل مدينة صفرو تختلف عن مشاكل مدينة فاس وتختلف عن مشاكل من الحاجب، فلكل مدينة خصوصياتها”.
اللقاء عرف أيضا حضور لحسن السعدي، رئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، الذي تحدث بدوره عن بعض المشاكل التي تعاني منها مدينة صفرو، انطلاقا من إنصاته للمشاركات والمشاركين في ورشات هذه المحطة، مضيفا أن نقطتين أساسيتين أثارتا انتباهه، تتعلق الأولى بوضعية المرأة في المدينة، خاصة وضعيتها في ميدان التشغيل ومعاناتها في معامل النسيج، والثانية تتعلق بالشباب الذي يعاني من البطالة، فرغم أن لهم دبلومات غير أنهم لا يجدون عملا.
وفي هذا السياق، يضيف السعدي: “ولذلك نجد أن شباب مدينة صفرو حائر ويفكر في الهجرة خارج المدينة، كما أن الشباب الراغبين في خلق مشاريع خاصة يجدون مشاكل مع الأبناك ومشاكل مع الادارة”.
وتابع لحسن السعدي مخاطبا الحاضرين: “لكي نغير الواقع عليكم أن تنخرطوا في العمل السياسي وأن تدخلوا الأحزاب السياسية، ليس بالضرورة التجمع الوطني للأحرار، انضموا إلى أي حزب يستجيب لقناعاتكم، والأهم ألا نتركوا المجال شاغرا، فكفانا من الانتقاد من خارج المؤسسات، لأن الواقع لن يتغير بعصى سحرية، وهدفنا أن نغير واقعنا نحو الأفضل”.