في الأسبوع السابع لانطلاق البرنامج التواصلي “100 يوم 100 مدينة”، حطت قافلة “التجمع الوطني للأحرار”، التي انطلقت من مدينة دمنات، مساء اليوم السبت 14 نونبر بمدينة الحسيمة، واحدة من أكبر حواضر جهة طنجة تطوان الحسيمة، و التي يتجاوز عدد ساكنتها الـ 400 ألف نسمة.
وعرف اللقاء حضورا متميزا لساكنة المدينة التي حجت بشكل كبير، للمشاركة في أشغال الورشات، التي ترتكز فلسفتها على عرض المشاكل التي تعاني منها المدينة في مختلف المجالات، والمساهمة في اقتراح الحلول، في إطار ما يمكن اعتباره “استشارة عمومية” وسياسة تشاركية بين حزب “التجمع الوطني للأحرار” وساكنة مختلف المدن الصغيرة والمتوسطة، التي ستجوبها قافلة “100 يوم 100 مدينة”، والتي ستستمر في التنقل بين المدن إلى غاية متم شهر يونيو من العام المقبل، في بادرة فريدة هي الأولى من نوعها.
هذا اللقاء حضره، عضو المكتب السياسي للحزب رشيد الطالبي العلمي، وهو بالمناسبة أيضا المنسق الجهوي للحزب بجهة طنجة الحسيمة تطوان، الذي جدد في بداية كلمته أن برنامج “100 يوم 100 مدينة” ليس لقاءا تواصليا فحسب، و إنما هو جلسة للإنصات، و قال: “… ما نقوم به هو جولة على الصعيد الوطني، ننصت من خلالها للساكنة للتعبير عن الألم الذي يشعرون به و ليشاركوا أيضا في ايجاد الحلول للخروج بتصور عام حول حاجيات مدينة الحسيمة”.
ولم يفوت رشيد الطالبي العلمي الفرصة للحديث عن الحراك الذي عاشته مدينة الحسيمة خلال السنتين الأخيرتين، وقال: “… مررنا بمرحلة صعبة في الحسيمة تجاوزناها بفعل تضافر جهود الجميع، فكل واحد ساهم من موقعه”، ويضيف: “… مجموعة من الناس لم يفهموا جيدا مبادرتنا هاته، فالتعبير الذي نجده في الشارع هو نفسه الذي نجده الآن في القاعة، و من أراد أن يركب على حراك الحسيمة للوصول إلى أهداف سياسية لا نعرفه”.
ووسط تصفيقات كبيرة من القاعة، قال المنسق الجهوي للحزب بجهة طنجة الحسيمة تطوان: “… في حزب التجمع الوطني للأحرار لا مشكلة لنا في أن يكون هناك نقاش، هدفنا النهائي أن تحل المشاكل، فنحن مع الاختلاف المؤطر ومع الاحترام الكامل لكل مواطن”.
وبخصوص التهميش الذي ظلت تعاني منه مدينة الحسيمة لسنوات، قال الطالبي العلمي: إلى حدود سنة 1999 كانت منطقة الشمال بأكملها مهمشة، لكنها حضيت اليوم بعناية جلالة الملك …
ولم يفوت وزير الشباب والرياضة السابق الفرصة للحديث عن الفوارق المجالية في جهة طنجة الحسيمة تطوان: “… الملاحظ أن هناك تنمية في طنجة و تطوان عكس مدينة الحسيمة، واليوم من حق ساكنة المدينة أن يتساءلوا عن الأسباب، فالحسيمة كانت شبه معزولة، وما ينقصها اليوم هو الشغل والصحة والتعليم والكرامة، ومن أراد أن يلصق شيئا آخر بساكنة الحسيمة فهو عدونا”، في إشارة واضحة للبعض الذي يروج أن نشطاء المدينة أيام الحراك كانوا يرفعون شعارات انفصالية.
هذا ورفع المشاركون في أشغال الورشات، و الذين تجاوز عددهم 300 مشاركة ومشارك، مجموعة من التوصيات أهمها تتعلق بمجالات الشغل والصحة والتعليم، على غرار ضعف الخدمات الصحية بالمدينة، وتفشي البطالة وسط الشباب نتيجة غياب فرص شغل حقيقية وغياب رؤية اقتصادية للمدينة، إضافة إلى مشاكل أخرى تتعلق بالطرق والمواصلات والرياضة والشباب والفلاحة والمجتمع المدني، وهي التوصيات التي سيتم رفعها للمكتب السياسي الذي سيبنى على أساسها برنامجه السياسي في الفترة المقبلة.