يحتفل المغرب اليوم الـ12 من غشت باليوم العالمي للشباب، مناسبة تدعو فيها الهيئات الشبابية للمزيد من الاهتمام بفئة تشكل العمود الفقري للمجتمع، كما تشكل فرصة لتقييم السياسات العمومية الخاصة بهم.
وقال الأخ محمادي توحتوح رئيس منظمة الشباب بجهة الشرق لحزب التجمع الوطني للأحرار إن مستقبل المغرب في شبابه، وهو ما أكدته، حسب رأيه عدد من الإصلاحات على رأسها الإصلاح الدستوري في 2011، والذي نص على إحدات مجلس خاص للشباب والعمل الجمعوي، يعنى بمشاكلهم، ويشكل قوة اقتراحية، ومواكبة للمشاريع الحكومية.
وأضاف الأخ توحتوح أن الخطب الملكية حثت الحكومة والأحزاب السياسية على فتح المجال أمام الشباب للمشاركة السياسية، وأن الدولة بدورها وضعت الثقة في الشباب المغربي وفي كفائتهم، من خلال ترأس عدد من الشباب لمجموعة من المؤسسات العمومية، وأيضا من خلال تمكينهم من ولوج قبة البرلمان عبر اللائحة الوطنية للشباب.
رغم ذلك، يعتبر المتحدث أن الشباب المغربي لازال يعاني من العديد من النواقص لتحقيق انتظاراته، أولها التعليم وتدني مستوى التكوين، وقلة فرص العمل، والتي تشكل، حسبه حاجزا لتحقيق طموحات الشباب، مؤكدا أن الأمل لدى هذه الفئة كبير خاصة بعد خطاب العرش الأخير.
واعتبر الأخ توحتوح أن جلالة الملك أكد على خريطة طريق تضمن أجوبة لانتظارات الشباب، لابد من الهيئات الحكومية العمل على إنشائها.
وتابع المتحدث < انخرطت بعض الأحزاب على رأسهم التجمع الوطني للأحرار، والذي تفاعل بشكل اجابي مع مضامين الخطاب الملكي ومع هذه المرحلة، في ورش تمكين الشباب، فالتجمع يلعب دورا كبيرا سواء من خلال موقعه داخل الحكومة حيث يساهم في وضع التصورات ويقيم السياسات العمومية الموجهة للشباب، أو على المستوى الحزبي حيث عمل بشكل كبير على استقطاب الشباب وتأطيرهم ومواكبتهم بالإضافة إلى أن الحزب من خلال النموذج التنموي المضمن في مسار الثقة خصص للشباب أهمية كبيرة من خلال التركيز على وضع تصور لتشغيل مليونيين شاب في قطاع الخدمات ودعمهم من أجل إنشاء مقاولاتهم الخاصة>
ويرى الأخ توحتوح أن الشباب المغربي يطمح أكثر لتعبئة وطنية ينخرط فيها الجميع لانجاح الإصلاحات التي تعرفها البلاد، ولتنزيل التزامات الدولة بما فيها المجلس الوطني للشباب والعمل الجمعوي ومواصلة الاوراش الوطنية المرتبطة بتشغيل الشباب.
في الاتجاه ذاته اعتبرت أمال الملاخ رئيس الشبيبة التجمعية بجهة مراكش آسفي، أن تأطير الشباب يشكل أكبر مكتسب اليوم في المغرب، عبر المؤسسات الحزبية والجمعيات.
وأضافت الأخت الملاخ أن أكبر مؤسسة في البلاد وهي المؤسسة الملكية منحت أهمية كبيرة لهذه الفئة ودعت الجميع من أجل تطوير مستوى عيشه.
أما في ما يخص الانتظارات أكدت المتحدثة على ضرورة التأطير، وعلى منح الشباب فرص أكثر في التعليم والعمل وميادين أخرى.
وشددت الأخت الملاخ على ضمان المشاركة الفاعلة للشباب في السياسات العمومية، وفي صنع القرار، وضمان تكافؤ الفرص لهذه الفئة في الجهات خاصة البعيدة منها عن مركز المغرب.
من جهة أخرى دعا ياسين إصبويا رئيس المنتدى المتوسطي للشباب إلى ضرورة التعجيل بإخراج المجلس الإستشاري للشباب والعمل والجمعوي، والعمل على وضع قانون إطار للشباب، والتعجيل بالسياسة الوطنية للشباب، وإنتاج ميثاق وطني لمشاركته في الحياة العامة ترابيا.
واعتبر المتحدث أن التمكين الاقتصادي والاجتماعي للشباب يشكل مدخلا مهما لتقوية أدواره، وتعزيز انتمائه، ومشاركته في خلق التنمية.
ويرى المتحدث أن الشباب المغربي اليوم في حاجة إلى فضاءات امنة مفتوحة تسمح لهم بالانخراط في أنشطة تتعلق باحتياجاتهم ومصالحهم المتنوعة، والمشاركة في عمليات صنع القرار والتعبير عن أنفسهم بحرية.
يشار إلى أن وزارة الشباب والرياضة، وضعت بشراكة مع المديرية العامة للجماعات المحلية، وصندوق الأمم المتحدة للأطفال، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للشباب 2015-2030 والتي تقدم رؤية شاملة تضمن لجميع الشباب ذكورا وإناثا، في المغرب، الفرص لعملية انتقال ناجحة إلى سن الرشد من خلال تعليم جيد، والحصول على عمل لائق وخدمات صحية مناسبة ومشاركة فعالة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية.