عبد الحليم الغالي، مكناس
أولا مكناس معروفة بالتاريخ ديالها العريق والمآثر ديالها ولكن بداو كايعرفوا واحد الإهمال وما كاينش واحد الترميم جدري، لا سيما فالمدينة القديمة. يعني الموروث المادي واللامادي بدا كيندثر بشوية بشوية. ما كاينش واحد الاهتمام بهاد المسائل! كايقولو غادي يكون ترميم، ولكن مزال ما دارو والو.
من جهة أخرى، مدن عديدة عرفات إصلاح ديال محطات القطار ديالها، ومكناس لا! ما عرفتش واش غير مزال ماوصلو لها ولا كاين شي سبب آخر!
من ناحية التجهيز، كاين شي أحياء مزيانين ولكن كاين شي بلايص أخرى فيها مشاكل بالخصوص فالإنارة. المتنفسات والمساحات الخضراء قلال بزاف. يعني لي بغى يخرج ولادو خاصو يدير مسافة كبيرة.
من ناحية دور الشباب والمراكز الثقافية، كاين نقص كبير فالأحياء الشعبية. مثلا أنا فمنطقة برج مولاي عمر، كانت دار الشباب فواحد المقر لي كان مكري، ودبا خرج واحد الأمر بالإفراغ، يعني داك الوليدات كاملين ما غاديش يلقاو فين يتكونوا ويمارسوا أنشطة. وماشي غير فحي البرج، مجموعة من المناطق ما فيهاش مراكز من هاد النوع، مع العلم أنه كاين جمعيات لي مستعدة تنشط هاد الفضاءات. وبغيت نتكلم كذلك على المعاهد الموسيقية. مدينة مكناس معروفة بالثقافة والفن ديالها وعندنا يالاه جوج ديال المعاهد صغيرة لي ما كاتقدرش تواكب احتياجات الساكنة ديال المدينة. يعني لي بغى يقرا الموسيقى، خاصو يمشي لشي مدرسة خاصة. كيفما كلشي كايعرف، الموسيقى كتلعب دور كبير فالحفاظ على الثرات وعندها دور فتهديب النفوس وهادشي كايعود بالنفع على المجتمع. الانسان لي كايدير الموسيقى ما غديش يمشي للإجرام ولا شي حوايج خايبين بحال هكذا. داكشي علاش كنقول أن جوج معاهد ما كافيينش. حاجة أخرى، ماعندناش قاعة كبيرة للأنشطة الثقافية. عندنا مركب المنوني ولكن ما بقاش قادر باش يهز جمهور كبير. الطاقة الاستعابية ديالو فيها شي 300 بلاصة فقط. كنا درنا واحد المقترح لبناء مسرح كبير بالمدينة ولكن لحد الساعة مزال ما كاين والو. كاين غياب فالتواصل مع الإدارات. وخا كانديرو مراسلات ما كانتوصلوش بإجابات. يعني ما كانحسوش بأنه كاين واحد الاعتبار لا للمواطن ولا لفعاليات المجتمع المدني.
أياما معدودة قُبيل رفع الحجر الصحي بمكناس أوائل شهر يونيو 2020، استجاب 365 من ساكنة المدينة لدعوة الأحرار، من أجل الحديث بكل حرية عن معيشهم اليومي عبر تقنية التناظر بالفيديو. لا يختلف إثنان حول مكانة مدينة مكناس كإحدى العواصم التاريخية للمغرب، وقد انبرى المشاركون جميعهم إلى الحديث عن وضعها الراهن.
تشتهر مكناس بطراز معماري يزاوج بين الإسباني والموريسكي، وتزخر بمقدرات تراثية هائلة وجب تثمينها. تعتز أهالي مكناس أيما اعتزاز بهذه الهوية التاريخية والثقافية التي تجسدها العديد من المآثر والخبرة الحِرفية لصناعها التقليديين. وترى الساكنة لزوم صون هذا التراث، لا سيما في ظل توسع حضري لا يكترث أحيانا بالتراث.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تُشكل الفلاحة موطن قوة، إذ يمنح المعرض الدولي للفلاحة بمكناس للعاصمة الإسماعيلية نشاطا مزدهرا. لكن معدل البطالة يتجاوز فيها عتبة 20 في المائة. وندد المشاركون بهذا الوضع، داعين إلى مؤازرة الشباب الراغبين في خلق فرص شغل. وكان من بين التوصيات اقتراح إنشاء مناطق صناعية جديدة وتبسيط الإجراءات للمستثمرين.
وبالرغم من وجود أطباء مرموقين، تبدو مكناس في مواجهة مصاعب في ميدان الصحة. إذ صرح السكان أن المدينة لا تتوفر على ما يكفي من المستوصفات، وأن المستشفى يفتقر إلى التجهيزات والأطر الطبية، ما يحتم على المرضى التنقل إلى مدن أخرى طلبا للعلاج، ويعتبرون ذلك أمرا غير مقبولا.
وأخيرا، تم التطرق إلى تراجع وضع قطاع التعليم العمومي، فعدد المؤسسات التعليمية والجامعية محدود ولا تستطيع استيعاب الجميع، وجاءت فترة الحجر لتعيد إلى الأذهان هزالة الوسائل المتاحة للأساتذة وصعوبة الاشتغال في ظروف أفضل. كما عبر بعض المشاركين عن ضرورة تمكين الشباب من ممارسة رياضة منتظمة، مستحضرين الساعات المجيدة لمكناس في السباحة وكرة الماء.