أبرزت نبيلة الرميلي، رئيسة مجلس جماعة الدار البيضاء، أن مدينة الدار البيضاء تعيش تحولات كبرى، واستعدادات حثيثة لمواعيد تاريخية قادمة، أبرزها كأس إفريقيا للأمم سنة 2025 وكأس العالم سنة 2030.
واعتبرت، في كلمتها خلال الدورة العادية للمجلس – ماي 2025، أمس الأربعاء، أن هذا الحدث يعد لحظة تاريخية بكل المقاييس، وأن مجلس الدار البيضاء الحالي بجل منتخبيه محظوظ بعيش فترة انتدابية تضع الدار البيضاء على سكة الإقلاع العالمي، “لحظة تستدعي منا جميعا، كمنتخبين ومسؤولين، أن نكون في مستوى الرهانات”، على حد وصفها.
وأفادت أن المجلس اختار دائما العمل الصامت، وأن يكون العمل هو أبلغ تعبير عن الطموحات، والواقع هو لسان الإنجازات.
وأشارت إلى أن المواطن، بقدر ما ينصت للخطابات التي تأتيه بالمعلومة التي تهمه وتقربه من الخدمات التي هي حق من حقوقه، بقدر ما ينتظر الأثر الملموس، مضيفة: “المواطن يرى ويميز ويعرف بأن الدار البيضاء تتغير كل يوم، فقد أصبحت تشمل مساحات خضراء وشوارع وأزقة نظيفة وإنارة، وهذا تأكيد بأن المجلس الجماعي لمدينة الدار البيضاء لم يدخر جهدا، وأن الأوراش المفتوحة اليوم بكل المقاطعات تشهد على ذلك”.
وأبرزت أن تقارير المقاطعات تشهد على هذه الدينامية بالأرقام، وتحدد خدمات القرب التي تم اعتمادها، الشيء الذي يدعو إلى الافتخار والاعتزاز، وهو العمل الذي بشمل كذلك الأوراش المهبكلة والمشاريع التحولية.
“مدينتنا اليوم ورش مفتوح، على أوراش ومشاريع مستقبلية ستغير معالم الدار البيضاء أكثر وأكثر، وهي ورش مفتوح أيضا من مشاريع القرب والخدمات اليومية التي تهم النظافة والنقل والأسواق والإضاءة، من مشاريع البنيات التحتية الكبرى، مرورا بمشاريع الاستدامة وتثمين المياه وجودة التنقل والمساحات الخضراء، وصولا إلى المشاريع التحولية الكبرى كالمطرح الجديد، والمنصة الغذائية، والأسواق التاريخية والحدائق والمتنزهات في كل المقاطعات، والمرافق الصحية الجديدة، وملاعب القرب، وغيرها الكثير”حسب قول الرميلي.
واعتبرت أن هذه المشاريع ليست مجرد استجابات لحاجيات آنية، بل هي لبنات في مسار تحولي يروم تأهيل الدار البيضاء لتكون حاضرة متروبولية حقيقية، تحتضن الاستثمار، وتخلق فرص الشغل، وتسهم في إشعاع المغرب قاريا ودوليا.
ومن بين هذه المشاريع تحدثت الرميلي عن مشروع Casablanca Tech Valley بسيدي عثمان، الذي من المرتقب أن يوفر أكثر من 20.000 فرصة شغل ويساهم في تحقيق العدالة المجالية، “وهو من المشاريع التحولية التي ستساهم في تعزيز العدالة المجالية الحقيقية والمساهمة في تحقيق التنمية السوسيواقتصادية”، حسب قولها.
وقالت رئيسة مجلس جماعة الدار البيضاء إن المشاريع التي يتم تنفيذها على مستوى المدينة تندرج ضمن رؤية شمولية تتقاطع مع عدد من السياسات الوطنية الكبرى، وتساهم في تحقيق التنمية المحلية وتعزيز إشعاع العاصمة الاقتصادية، إلى جانب دورها المحوري في إعداد المدينة للاستحقاقات المستقبلية الكبرى.
وشددت الرميلي على أن هذه الدينامية التنموية لا تخدم فقط تحسين جودة عيش الساكنة، بل تساهم أيضا في تعزيز الجاذبية الترابية للمدينة على الصعيد الوطني، مشيرة إلى ملاحظة لافتة في السنوات الأخيرة تتمثل في تغير نمط الإقبال على المدينة، حيث لم تعد الدار البيضاء تفرغ من سكانها وزوارها خلال فترات الصيف والأعياد، كما كان الحال سابقا.
وأوضحت أن العاصمة الاقتصادية التي كانت تسعم في دعم السياحة الداخلية بباقي المدن، باتت تستقطب اليوم عددا متزايدا من الزوار من داخل وخارج المغرب.
وأبرزت، استنادا إلى معطيات المجلس الجهوي للسياحة، أن عدد ليالي المبيت المسجلة بفنادق المدينة عرف تطورا بنسبة 13 في المئة بين سنتي 2023 و2024.
وهذا الإقبال المتزايد، تؤكد الرميلي، ليس وليد الصدفة، بل هو نتيجة مباشرة لإطلاق مشاريع مهيكلة غيرت ملامح المدينة، وأخرى لا تزال في طور الإنجاز، تبشر بمستقبل سياحي واعد.
ومن بين هذه المشاريع، أشارت إلى إعادة تأهيل ضاية الألفة، المشروع البيئي الممتد على مساحة تناهز 14 هكتارا وسط حي الألفة – الحي الحسني، والذي تسير أشغاله بوتيرة محترمة في الآجال المحددة، ليشكل في المستقبل أحد أبرز الفضاءات البيئية بالجهة، من خلال بحيرة حضرية وحدائق موضوعاتية ومرصد للتنوع البيولوجي ومرافق رياضية وترفيهية مفتوحة في وجه العموم.
كما توقفت الرميلي عند مشروع تحويل مطرح مديونة إلى منتزه بيئي، واصفة إياه بأنه من بين المشاريع التحولية الكبرى للولاية، حيث ستمتد فضاءاته على أكثر من 50 هكتارا، ليصبح أحد المتنفسات الطبيعية الجديدة الموجهة للساكنة، في انسجام تام مع أهداف الدار البيضاء كمدينة مستدامة.
وأضافت أن مقاربة “كازا نقية” ليست مجرد شعار، بل رؤية تنموية تهدف إلى تأهيل الفضاءات العمومية، وإعادة الاعتبار للمجالات المنسية، وتحسين الخدمات الموجهة للساكنة.
وأشارت في هذا الإطار إلى عدد من التدخلات الحضرية، من قبيل المرائب الجديدة بوسط المدينة، مثل مرآب مثلث الفنادق ومرآب حديقة جامعة الدول العربية، إلى جانب تحسين المرافق الصحية، داعية رؤساء المقاطعات إلى مواكبة هذا الورش من خلال المراقبة الميدانية وإطلاق حملات تحسيسية على مستوى القرب.