احتضنت مدينة أكادير، أمس الأحد محطة جديدة من محطات القافلة التواصلية “100 يوم 100 مدينة”، وشكل اللقاء فرصة لساكنة المدينة للتعبير عن مشاكلهم و احتياجاتهم، والتي همت بالأساس قطاعات الصحة والتعليم والتشغيل.
وحضر اللقاء حوالي 400 مشارك ومشاركة، وتميز بحضور رجالات ونخبة من كبار رجال أعمال المدينة، وعدة شخصيات تنتمي إلى أحزاب أخرى غير حزب “التجمع الوطني للأحرار”، ضمنهم أطباء ومهندسيين ومحامون، وأساتذة جامعيون.
و في كلمته الافتتاحية، ذكر إبراهيم الحافيظي، المنسق الإقليمي للحزب بمدينة أكادير، بالخطوط العريضة لمبادرة “100 يوم 100 مدينة” باعتبارها “استشارة عمومية” هدفها الاستماع لمشاكل الساكنة، ضمن ورشات عمل، وذلك لصياغة مجموعة من التوصيات، سيتم رفعها إلى المكتب السياسي للحزب، ليبني عليها تصوره في مختلف المحطات الانتخابية، سواء المحلية أو المهنية أو البرلمانية، وفي أفق الترافع على إدراجها في البرنامج الحكومي.
وذكر إبراهيم الحافيظي بالخطاب الأخير للملك محمد السادس، الذي ركز فيه على مدينة أكادير، واعتبرها منتصف المغرب جغرافيا، حيث سيتم تنزيل برنامج ملكي ضخم للنهوض بالمدينة على مختلف الجوانب، وخاصة على المستوى الصناعي، مع إطلاق مخطط التسريع الصناعي الجهوي، الذي يعول عليه لتوفير عدد كبير من فرص الشغل بالمدينة والجهة، التي يراد لها اليوم برغبة ملكية أن تكون قاطرة التنمية بوسط و جنوب المملكة.
من جهته، ذكر شفيق بنكيران، عضو المكتب السياسي للحزب، ببعض محطات المدينة، بداية من سنة 1975 حين أعطى منها الملك الحسن الثاني انطلاقة المسيرة الخضراء، وصولا إلى قرار الملك محمد السادس بأن تكون أكادير هي وسط المغرب، خاصة وأن المدينة التي تتجاوز اليوم ساكنتها نصف مليون نسمة، تعتبر قوة اقتصادية وسياحية وبحرية هامة في المغرب، وهي مقومات يجب استغلالها لإنتاج الثروة محليا وجهويا ووطنيا.
وأضاف بنكيران قائلا “من خلال حضوري بعض أشغال الورشات تبين لي أن مستوى عالٍ، كما أن أغلبية الحضور لا ينتمون لحزب التجمع الوطني للأحرار، وهذا الأمر كان بتوصية من رئيس الحزب الذي يريدنا أن ننفتح على الجميع”.
وأوضح بنكيران أن المدن المغربية تعاني من مشاكل بنوية وتنموية، الأمر الذي يكبح نموها الاقتصادي، مشيرا إلى أن النموذج التنموي الجديد يعول عليه لتجاوز الفوارق المجالية بين المدن المغربية.
من جهة أخرى، أكد عبد الرحمان اليزيدي عضو المكتب السياسي على أن النقاشات في الورشات انصبت اتجاه مشاكل تتعلق بالصحة والشغل والتعليم، وأيضا البنيات التحتية والعمران، معتبراً أن أكادير من المدن التي تعرف غياب هوية عمرانية، خاصة الحوض اللساني.
وأوضح اليزيدي أن مدينة أكادير التي اعتبرها جلالة الملك وسط المغرب، مقبلة على مشاريع مهيكلة، تكون بمثابة دفعة قوية للاقتصاد المحلي، مشددا على أن بناء الإنسان والمواطن الفاعل سيمكن مستقبلا من مواكبة تلك المشاريع وتتبع مدى إنجازها.
واسترسل قائلا “ساكنة مدينة أكادير تستحق أكثر مما تعيشونه اليوم، ومكانة المدينة ستسترجعوها بكل مواطن منخرط فاعل، قرر تصحيح الأوضاع، بدءً بتشخيص المشاكل، ومرورا باقتراح الحلول ووصولا إلى الاختيار المناسب لمن ينفذ تلك الحلول”.
وأوصى المشاركون في الورشات بضرورة مواكبة المشاريع التنموية الملكية منها، والمبادرات الحرة، وتحويل المدينة إلى قطب اقتصادي عالمي، ووجهة دولية ليس فقط للسياحة، بل أيضا للأعمال، من خلال استقطاب مستثمرين دوليين، الأمر الذي سينعكس لامحالة على ساكنتها من خلال توفير فرصة شغل، والدفع بالحركة التجارية إلى مستويات متقدمة.